“Auto-GPT”.. تعرف إلى منافس “Chat- GPT” الخطير
سكاي نيوز عربية
شهد العالم في نهاية عام 2022 نقلة نوعية في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع إطلاق روبوت المحادثة ChatGPT، الذي أدهش المستخدمين حول العالم، نظراً لقدراته الكبيرة في محاكاة أساليب البشر وتقديم إجابات عن أي موضوع يطلب رأيه فيه.
وفي الوقت الذي لا يزال فيه النقاش دائراً حول مخاطر “ChatGPT”، وإمكانية تأثيره على دور الإنسان في العديد من المجالات، برز إلى الواجهة في الأيام الأخيرة روبوت أو برنامج جديد يحمل اسم “AutoGPT”، ويوصف بأنه أخطر وأذكى من “ChatGPT” وذلك رغم أنه لا يزال في مرحلته التجريبية.
سبب تشابه الاسمين
ويقول أمين التاجر، الرئيس التنفيذي لشركة “إنفينيت وير” لبرمجيات الذكاء الاصطناعي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن برنامج “AutoGPT” مبني على نفس التقنية التي تم على أساسها تصميم “ChatGPT”، مشيراً إلى أن تشابه الأسماء مرده إلى أن البرنامجيْن يقومان بتنفيذ المهام بواسطة تكنولوجيا الـ “GPT”، أي تكنولوجيا المُحرِّك التوليدي المُدرَّب مُسبقا والتي تقوم بمعالجة النص لتقديم مستوى متطور من الإجابات.
ما الذي يميز AutoGPT عن سلفه؟
وبحسب ما قاله التاجر فإن الـ “AutoGPT” يختلف عن “ChatGPT” ، من حيث قدرته على التصرف دون الحاجة إلى تدخل العنصر البشري لتحفيز كل إجراء أو مطلب، فهو يمنح في إجاباته تصوراً شاملاً للأحداث، فمثلاً إذا قام أحد المستخدمين بتكليفه بمهمة التخطيط للسفر إلى دولة معينة، فإن إجابة “AutoGPT” تكون شاملة من حيث تقديم معلومات عن الدولة المنوي السفر إليها، وعن تذاكر الطيران والفنادق، إضافة إلى أمور أخرى ة بالسفر، وذلك لقدرته على التواصل مع خدمات أخرى من دون تنظيم، في حين أن الإجابة التي يقدمها “ChatGPT”، تكون على نطاق أضيق ليقوم بتقديم المزيد من المعلومات في حال طلب المستخدم ذلك.
ويرى التاجر أن “AutoGPT” يعتبر نقلة نوعية مقارنة بـ “ChatGPT”، إذ إنه برنامج لا يعطي أفكاراً فقط، بل يمكن إخضاعه لتعديلات تجعله قادراً على تنفيذ بعض المهام، مثل إرسال رسائل وتشغيل بعض الأوامر على الكومبيوتر، معتبراً أن هذا التطور أمر رائع، ولكنه في الوقت نفسه خطير إلى أبعد الحدود، نظراً لقدرته على إحداث ضرر في حال تمت برمجة “AutoGPT” للقيام بذلك، كون برامج الذكاء الاصطناعي المتوفرة حالياً، لا تملك القدرة على تنفيذ قرارات من تلقاء نفسها، بل يتم تلقينها بفكرة معينة لتقوم هي بترتيب كل المهام الة بهذه الفكرة.
لغة تصميمية مفتوحة المصدر
من جهته يقول خبير التحول الرقمي رودي شوشاني، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “AutoGPT” يعتمد على لغة تصميمية مفتوحة المصدر، تتيح له الوصول إلى المعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت بشكل مباشر، وهذا الأمر يمنح القدرة على تحليل المعلومات بشكل أكبر من “ChatGPT” الذي يعتمد على خوارزميات، تم تصميمها للبحث عن إجابات ضمن داتا بيانات ضخمة، ولكنها تبقى أقل من تلك المتوفرة على شبكة الإنترنت.
بحاجة للتطوير
ويشرح شوشاني أن “AutoGPT” يعتبر أذكى من “ChatGPT” بسبب قدرته على استيفاء المعلومات من عدة مصادر، حيث إنه يستمر بعمليات البحث على شبكة الإنترنت، حتى يصل إلى المعلومة المطلوبة، في الوقت الذي يكتفي فيه “ChatGPT” بإعلام المستخدم عن عدم قدرته على الوصول إلى جواب، مشيراً إلى أن “AutoGPT” تم تصميمه من قبل توران بروس ريتشاردز، وهو يحتاج للمزيد من التطوير حتى يصبح منتجاً موثوقاً.
وبحسب شوشاني فإن المخيف في “AutoGPT” هو أنه يمكن تكليفه بتنفيذ هدف معين، وبالتالي في حال قام هاكر خبيث بتكليفه بتنفيذ أمور شريرة، فإنه سيقوم بتلبية الطلب، بعكس “ChatGPT” الذي تمت برمجته لمواجهة هكذا محاولات، لافتاً إلى إمكانية ضبط هذا الخلل في “AutoGPT”، من خلال إدخال بعض الضوابط البرمجية، وهذا ما يشير إلى وجود أمور يجب توضيحها وفجوة يجب معالجتها، كي لا تقع برامج الذكاء الاصطناعي في الأيادي الخطأ.