هل يجوز لنا احتقار أصحاب القلوب القاسية والمعاصي؟ علي جمعة يرد

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن قلوب البشر ليست واحدة، فالقلب قد يكون غليظًا قاسيًا ، وقد يكون رقيقًا لينًا، قال تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}والحجارة شأنها الصلادة والصلابة, فهناك ناس قلوبها كالحجارة تُذكِّرها بالله فكأن في أذانها وقر.
وعن سؤال هل الناس التي قلوبها كالحجارة ممكن ربنا يأذن أن تفجر منه الأنهار ؟ قال علي جمعة، في منشور له، إن الله يفعل ما يشاء ، ولهذا قد يتبدل حال هذه القلوب ، فحينئذ يستطيع هذا الذي كان قلبه كالحجارة وبإذن الله وعندما يمنُّ الله عليه ويهديه إنه تتفجر منه منابع الخير.
وتابع: وهذا يوصلنا إلى ؟ إلي أننا لا نحتقر أحداً من الناس ولا نحتقر عاصياً , وإنما نكره فعله, نحن لا نحب القتل, ولا نحب السرقة, ولا نحب الكذب وشهادة الزور, والحقد والحسد, فأنا أكره الفعل السيء, لكن لا أكره الإنسان حتي ولو فعل هذا الفعل, أنكر عليه وأنكر فعله ويمكن أعاقبه أيضًا وعقاب شديد, ولكن لا أكرهه ؛ فأنا إذا كرهته لن أستطيع أن أدعوه وأرشده إلي الخير.
وأكد أنه ينبغي علينا ألا نحقر أحداً من البشر ولكن نحقر أفعالهم وقسوة قلوبهم, ولكن نتمنى لهم الخير ونتمنى لهم السعادة, ونقول إن هذا الحجر يمكن أن يتفجر منه الأنهار, فنفتح له مع هذا باب الرحمة وباب الخير وعدم اليأس من رحمة الله.
المصدر: صدى البلد