ترمب عن وقفه خطة لشن إسرائيل هجوماً على إيران : لست متعجلاً

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، إن “خياره الأول” خلال المفاوضات مع طهران أن يكون لدى إيران “فرصة لتكون دولة عظيمة”، وأن “تعيش بسعادة دون موت”، مشيراً إلى أنه “ليس متعجلاً” لشن هجوم على إيران بسبب برنامجها النووي، وذلك قبيل المحادثات الأميركية-الإيرانية المقررة في العاصمة الإيطالية روما، السبت.
وأضاف ترمب خلال لقاءه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بالبيت الأبيض، رداً على سؤال بشأن تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” يفيد بأنه تراجع عن فكرة أن تشن إسرائيل هجوماً على إيران: “لن أقول إنه تراجع. لست في عجلة من أمري للقيام بذلك لأنني أرى أن لدى إيران فرصة لتصبح دولة عظيمة”.
وأضاف: “إذا كان هناك خيار ثانٍ، فأعتقد أنه سيكون سيئاً جداً بالنسبة لإيران، وأعتقد أن طهران ترغب في التحدث، وآمل أنهم يرغبون بذلك. سيكون ذلك جيداً جداً لهم إذا فعلوا”.
وأعرب عن رغبته برؤية إيران “تزدهر في المستقبل، وتحقق نجاحاً باهراً”، مضيفاً: “أنا أعرف الشعب الإيراني، إنهم شعب رائع، دائماً ما كانوا كذلك، أذكياء ونشيطون وناجحون جداً. ولا أريد أن أفعل أي شيء قد يضر بأي أحد، حقاً لا أريد”.
لكنه شدد على أنه لن يسمح لإيران بأن “تمتلك سلاحاً نووياً”، وقال: “الأمر بسيط جداً. نحن لا نسعى للاستيلاء على صناعتهم وأراضيهم. نحن فقط نقول هذا الأسبوع: لا يمكنكم امتلاك سلاح نووي”.
ووصف ترمب الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع إيران عام 2015 بأنه “سيئ”، وتابع: “لقد كان اتفاقاً فظيعاً، وكان يمنحهم طريقاً واضحاً لامتلاك سلاح نووي، وأنا لم أكن لأقبل به”.
وأشار إلى أن السبب الذي دفعه لإنهاء ذلك الاتفاق (في عام 2018) هو أنه كان قصير المدى للغاية. وأضاف: “أنتم تعلمون، عندما يتعلق الأمر بالدول، لا تبرم اتفاقات قصيرة المدى، فهذه دول، وهي باقية لسنوات طويلة، ولذا أنهيت الاتفاق، وكان قراراً رائعاً، لأنه لم يكن يسمح لنا بفعل أي شيء”.
“الخط الأحمر”
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركي تامي بروس، رداً على سؤال بشأن موقف الولايات المتحدة الحالي من المفاوضات مع إيران وخططوها الحمراء: “الخط الأحمر الواضح دائماً هو ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً، وهذا أمر غير مقبول”.
وأضافت بروس في الإفادة اليومية: “هذا هو موقف الرئيس ترمب منذ البداية. الآن، قد يسأل أحدهم: هل تحتاج إيران إلى يورانيوم مخصب بنسبة 60% لبرنامج سلمي؟ أنا لست طرفاً في تلك المفاوضات، ولا أعلم ما هي الأسئلة التي ستُطرح، لكن ما أعرفه هو أن الخط الأحمر الواضح هو ما أشرت إليه”.
وأشارت إلى أن “هذه الأمور ستُناقش بشكل سري وخاص بين الأشخاص المكلفين بالحوار. وإذا كان هناك شيء نعرفه، فهو ما هو مقبول وما هو غير مقبول بالنسبة للرئيس ترمب”.
وتأتي هذه التصريحات بعدما أعلنت وزارة الخارجية العُمانية، في وقت سابق الخميس، أن العاصمة الإيطالية روما ستستضيف الجولة الثانية من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، السبت المقبل.
وأضافت الوزارة في بيان، أن سلطنة عُمان تعرب عن ترحيبها بتيسير عقد هذا الاجتماع وبوساطتها في روما، والتي تم اختيارها كمقر لاستضافة الجولة الأسباب لوجستية.
خطط إسرائيل لضرب إيران
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين في الإدارة الأميركية وآخرين مطلعين على النقاشات، الأربعاء، أن إسرائيل خططت لتنفيذ ضربات ضد المواقع النووية الإيرانية خلال الشهر المقبل، لكنها تراجعت عن ذلك بناء على طلب ترمب، الذي فضّل في الأسابيع الأخيرة فتح باب التفاوض مع طهران بشأن الحد من برنامجها النووي.
وجاء قرار ترمب بعد أشهر من الجدل الداخلي بشأن ما إذا كان ينبغي اتباع المسار الدبلوماسي أو دعم إسرائيل في مسعاها لعرقلة قدرة إيران على تطوير قنبلة نووية، في وقت تعاني فيه طهران من ضعف عسكري واقتصادي، بحسب الصحيفة.
وأظهر هذا الجدل الانقسامات بين مسؤولين أميركيين معروفين بتوجهاتهم المتشددة، وآخرين أكثر تشككاً من جدوى العمل العسكري، ومدى قدرته على إنهاء الطموحات النووية الإيرانية دون الانزلاق إلى حرب أوسع.
وانتهى النقاش بتوافق تقريبي، في الوقت الراهن، على استبعاد الخيار العسكري، خاصة مع إشارات إيرانية بالاستعداد للتفاوض، وفقاً لـ”نيويورك تايمز”.
وكانت إسرائيل أعدت، مؤخراً، خططاً لشن هجمات على المواقع النووية الإيرانية في مايو المقبل، ومستعدة لتنفيذها، وأبدت تفاؤلاً في بعض الأحيان بإمكانية حصولها على موافقة أميركية.
وتهدف تلك الخطط، بحسب مسؤولين مطلعين، إلى تأخير قدرة إيران على تطوير سلاح نووي لمدة عام أو أكثر. وتطلّبت معظم هذه الخطط دعماً أميركياً مباشراً، ليس فقط لحماية إسرائيل من أي رد إيراني، بل لضمان نجاح الضربة، ما يجعل الولايات المتحدة شريكاً رئيسياً في أي هجوم محتمل.
وفي الوقت الحالي، اختار ترمب المسار الدبلوماسي على حساب الخيار العسكري. فبعد أن انسحب في ولايته الأولى من الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما، يسعى الآن، في ولايته الثانية، لتفادي الدخول في حرب جديدة في الشرق الأوسط، وفتح قنوات التفاوض مع طهران، مانحاً إياها مهلة تمتد لأشهر معدودة للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن برنامجها النووي.