وزير الخارجية يعقد مؤتمرا صحفيا مع وزير خارجية أوكرانيا
عقد الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، والسيد ديميتري كوليبا وزير خارجية أوكرانيا مؤتمرا صحفيا في أعقاب جلسة المباحثات الرسمية المشتركة بحضور وفدين من البلدين.
وقد أعرب وزير الخارجية عن سعادته بزيارة أوكرانيا، بناء على دعوة من السيد ديمترو كوليبا وزير الخارجية، وما قوبل به والوفد المرافق من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مؤكدا أنها فرصة طيبة لمناقشة سبل تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق الخير والنفع للشعبين الصديقين، انطلاقا مما يربط بين البلدين من علاقات متنامية نسعى الى توطيدها، في ظل توجيهات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، وفخامة الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وقال وزير الخارجية إنه عقد مع وزير الخارجية الأوكراني جلسة مباحثات مثمرة وبناءة، تم خلالها تدارس مسارات التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، والتأكيد على ضرورة مواصلة التنسيق المشترك لاستكشاف فرص زيادة التعاون في المجالات الحيوية الأخرى، وذلك في إطار مذكرة التفاهم بشأن المشاورات السياسية بين البلدين.
وقال وزير الخارجية إن الجانبين تدارسا أيضا تطورات الحرب في أوكرانيا وانعكاساتها على الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية والعالم. وقال إنه أكد موقف مملكة البحرين الداعي الى ضرورة وقف الحرب في أوكرانيا، ودعوة جلالة الملك المعظم في العديد من المناسبات على ضرورة إنهاء الحرب والتوصل الى حل سياسي للصراع بالوسائل السلمية وعبر المفاوضات والطرق الدبلوماسية، حفاظا على الأمن والسلم في أوروبا والعالم.
وقال وزير الخارجية إن جلالة الملك المعظم أكد هذا الموقف الثابت لمملكة البحرين لدى استقبال جلالته لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف خلال انعقاد ملتقى البحرين للحوار تحت شعار “الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني”، حيث دعا جلالته إلى الشراكة الدولية لإنهاء الحروب والنزاعات في العالم، وعلى وجه الخصوص وقف الحرب الروسية الأوكرانية وبدء المفاوضات الجادة بين الطرفين. وجدد وزير الخارجية التأكيد على موقف مملكة البحرين الثابت الذي يدعو البلدين الجارين إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب التصعيد في جميع الأحوال، حفاظا على الأرواح والممتلكات وتجنبا لمزيد من الخسائر.
وأوضح وزير الخارجية بأن المباحثات بين الجانبين تناولت الجهود المبذولة على المستوى الدولي لوقف الحرب بما فيها جهود قداسة بابا الفاتيكان ومبادرة الرئيس الأوكراني للسلام والمقترحات الأخيرة المقدمة من قبل جمهورية الصين الشعبية وأخرى غيرها، والتي نعتقد أن جميعها تستحق النظر لاستخلاص إطار ممكن للتفاوض نحو حل يحترم حقوق ومصالح جميع الأطراف ويعيد الأمن والاستقرار في أوروبا، مؤكدا أن مملكة البحرين لن تتأخر عن القيام بأي دور في هذا المجال.
وقال وزير الخارجية إنه أكد على أهمية مواصلة الجهود لدعم العمليات الإنسانية للنازحين، وحماية المدنيين، وأهمية تمديد وتطوير الاتفاق الخاص بتصدير الحبوب من روسيا وأوكرانيا نظراً لأهميته للأمن الغذائي العالمي.
وأضاف أن المباحثات تناولت مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية العالمية، والحروب والصراعات الدائرة وانعكاساتها على الشعوب وآثارها المدمرة على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والانسانية، وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الأوسط، وقال إنه أكد على أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل اشاعة السلم والأمن في المنطقة، بما في ذلك تسوية القضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، والعمل الفوري على وقف الاشتباكات المسلحة في السودان الشقيق، وتسوية الأزمة الطارئة بالمفاوضات تمهيدا لحل سياسي شامل يلبي تطلعات الشعب السوداني للسلم والاستقرار والنماء.
من جانبه أعرب السيد ديمترو كوليبا عن تقديره لزيارة وزير الخارجية لأوكرانيا في ظل الظروف الحالية، مؤكداً على أهمية الزيارة الأولى لمسؤول رفيع المستوى من مملكة البحرين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين من أكثر من ثلاثين عاماً.
كما أشاد السيد كوليبا بموقف مملكة البحرين الداعي إلى وقف الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أن المباحثات تناولت تعزيز الحوار السياسي بين البلدين الصديقين وتكثيف التنسيق بين الجانبين في المحافل الدولية، إضافة إلى فتح مجالات جديدة للتعاون المشترك بما في ذلك في المجالات التجارية والاقتصادية والأمن الغذائي، منوهاً بأهمية التوقيع على مذكرات التفاهم والاتفاقيات قيد الدراسة بين البلدين.
كما أكد وزير الخارجية الأوكراني على رغبة بلاده في توسيع التعاون بين أوكرانيا ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، مؤكداً على أهمية دور مملكة البحرين في المنظومة الخليجية وعلى المستوى الإقليمي في الشرق الأوسط.