اخر الاخبار

اجتماع عُمان.. ما هي مطالب واشنطن وطهران ومن يقود المفاوضات؟

تنطلق المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران السبت، في سلطنة عمان، بعدما منح الرئيس الأميركي دونالد ترمب طهران، مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع واشنطن، وسط تهديدات متكررة باستخدام “القوة العسكرية” في حال لم توافق على إنهاء برنامجها النووي.

وهذه هي أول مفاوضات بين مسؤول أميركي رفيع المستوى ومسؤولين إيرانيين منذ فترة طويلة، وتأتي بعد توقف مفاوضات فيينا، التي شاركت فيها دول أوروبية وروسيا والصين، والتي كانت تهدف لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، والذي انسحب منه ترمب خلال ولايته الأولى في عام 2018.

وتستبعد المفاوضات التي تجري السبت، في عمان، الدول الأوروبية التي لم تبلغها واشنطن رسمياً بالاجتماع.

من يشارك بالتفاوض؟

سيقود وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وفد بلاده، ويترأس مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف الوفد الأميركي.

وقال علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني، إن عراقجي يتوجه للتفاوض بكامل الصلاحيات للتوصل لاتفاق مع واشنطن، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن إيران ستمنح المحادثات “فرصة حقيقية”.

جدول زمني محتمل

وفقاً لما ذكرته وكالة “تسنيم” الإيرانية شبه الرسمية، فإنه ينتظر أن يصل الوفدان الإيراني والأميركي إلى مسقط، قبل ظهر السبت، وسيبدآن المفاوضات بعد عقد لقاء مع وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي.

وذكرت أنه بحسب توقيت وصول الوفدين إلى عُمان، فمن المتوقع أن تبدأ المفاوضات بعد ظهر السبت، على أن يقوم وزير الخارجية العُماني بنقل الرسائل بين الطرفين.

وتضاربت التقارير بشأن ما إذا كانت المحادثات مباشرة أو غير مباشرة، إذ طلبت إيران أن تكون غير مباشرة، لكن مسؤولاً أميركياً قال الخميس، إن المحادثات ستعقد في “غرفة واحدة”، كما قال البيت الأبيض، إن المحادثات ستكون “مباشرة”.

مطالب واشنطن

قال البيت الأبيض الجمعة، إن هدف الرئيس دونالد ترمب هو “منع إيران من امتلاك سلاح نووي للأبد”، مشيرةً إلى أن واشنطن تريد أن تعلم طهران أن “جميع الخيارات مطروحة” لمنعها من تطوير أسلحة نووية. 

وخلال مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الجمعة، قال مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف إن مطلب الولايات المتحدة من إيران هو إنهاء برنامجها النووي، لافتاً إلى أن واشنطن قد تقدم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق مع طهران.

وقال ويتكوف لـ”وول ستريت جورنال”، إن “الخط الأحمر” لإدارة ترمب تجاه إيران هو امتلاك سلاح نووي، مشيراً إلى أن “أي اتفاق مع طهران سيتطلب إجراءات عملية تحقق شاملة لضمان عدم سعي طهران لامتلاك قنبلة نووية”.

وذكر مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، أنه “في حال رفضت إيران التخلص من برنامجها النووي، فسنعرض الأمر على ترمب لتحديد كيفية المضي قدماً”، مشدداً على أن ذلك “سيضع البيت الأبيض أمام خيار صعب بشأن مستوى الأنشطة النووية المقبولة”.

ولفت إلى أن “الاجتماع الأول مع طهران يستهدف بناء الثقة والتأكيد على أهمية التوصل لاتفاق”.

ووجه المبعوث الأميركي رسالة إلى المسؤولين الإيرانيين، قائلاً: “أعتقد أن موقفنا يبدأ بتفكيك برنامجكم. هذا هو موقفنا اليوم، وهذا لا يعني أننا لن نجد، على هامش المفاوضات، طرقاً أخرى للتوصل إلى تسوية بين البلدين”.

خطوط إيران الحمراء ومطالبها

مصادر إيرانية قالت لـ”تسنيم” الجمعة، إن طهران حددت “خطوطها الحمراء”، قبل بدء المفاوضات وهي ضرورة امتناع الوفد الأميركي عن استخدام لغة التهديد، وتجنب تقديم أي أطر أو مطالب “جشعة” بشأن البرنامج النووي، فضلاً عن الامتناع عن طرح أي نقاش بشأن الصناعات الدفاعية الإيرانية.

ولفتت المصادر، إلى أن إيران “لن تقبل بأي حال من الأحوال لغة التهديد أو تجاوز الخطوط الحمراء، والتي تشكل النقاط المذكورة جزءاً منها، خلال المفاوضات”، مؤكدة أن إيران مستعدة دائماً لبناء الثقة حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، وبالتالي فإن “الكرة الآن في ملعب الأميركيين”.

وأوضحت أنه “إذا كان الأميركيين صادقين في قولهم إنهم قلقين فقط بشأن امتلاك إيران للقنبلة النووية، فلن تواجه المفاوضات طريقاً صعباً، لكن حال طرحهم مطالب جشعة، فعليهم تحمل المسؤولية الدولية عن إعاقة المفاوضات”.

لماذا غيرت طهران موقفها من التفاوض؟

أعلنت طهران مراراً في الأسابيع الأخيرة رفضها التفاوض مع واشنطن، ولكن صحيفة “نيويورك تايمز” قالت إن مسؤولين إيرانيين كبار من بينهم الرئيس مسعود بيزشكيان ضغطوا على المرشد علي خامنئي من أجل القبول بإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة لبحث برنامج طهران النووي، وسط تحذيرات من أن استمرار الأزمة الاقتصادية والتهديدات العسكرية قد يؤديان إلى “انهيار النظام” المستمر منذ 4 عقود، بحسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مسؤولين إيرانيين.

وأشار مسؤولان إيرانيان كبيران للصحيفة، إلى أن بيزشكيان ورئيسي السُلطة القضائية والبرلمان، عقدوا اجتماعاً “طارئاً وسرياً” مع خامنئي، الشهر الماضي، لمناقشة الرد على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي طلب فيها إجراء مفاوضات نووية.

وبحسب الصحيفة، فإن الرسالة التي تم توجيهها لخامنئي خلال الاجتماع كانت “صريحة”، إذ تضمنت “ضرورة السماح لطهران بالتفاوض مع واشنطن، حتى بشكل مباشر إذا لزم الأمر، لأنه إذا لم يحدث ذلك، فقد تتم الإطاحة بالنظام”.

هل تعرض طهران اتفاقاً نووياً مؤقتاً؟

موقع “أكسيوس” الأميركي، قال الخميس، إن إيران تدرس تقديم مقترح لإبرام اتفاق نووي مؤقت قبل الوصول إلى اتفاق شامل “لضيق الوقت”.

ونقل “أكسيوس” عن مصادر قولها، الخميس، إن الإيرانيين يعتبرون أن التوصل إلى “اتفاق نووي معقد تقنياً” خلال شهرين “أمر غير واقعي”، ويريدون الحصول على مزيد من الوقت “لتجنب التصعيد”.

ووفقاً لـ”أكسيوس”، يشمل الاتفاق المؤقت المقترح “تعليق بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية”، و”تقليل مخزونها من اليورانيوم المخصب بدرجة 60%”، و”السماح لمفتشي الأمم المتحدة بوصول أكبر إلى المنشآت النووية الإيرانية”.

وبدأت إيران في انتهاك القيود المُحددة بموجب الاتفاق النووي عبر القيام بعدد من الإجراءات، منها تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% بدلاً من النسبة المُحددة في الاتفاق عند 3.67% في عام 2019، وذلك بعد عام من انسحاب ترمب من الاتفاق المُبرم في عام 2015، وإطلاقه حملة عقوبات عُرفت باسم “الضغط الأقصى”.

ورجح “أكسيوس” أن يتضمن مقترح “الاتفاق المؤقت” مطالبة ترمب بتعليق حملة “الضغط الأقصى” على الاقتصاد الإيراني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *