إياد الحسني.. يا لدماثة خُلقك وعظيم قدرِك…!
غزة
الساعة 01:33 م
13 مايو 2023
من لا يعرفُ الشهيد القائد إياد الحسني فهو لا يعرف حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس، فقد كان من أوائل من التحقوا في صفوفها منذ نشأتها في بداية الثمنينيات ضمن ما كان يعرف بالقوى الإسلامية المجاهدة “قسم”، وهو أحد أبرز قادة المقاومة في فلسطين، ويعتبر مطلوب للاحتلال “الإسرائيلي” منذ ما يقارب الـ٣٠ عاماً.
الشهيد القائد إياد الحسني من مواليد مدينة غزة في مخيم الشاطئ، وهو من أسرة مجاهدة تربى فيها على حب فلسطين والمقاومة، وهذا ما جعله يسلك طريقه في درب المقاومة دون أن يحيد عنه، فعائلته لها العديد من الشهداء، فقد استشهد شقيقه الأكبر زكي في بيروت، وهو وعم الشهيد رماح الذي استشهد في انتفاضة الأقصى.
تميز القائد الحسني برغم كونه قائداً عسكرياُ ذو مكانة كبيرة بالعديد من الصفات الشخصية التي جعلته محبوباً ليس بين إخوانه المجاهدين فقط بل لدى عامة الناس، فكان دوماً مبتسماً، ولا يعرف عنه الغضب البتة، ودمث الخلق لدرجة لا يمكن تخيلها.
دماثة خلق بلا حدود
وفي الإطار، يسرد الكاتب أكرم عطالله يسرد عدداً من صفات الشهيد الحسني: ” يوما ما كانت تلهو ابنة الشهيد إياد الحسني “بتول” مع ابنتي “شام” في حديقتي، وكانتا في عامهما السادس، تشاجرت الطفلتان على لعبة، تدافعتا فسقطت بتول على حجر وكُسرت يدها. وعندما عدت مازحني أحدهم قائلًا: أنت مطلوب للحق ابنتك ارتكبت جريمة”.
ويضيف عطا الله:”أخذت الأمر بجدية ولم يكن أمامي سوى الذهاب إلى أبي أنس الحسني الذي لم أكن أعرفه بعد، القصة ليست سهلة وعليّ ابلاغه جاهزيتنا كعائلة الاستجابة لكل مطالبهم أملًا أن أجد رجلًا مرنًا يمكن التفاهم معه.
غاية في الوسامة
ويتابع وهو يعتصر قلبه الألم الشديد على فقدانه: “طرقتُ الباب وأنا أقيس كلماتي بدقة وأحصي الحروف وأحضر نفسي لامتصاص غضب رجل كُسرت يد طفلته، ظننته سيرفع صوته علي ويعاتبني؛ ولكن حين وصلت منزل “إياد الحسني” فتح الباب رجلًا في غاية الوسامة استقبلني كأمير يحتفي بضيوفه الكبار، مكلّلًا بابتسامة بددت كل هواجسي”.
ووصف الكاتب عطا الله الشهيد القائد الحسني: “وجدت رجلًا كالملائكة الكبار الذين رسمنا صورة عنهم في مخيلاتنا، شديد الأدب، دمث بلا حدود، مرح بلا خفّة، يأسرك من أول رشفة قهوة“.
وتابع قائلاً: بدأت الحديث عن تحمّلي مسئولية ما حدث، ضحك بشدّة وأحضر بتول في حجري قائلًا يا رجل لا تتحدث في الموضوع، ولكن شكرًا أن يد بتول كسرت لتتسبب في زيارتك لنا.
كان إياد الحسني قائدًا من الذين تتمنى الشعوب أمثاله لتنام مطمئنة على حاضرها ومستقبلها، ومن الانقياء الذين لم نعد نراهم، وكان أبًا لا مثيل له”.
مسؤول وحدة العمليات بسرايا القدس
أفنى الحسني عمره في مقارعة الاحتلال الصهيوني خلال الانتفاضة الأولى غان 87 والانتفاضة الثانية 2000 ، وما جعله يتعرض للملاحقة من قبل جيش الاحتلال وعملاءه، حيث نجا من عدة محاولات اغتيال، وهو بحسب العديد من المصادر يعرف بحبيب قلب محمد الضيف قائد كتائب القسام، وسند أبو محمد العجوري رئيس الدائرة العسكرية لسرايا القدس.
تولى الحسني العديد من المهام في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فهو عضو المجلس العسكري ومسؤول وحدة العمليات في سرايا القدس، الشهيد إياد الحسني، ويُعَدّ من مؤسسي الجناح العسكري الأول للحركة “قسم”، ومن أبرز المطلوبين لدى قوات الاحتلال، منذ أكثر من 26 عاماً، وهو ممن أشرفوا على عمليات استشهادية في مدن الداخل المحتل عام 48 في إبّان عمل الجناح العسكري للجهاد الإسلامي “قسم”، وهو مسؤول عن سلسلة عمليات أخرى في الانتفاضة الثانية.
وقد أشرف على المئات من العمليات، وأبرزها عملية بيت ليد الشهيرة عام ١٩٩٥ التي أسفرت عن (٢٨ قتيل)، عملية ديزنغوف وسط تل أبيب عام ١٩٩٦ وأسفرت عن (٢٢قتيل).
وكانت نعت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عضو مجلسها العسكري ومسؤول وحدة العمليات فيها، الشهيد إياد الحسني، الذي ارتقى من جراء عملية اغتيال “إسرائيلية” في حي النصر، وسط مدينة غزة.