رد “حماس” على مقترح إسرائيل يعيد المفاوضات للمربع الأول

أعادت حركة “حماس” الكرة إلى “المربع الأول” للمفاوضات المتعثرة من أجل وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وذلك بعد ردها للوسطاء على أحدث مقترح إسرائيلي، مساء الخميس.
وشددت “حماس” على معارضتها لأي اتفاق جزئي لا يؤدي إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.
وقال مصدران مطلعان على المفاوضات لـ”الشرق”، إن المحادثات “لم تنهار، لا تزال متواصلة، والوسطاء أكدوا رغبتهم وإصرارهم على مواصلة المفاوضات للوصول لاتفاق تبادل الأسرى ووقف الحرب، وإدخال المساعدات تمهيداً لإعمار غزة”، وهو ما أكده أيضاً لـ”الشرق”، مصدر مطلع قريب من الوسطاء.
وقال قيادي في “حماس” لـ”الشرق”، إن الحركة “حرصت على إرسال ردها الواقعي والوطني مكتوباً للوسطاء”، بعدما أجرت مشاورات “معمقة ومسؤولة” بين “أطرها القيادية السياسية والعسكرية والشورية”، ومع “قادة الفصائل” في غزة.
وأضاف القيادي في “حماس”، وهو عضو في المكتب السياسي للحركة، أن “الفصائل توافقت على رفض أي مناقشات حالياً أو في المستقبل حول سلاح المقاومة، مهما كلف من ثمن”.
“لن نقبل بأقل من اتفاق متكامل”
واعتبر القيادي في “حماس” في حديثه لـ”الشرق”، أنه مهما كان رد الحركة “سواءً بقبول أو رفض المقترح الإسرائيلي السيء، والذي يعتبر وثيقة استسلام مرفوضة، لن يغير من الوضع الميداني، لأن إسرائيل تواصل الحرب في القطاع في كل الحالات”.
واعتبر أن هذه النتيجة “أعطت لحماس والفصائل مساحة للمناورة، ورفض الشروط المجحفة في المقترح”، مضيفاً أن “شعبنا في غزة يفهم الرد”.
وتابع: “لن تقبل حماس والمقاومة بأقل من اتفاق متكامل يحمي شعبنا، ويعيد إعمار غزة”.
وتضمن أحدث مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة، هدنة مؤقتة لمدة تتراوح ما بين 45 و70 يوماً.
ومقابل إطلاق “حماس” سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء، تطلق إسرائيل سراح نحو 1231 أسيراً فلسطينياً، من بينهم أقل من مئتين من ذوي الأحكام المؤبدة، وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى غزة.
وأعلن رئيس وفد “حماس” المفاوض خليل الحية في كلمة متلفزة، مساء الخميس، رفض حركته لـ”اتفاقات جزئية”، ورفض “نزع سلاح حماس” باعتبار أن وجوده “مرتبط بوجود الاحتلال الإسرائيلي”.
وفي ذات الوقت أبقت “حماس” الباب مفتوحاً لمواصلة المفاوضات، والسعي لإيجاد حل للأزمة.
لكن “حماس” ربطت موافقتها على أي عرض أو مقترح جديد بضمان وقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وتدفق المساعدات.
وشدد الحية في كلمته على استعداد “حماس” لـ”البدء فوراً” في مفاوضات “الرزمة الشاملة”، بعد أن لفت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو رد على المقترح الذي قدمه الوسطاء قبل عدة أسابيع بمقترح يتضمن “شروطاً تعجيزية، لا تؤدي لوقف الحرب أو الانسحاب من القطاع”.
وحذّر الحية من أن نتنياهو وحكومته يستغلان الاتفاقات الجزئية “كغطاء لأجندتهم السياسية القائمة على استمرار حرب الإبادة والحصار، حتى لو كان الثمن التضحية بجميع أسراهم”.
تصعيد إسرائيلي في غزة
وبعد ساعات من رد “حماس”، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 40 فلسطينياً، من بينهم أطفال ونساء، في سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق مختلفة في القطاع.
ويقسّم الجيش الإسرائيلي القطاع إلى أربعة أجزاء مفصولة عن بعضها بحواجز عسكرية.
وتمنع إسرائيل منذ نحو 7 أسابيع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بكافة أنواعها، الغذائية والطبية ومياه الشرب، والوقود المشغل للمولدات في المشافي المدمرة.
وتوقعّ أستاذ العلوم السياسية في “جامعة الأزهر” في غزة جمال الفاضي، أن “يزداد الوضع في القطاع سوءاً وكارثية على المستوى الانساني والميداني”، خصوصاً في ظل “عدم وجود ضغط أميركي كاف على إسرائيل، وغياب رؤية فلسطينية موحدة لليوم التالي”.
وطالب الحية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري وممارسة الضغط اللازم لإنهاء الحصار على قطاع غزة.
وقال الكاتب الفلسطيني أكرم عطا الله في مقال نشرته جريدة “الأيام” الفلسطينية، الجمعة، إن “حماس تورطت ولم تأتِ الرياح العاصفة حسب ما اشتهت السفن قليلة التجربة في الإبحار، وورطت معها شعباً كاملاً وقضية كاملة”. وأضاف: “لن تقبل إسرائيل ببقاء حماس”.
ويعاني نحو 2.3 مليون غزاوي، غالبيتهم واجهوا عمليات النزوح عدة مرات، من تفشي الجوع وانتشار الأمراض، وسط الخوف ومخاطر الإصابة أو الموت بسبب القصف، وعدم توفر وانعدام الأمن الغذائي، والدواء والمأوى.