أميركا: ندعم تايوان وسط ضغوط الصين العسكرية

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة “تراقب بدقة” نشاطات الصين العسكرية القريبة من تايوان، مؤكداً أن الدعم الأميركي للجزيرة سيتواصل في مواجهة ضغوط الصين العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية.
وذكر المتحدث الأميركي، أن “الصين أثبتت أنها ليست طرفاً مسؤولاً، كما أنها لا تمانع في تعريض أمن وازدهار المنطقة للخطر”، معتبراً أنه “لا مبرر لتهديداتها غير المسؤولة، وعمليات الضغط العسكري التي تمارسها بالقرب من تايوان”.
وأجرت الصين تدريبات عسكرية قبالة سواحل تايوان الشمالية والجنوبية والشرقية، الثلاثاء، في “تحذير صارم” ضد الإجراءت “الانفصالية”، ووصفت الرئيس التايواني لاي تشينج-ته بأنه “طفيلي” في حين أرسلت تايوان سفناً حربية للرد على اقتراب البحرية الصينية من سواحلها.
وتأتي التدريبات، التي لم تطلق عليها الصين اسماً رسمياً على عكس مناورات حربية جرت العام الماضي، بعد تصاعد الخطاب الصيني ضد لاي، وكذلك في أعقاب زيارة لوزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث إلى آسيا انتقد خلالها بكين مراراً.
وقالت قيادة مسرح العمليات الشرقي ببكين في بيان، إن الجيش الصيني نشر سفناً وطائرات ومدفعية للتدرب على حصار الجزيرة، وضرب أهداف برية وبحرية، واعتراض جوي “لاختبار تنسيق القوات في القتال”.
واعتبرت وزارة الخارجية الصينية في بيان، أن التدريبات “إجراءات شرعية، وضرورية للدفاع عن السيادة الوطنية، وحماية الوحدة الوطنية”، مشيرةً إلى أن “إعادة توحيد الصين (مع تايوان) توجه لا يمكن وقفه، وسيحدث ويجب أن يحدث”.
وفي مايو الماضي، وبعد 3 أيام من تنصيب لاي، أجرت القوات الصينية مناورات حربية لمحاكاة السيطرة الكاملة على المناطق الواقعة إلى الغرب؛ مما يسمى “بسلسلة الجزر الأولى”، وأجرت تدريبات صاروخية بذخائر حية.
تايوان: الصين “مُثيرة للمشاكل”
وأدانت الحكومة التايوانية التدريبات الصينية، فيما قال المكتب الرئاسي، إن الصين يعتبرها المجتمع الدولي “مُثيرة للمشاكل”، وأن الحكومة لديها “الثقة والقدرة على الدفاع عن نفسها”.
وذكرت وزارة الدفاع التايوانية، أن مجموعة حاملة الطائرات الصينية “شاندونج” دخلت منطقة الاستجابة الخاصة بالجزيرة، الاثنين، مضيفةً أنها أرسلت طائرات وسفناً عسكرية، ونشطت أنظمة صاروخية برية رداً على ذلك.
وأشارت إلى أنها “لم ترصد إطلاق نار حي من قبل الجيش الصيني”، لكن “71 طائرة عسكرية صينية على الأقل، و13 سفينة حربية شاركت في التدريبات”.
ولفت مسؤولان تايوانيان كبيران لوكالة “رويترز”، إلى أن أكثر من 10 سفن حربية صينية اقتربت من المنطقة المتاخمة لتايوان، والتي تبلغ 24 ميلاً بحرياً (44 كيلومتراً)، وإن تايوان أرسلت سفنها الحربية للرد.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية سون لي فانج، بأن “القوات المسلحة التايوانية رفعت مستوى جاهزيتها لضمان عدم تحويل الصين التدريبات إلى قتال، وشن هجوم مفاجئ علينا”.
ويرى مسؤول أمني كبير في تايوان في تصريحات لـ”رويترز”، نقلاً عن تقييمات داخلية، بأن “بكين بحاجة إلى تجنب أي مواجهة محتملة مع واشنطن قبل بدء المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين”.
وأضاف: “لذلك أصبحت تايوان أفضل ذريعة، حيث اختاروا بدء مثل هذه التدريبات العسكرية فور مغادرة وزير الدفاع الأميركي آسيا”.
وقال المعهد الأميركي في تايوان، الذي يُعد بمثابة السفارة غير الرسمية للولايات المتحدة في تايبيه، إن “الولايات المتحدة ستواصل دعم الجزيرة”، مشدداً في بيان على أن “الصين أثبتت أنها ليست طرفاً مسؤولاً، كما أنها لا تمانع في تعريض أمن وازدهارها المنطقة للخطر”.