لعل الاهتمام الكبير الذي أولته وزارة التربية والتعليم لذوي العزيمة بمختلف فئاتهم، عبر إتاحة المجال لهم للالتحاق بالمدارس الحكومية، مع توفير احتياجاتهم من البرامج التعليمية والكوادر التربوية وغيرها من الأدوات المساندة، كان له الأثر الكبير في اكتشاف وصقل طاقات ومواهب هؤلاء الأبناء، وإبرازها بشكل علمي مدروس، ومن ضمنهم الطالب الذي نقدم لكم تفاصيل قصة نجاحه في السطور التالية.
التحق الطالب رضا معتوق بمدرسة ابن النفيس الابتدائية للبنين وهو يعاني من ضعف شديد في البصر، إضافةً إلى ضعف في السمع، ولذلك خصصت له الوزارة المعلم محمود حبيل من المعهد السعودي البحريني للمكفوفين، الذي يحضر للمدرسة بشكل يومي لتدريسه مادة اللغة العربية، إلى جانب معلمة لمادتي الرياضيات والعلوم.
وتقول مديرة المدرسة رافعة أحمد بن علي إنه تم إيلاء رضا اهتماماً بالغاً ورعاية مكثفة سواءً في الحصص الدراسية في الصف أو خلال الحصص الفردية، حيث تتم متابعة تقدمه الدراسي بصورة دورية، وتقديم الدعم الأكاديمي والنفسي له بشكل مستمر، مع إشراكه في قراءة القرآن الكريم في الطابور الصباحي، وتحفيزه بشكل دائم، بالإضافة إلى جلسات اللقاء المنتظمة مع والدته لمناقشة تطور مستواه، ومتابعة مقترحاتها.
وأضافت المديرة أن المعلم المتابع لرضا قد اكتشف امتلاكه موهبة فريدة هي حفظ إعدادات الهاتف بشكل متفرد تفصيلي دقيق يعجز عنه أقرانه، باستخدام تقنية الاستجابة الصوتية، فهو يتميز بسرد الإعدادات بشكل سريع باللغة العربية الفصحى، كما يمتلك قدرة لافتة على تصميم خلفيات الهاتف باستخدام برامجه، فقامت معلمة الموهبة بالمدرسة إيمان معين بالعمل على صقل موهبته عن طريق تخصيص جلسات فردية معه، الأمر الذي قد يجعل منه مبرمجاً ذات يوم، وهو يمتلك الدافعية لذلك.
