ترمب يعلن فرض “رسوم جمركية مضادة” على عشرات الدول

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، فرض “رسوم جمركية مضادة” على عشرات الدول منها الصين والهند إضافة الاتحاد الأوروبي، مشدداً على أن “اليوم هو يوم ولادة الصناعة الأميركية من جديد”، زاعماً أن “هناك دولاً سرقت ثروات بلادنا منذ سنوات”.
وفرض ترمب رسوماً جمركية قدرها 34% على الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي، و46% على فيتنام، 32% على تايوان، كما فرض رسوماً قدرها 24% على اليابان، و10% على بريطانيا، و25% على كوريا الجنوبية.
ومن الدول العربية التي فرض عليها ترمب رسوماً جمركية، الأردن بنسبة 20%، وأيضاً مصر والسعودية والإمارات بـ10%.
وأضاف ترمب في خطاب خلال ما وصفه بـ”يوم التحرير”، أنه سيوقع خلال لحظات على أمر تنفيذي بشأن التعريفات الجمركية المتبادلة”، مؤكداً أن ذلك سيجعل أميركا ثرية من جديد”، لافتاً إلى أن بلاده تمت “سرقتها” و”نهبها” من قبل “الأعداء والأصدقاء” لعقود.
وأشار إلى أنه تمت “سرقة” الولايات المتحدة وأموال دافعي الضرائب لأكثر من 50 عاماً، مشدداً على أن “هذا لن يحدث مرة أخرى”، وتابع: “سوف يُطلب من الدول الأجنبية في النهاية أن تدفع ثمن امتياز الوصول إلى سوقنا وهو أكبر سوق في العالم”.
وأكد أنه سيوقع على أوامر تنفيذية لفرض “رسوم جمركية مضادة” على دول العالم، مشدداً على أنها “مضادة، فهم فرضوا ذلك علينا وسنفرضها عليهم”.
واعتبر ترمب، أن هذا “يوم مهم في تاريخ الولايات المتحدة”، وأضاف: “إنه إعلان استقلالنا الاقتصادي.. وستكون أميركا عظيمة مرة أخرى”.
وأوضح أن الولايات المتحدة ستستخدم أموال الرسوم الجمركية لـ”خفض الضرائب وسداد الدين العام”. وذكر أن “الوظائف والمصانع ستعود إلى بلادنا، وهذا حدث بالفعل”، مؤكداً أن رفع حجم الإنتاج المحلي “يعني منافسة قوية، وأسعار أقل للمستهلكين.. وهذا سيكون بالفعل العصر الذهبي للولايات المتحدة مجدداً”.
وتحدث ترمب عن عدة دولة منها الهند وفيتنام سبق أن فرضت رسوماً على الولايات المتحدة، مؤكداً: “سنحاسب الدول التي تعاملنا بشكل سيء، بما في ذلك الحواجز غير النقدية الباهظة الهادفة لتدمير صناعاتنا… لم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تستمر في سياسة الاستسلام الاقتصادي… علينا أن نعتني بشعبنا أولاً”.
وأضاف: “من خلال إجراءاتنا اليوم، ندافع أيضاً عن مزارعينا ومربي الماشية العظماء الذين يتعرضون لمعاملة وحشية من دول في جميع أنحاء العالم. تفرض كندا رسوماً جمركية بنسبة 250-300% على العديد من منتجات الألبان لدينا… وتحظر أستراليا لحوم البقر الأميركية. ومع ذلك، استوردنا لحوماً أسترالية بقيمة 3 مليارات دولار في العام الماضي وحده”.
وأثارت خطط الإدارة الأميركية لفرض ما وصفها ترمب بأنها “رسوم جمركية متبادلة” موجة تكهنات بين المستثمرين والتنفيذيين والمسؤولين الحكوميين والمستهلكين في جميع أنحاء العالم بشأن ما سيحدث عندما يعتلي المنصة في مؤتمر “روز جاردن” في البيت الأبيض.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الثلاثاء، إن الرسوم الجمركية المضادة الجديدة “ستدخل حيز التنفيذ فور إعلان ترمب عنها”.
وفتحت المؤشرات الرئيسية في “وول ستريت” على انخفاض حاد، الأربعاء، كما هبط الدولار، وتحركت عملات أخرى في نطاق ضيق.
وسبق أن انتقد ترمب ومساعدوه الاتحاد الأوروبي والمكسيك وكندا واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام والهند سعياً للرد على ما تعتبره الإدارة الأميركية ممارسات تجارية مجحفة. وقد فُرضت على البضائع الصينية رسوم إضافية إجمالية بنسبة 20%.
يحدق الخطر بالتجارة العالمية التي يبلغ حجمها نحو 33 تريليون دولار، وتواجه دول بدءاً من البرازيل ووصولاً إلى الصين احتمال تراجع صادراتها إلى الولايات المتحدة بما بين 4% إلى 90%، بحسب “بلومبرغ إيكونوميكس”.
وتُضاف هذه الرسوم المرتقبة من أسابيع إلى الخطوات المتخذة منذ تولي ترمب المنصب في يناير الماضي، إذ فرضت الإدارة الأميركية رسوماً إضافية إجمالية بنسبة 20% على كل السلع المستوردة من الصين، إلى جانب رسوم جمركية بنسبة 25% على مجموعة كبيرة على البضائع الواردة من المكسيك وكندا، فضلاً عن 25% رسوم جمركية على واردات الصلب والألمنيوم من جميع أنحاء العالم.
كما وقع ترمب قراراً بفرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات وعدد من مكوناتها، من المقرر أن تدخل حيز السريان في الثالث من أبريل في واشنطن. ويُتوقع أيضاً فرض رسوم جمركية على قطاعات بعينها -مثل الأدوية- خلال الفترة المقبلة.
أشار ترمب إلى أن الهدف؛ مما يطلق عليها “الرسوم المتبادلة” هو مضاهاة الحواجز الجمركية وغير الجمركية التي يفرضها الشركاء التجاريون على الشركات الأميركية، ومن بينها ما يعده المسؤولون فائضاً ضخماً في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة، وبعض الضرائب، وعدداً من الرسوم على أصناف بعينها. فيما يسارع المسؤولون منذ أكثر من شهر إلى الالتزام بتوجيهه الذي أُعلن عنه في 13 فبراير بشأن “التجارة العادلة والمتبادلة”.
ومن المتوقع أن تتصدر الصين والاتحاد الأوروبي والهند قائمة الدول المتضررة فيما يتعلق بالتأثير على الصادرات المتجهة إلى الولايات المتحدة، رغم أن اقتصاداتها قد تتمكن من التكيف مع الوضع، بينما ستكون كندا ودول جنوب شرق آسيا الأكثر تأثراً بشكل عام، وفق تحليل “بلومبرغ إيكونوميكس”.
وتبنى الشركاء التجاريون استراتيجيات مختلفة حتى الآن، فردت الصين، التي كانت محور اهتمام ترمب منذ فترة طويلة، على التعريفات بفرض رسوم جمركية في وقت سابق من العام، وإن كانت أقل مما فرضته الولايات المتحدة، وتطبيقها على عدد محدود من البضائع الأميركية. بينما رد الاتحاد الأوروبي وكندا بالمثل على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي على المعادن.
وسعى عدد من القوى الاقتصادية الكبرى إلى التفاوض على استثناءات من الرسوم الجمركية، فتعهدت دول مثل فيتنام بزيادة وارداتها من البضائع الأميركية في محاولة لمعالجة فائض الميزان التجاري مع الولايات المتحدة، وخفضت التعريفات الجمركية على مجموعة كبيرة من المنتجات المستوردة.
أعربت شركات أميركية عديدة عن قلقها من أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى ارتفاع التكاليف وخفض هوامش الأرباح. وبات يتعين على الرؤساء التنفيذيين الأجانب النظر في إمكانية نقل جزء من الإنتاج على الأقل إلى الولايات المتحدة لتجنب التعريفات الجمركية.