ترندات

هل يزيح “الذهب الرقمي” المعدن النفيس عن عرشه في 2025؟

الإجابة باختصار هي لا، أو ليس بعد على الأقل. احتمال أن تحلّ البيتكوين محل الذهب بالكامل في 2025 يكاد يكون معدومًا. لكن الواقع يشير إلى أن ملك العملات الرقمية يزحف بثبات، مهددًا هيمنة الذهب. ومع ذلك، يظل الذهب باستقراره التاريخي والبيتكوين بتقلباته العنيفة يشعلان فتيل هذا الجدل.

لا يكفي النظر إلى التقلبات والأداء التاريخي وحدهما لفهم ما إذا كان البيتكوين قادرًا على أن يحل محل الذهب كملاذ آمن. في حين كسب الذهب ثقة المستثمرين بثباته في مواجهة الأزمات، ترسم البيتكوين ملامح رحلتها الصاعدة حول الابتكار التكنولوجي واعتمادها المتزايد من قبل المؤسسات. ومع ذلك، تظل التقلبات عائقًا كبيرًا أمام البيتكوين. تثير تقلبات الأسعار الحادة الشكوك حول إمكانية الاعتماد عليها كملاذ آمن، لا سيما عندما يبحث المستثمرون عن الاستقرار في الفترات الضبابية.

في ضوء ذلك، هل يمكن للبيتكوين حقًا أن تضاهي صمود الذهب الراسخ، أم أنها ستعيد تشكيل مفهوم المستثمرين المعاصرين لمخزن القيمة؟ 

ديناميكيات السوق وتقلباته: كيف تؤثر في مكانة الملاذات الآمنة؟

لفهم ما إذا كانت البيتكوين قادرة على أن تحل محل الذهب كملاذ آمن، علينا دراسة أدائها التاريخي وتقلباتها، ولكن ليس كمفهومين منفصلين. بل كمفهومين متداخلين يسردان معًا قصة الثقة والصمود.

تنبع مكانة الذهب الراسخة كملاذ آمن من أدائه خلال الأزمات العالمية. ففي الأزمة المالية عام 2008، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في ظل توجه المستثمرين إليه كملاذ يحميهم من انهيار الأسواق. وفي أثناء جائحة كورونا، على سبيل المثال، سجل الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق حيث بلغ 2070 دولارًا للأونصة تقريبًا، مما عزز دوره كركيزة للاستقرار في فترات عدم اليقين.

لكن قصة البيتكوين أكثر تقلبًا. ففي مارس 2020، انهارت قيمتها بنحو 50% في يوم واحد وسط حالة من الذعر في الأسواق، بينما واصل الذهب ارتفاعه بثبات. ومع ذلك، فإن تعافيها السريع بعد ذلك يعكس صمودها المتزايد. ففي عام 2021، بلغت البيتكوين ما يقارب 69000 دولار أمريكي بفضل تزايد تبني المؤسسات لها. لكنها,واجهت انخفاضًا حادًا في عام 2022 بسبب تشديد السياسات النقدية العالمية. ورغم ذلك، فإن قدرتها على التعافي تشير إلى فرصها الواعدة على المدى الطويل.

لكن ما أهمية ذلك؟ ينبغي للملاذات الآمنة أن توفر الاستقرار خلال فترات التراجع الاقتصادي. يتميز الذهب بحركته السعرية البطيئة والمتوقعة، مما يُشعر المستثمرين بالطمأنينة. في المقابل، تجعل التقلبات الحادة للبيتكوين المستثمرين أكثر حذرًا. ومع ذلك، فإن دخول المؤسسات الكبرى إلى سوق البيتكوين قد يحدّ من هذه التقلبات، مما قد يمهد الطريق أمامها لتصبح ملاذًا رقميًا آمنًا.

إمكانية كونها ملاذًا آمنًا: هل تستطيع البيتكوين حقًا أن تحل محل الذهب؟

اكتسب الذهب مكانته كملاذ آمن بفضل قدرته على الحفاظ على قيمته بشكل مستدام، لا سيما في أوقات الأزمات. أما البيتكوين، فيجب أن تثبت قدرتها على الصمود وسط اضطرابات الأسواق لاكتساب مستوى الثقة نفسه. وإلى الآن، كانت البيتكوين أكثر تفاعلًا مع المخاطر، متأثرة بحركة الأصول عالية المخاطرة بدلًا من أن تكون وسيلة للتحوط. كما أن ارتباطها بالسيولة النقدية في أثناء فترات التراجع الاقتصادي يثير التساؤلات حول مدى قدرتها على لعب دور الملاذ الآمن.

ومع ذلك، فإن العرض المحدود للبيتكوين بعدد وحداتها البالغ 21 مليون وحدة يمنحها ميزة فريدة. فعلى عكس العملات الورقية التي يمكن أن تفقد قيمتها بسبب الطباعة المفرطة، توفر البيتكوين حماية ضد التضخم، وهي سمة تشترك فيها مع الذهب. ومع تزايد تبني المؤسسات لها، قد تنخفض تقلباتها، مما يجعله مخزنًا للقيمة أكثر استقرارًا.

الابتكار الرقمي مقارنة بالأصالة التاريخية: ما الذي يميز البيتكوين عن الذهب؟

في جوهرهما، يمثل كل منهما حقبة مختلفة لمفهوم تخزين القيمة:

  • الذهب: أصل ملموس يتطلب تخزينًا ماديًا، ومقبول عالميًا، ويتمتع بتاريخ طويل من الاستقرار والاعتمادية.
  • البيتكوين: أصل رقمي لا مركزي يتيح معاملات عالمية سلسة، لكنه يواجه تحديات تنظيمية ولا يزال عرضة للتغيرات التكنولوجية.

بينما يوفر الذهب بُعدًا ملموسًا يطمئن المستثمرين التقليديين، تجذب البيتكوين بمزاياه الرقمية أولئك الذين يسعون إلى تحويلات قيمة سريعة وعابرة للحدود. قد لا يكون المستقبل قائمًا على استبدال أحدهما بالآخر، بل على كيفية تكاملهما داخل المحافظ الاستثمارية المتنوعة.

ماذا يخبئ لنا عام 2025؟

يعتمد أداء البيتكوين إلى حد كبير على وضوح القوانين التنظيمية، وتبني المؤسسات الكبرى له، ومعنويات السوق بشكل عام. وإذا استمر في اتباع دورته التقليدية عامان من الهبوط يعقبهما أربعة أعوام من الصعود فقد يكون 2025 عامًا آخر للنمو، مما يعزز مكانته كملاذ رقمي آمن.

أما الذهب، فسيظل على الأرجح حجر الأساس في الاستقرار المالي؛ إذ يصعب استبدال سمعته كوسيلة تحوط آمنة خلال الأزمات. ومع استمرار البنوك المركزية في تخزينه كاحتياطي استراتيجي، يبدو أن هيمنة المعدن النفيس كملاذ آمن ستظل قائمة.

تداول البيتكوين والذهب بثقة

لا يمكن الجزم بأن البيتكوين ستحل محل الذهب كملاذ آمن مطلق. لكن المؤكد أن كليهما يوفران فرصًا استثمارية فريدة. قد لا تتمكن البيتكوين من إزاحة الذهب عن عرشه قريبًا، لكنها تواصل ترسيخ مكانتها في السوق.

بالنسبة للمتداولين، لا يتمحور السؤال حول معرفة أي الأصلين سيفوز بلقب الملاذ الآمن، بل حول كيفية الاستفادة من كليهما. ومع لعب الذهب والبيتكوين دورين محوريين في الأسواق، يحتاج المتداولون إلى منصة مرنة وفعالة. بصفتها واحدة من كبرى شركات الوساطة العالمية للأفراد، تتيح Exness للمتداولين إمكانية الوصول إلى هذه الأسواق بأفضل شروط تداول في السوق، ومنها معدلات الاسبريد الأقل والأكثر استقرارًا* في السوق للعقود على الفروقات في الذهب والبيتكوين، حتى في أثناء أوقات التقلبات الشديدة، بغض النظر عن حجم الصفقة. كما يمكن للمتداولين الاستفادة من ميزة التداول بحسابات إسلامية التي تقدمها Exness، وهي ميزة يفضلها الكثير من المتداولين، لا سيما أولئك الذين يحتفظون بصفقات العملات الرقمية طوال الليل.

إخلاء المسؤولية:

*قد يتفاوت الاسبريد ويتسع نتيجة لعدة عوامل، منها: تقلبات السوق، والبيانات الإخبارية، والأحداث الاقتصادية، وأوقات فتح الأسواق وإغلاقها، فضلًا عن نوع الأداة المالية المتداولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *