دراسة: حجم أعضاء الجهاز الهضمي البشري يختلف بين البشر
الشرق الأوسط
وجد بحث أميركي جديد قاده باحثون من جامعة كارولاينا الشمالية، أن هناك تبايناً كبيراً في الجهاز الهضمي البشري، إذ رصد البحث عند القيام بالتشريح، اختلافات واضحة بين الأفراد الأصحاء.
ومنذ أكثر من قرن، وجد بحث علمي تنوعاً في الأطوال النسبية للأمعاء البشرية، ولكن تم تجاهل هذه المنطقة إلى حد كبير منذ ذلك الحين.
إلا أن الدراسة التي نُشرت (الاثنين)، بدورية «PeerJ»، وجدت عند استكشاف هذه المنطقة، تباينات أكثر مما كان يعتقد سابقاً.
وتقول إيرين ماكيني، الباحثة المشاركة بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، إنه «إذا كنت تتحدث إلى أربعة أشخاص مختلفين، فمن المحتمل أن يكون لديهم جميعاً أحشاء مختلفة من حيث الأحجام النسبية للأعضاء التي توجد بداخلها».
وتوضح: «على سبيل المثال، فإن (المصران الأعور)، وهو عبارة عن عضو موجود في رابطة الأمعاء الغليظة والدقيقة، وقد لا يزيد طوله لدى شخص ما على بضعة سنتيمترات، يمكن أن يصل حجمه لدى شخص آخر إلى حجم محفظة النقود المعدنية».
وفي مثال صارخ آخر، وجد الباحثون أن النساء يملن إلى امتلاك أمعاء دقيقة أطول من الرجال، و«نظراً لأن وجود أمعاء دقيقة أطول يساعد على استخلاص العناصر الغذائية من النظام الغذائي، فإن هذه النتيجة تدعم فرضية أن النساء أكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة خلال فترات التوتر»، كما تشير ماكيني.
وفي هذه الدراسة، قاس الباحثون أعضاء الجهاز الهضمي لـ45 شخصاً تبرعوا برفاتهم لكلية الطب في «جامعة ديوك» الأميركية، وهو ما ساعد على تسليط الضوء على التباين غير المتوقّع في علم التشريح البشري، وأدى أيضاً إلى إعادة اكتشاف أهمية تدريس التباين التشريحي لطلاب الطب.
وتقول روكسان لارسن، الباحثة المشاركة بالدراسة، إنه «من الواضح بشكل متزايد أن المجال الطبي يتجه نحو الطب الفردي لتحسين نتائج المرضى والصحة العامة والرفاهية».
وتضيف أن «اكتساب الخبرة في فهم التباين التشريحي يمكن أن يلعب دوراً مهماً في مساعدة الأطباء المستقبليين على فهم أهمية الطب الفردي».
من جانبه، يقول محمود عواد، استشاري الجهاز الهضمي بوزارة الصحة المصرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «نتائج هذا البحث تكشف مدى ضآلة معرفتنا بالجسد البشري، فلا تزال أسراره تتكشف يوماً بعد الآخر، ومنها هذا السر المهم المتعلق بالتباين في تشريح الجهاز الهضمي».
ويضيف أنه «بعد رصد هذا التباين، فإن هناك الكثير من الأسئلة البحثية التي يجب استكشافها لاحقاً، مثل تأثير هذا التباين على الاستجابات للعلاج، وهل يؤدي هذا التباين إلى وجود دواء فعّال مع شخص، وغير فعّال مع شخص آخر؟ وهل تجب مراعاة هذا التباين عند إجراء التجارب السريرية الخاصة بالأدوية؟».