اخر الاخبار

مسرّب “وثائق البنتاجون”: إدارة بايدن استخدمتني كـ”كبش فداء”

قال جاك تيشيرا، مسرّب “وثائق البنتاجون”، من داخل أحد السجون الفيدرالية، حيث يقضي حكماً لمدة 15 عاماً، إن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن استخدمته كـ”كبش فداء، وتمت التضحية به”، زاعماً أنه “رجل وطني، ولم يخن بلاده على الإطلاق”.

وفي مقابلة هاتفية مع شبكة ABC News من داخل مؤسسة إصلاحية في ولاية فيرجينيا، قال تيشيرا: “هدفي كان توعية الشعب الأميركي بما يجري فعلاً، لأنني شعرت أنهم كانوا يتعرضون للخداع.. لم يكن هدفي الإضرار بالولايات المتحدة، فأنا أحب هذا البلد”. 

واعتبر تيشيرا أن ما قام به أدى “إلى تحقيق قدر كبير من الهدف”، مشيراً إلى أنه لا يشعر بالندم، وأنه كان سيكرر نفس الفعل إن أُتيحت له الفرصة مجدداً.

وشملت تلك الوثائق معلومات حساسة عن تحركات القوات في أوكرانيا، وتفاصيل حول بالونات التجسس الصينية، بالإضافة إلى وثيقة تتعلق بـ”مؤامرة من قبل خصم أجنبي تستهدف القوات الأميركية في الخارج”، وفقاً للمدّعين.

استغلال الصلاحيات ونشر الوثائق

وبحسب لائحة الاتهام، فإن تيشيرا استغل صلاحياته، خلال خدمته في الحرس الوطني الجوي بولاية ماساتشوستس، للوصول إلى مئات الوثائق المصنفة كـ”سرية للغاية”، وقام بنشرها على منصة “ديسكورد” للتواصل الاجتماعي.

ويصر تيشيرا على أن قضيته كانت “مُسيّسة”، قائلاً في المقابلة: “لا أستحق السجن لـ15 عاماً.. هناك أشخاص ارتكبوا أموراً أسوأ بكثير في ما يتعلق بمعلومات مماثلة، ولم يتعرضوا لما تعرضت له، لكن قضيتي تم تسييسها من قبل إدارة (الرئيس السابق جو) بايدن”. وأضاف: “تم استخدامي ككبش فداء، وتمت التضحية بي لأكون عبرة لغيري”.

ورداً على سؤال بشأن استمراره في الاطلاع على معلومات خارج نطاق عمله رغم تحذيرات رؤسائه، زعم تيشيرا أنه تم تشجيعه على “القيام بعكس تلك التحذيرات بالضبط”، قائلاً: “طُلب منا أن نتحقق وندقق فيما ندعمه، وأن نعرف سبب دعمنا له، وماذا يحدث فعلاً”، مضيفاً أنه شعر وكأنه يُعاقَب على تنفيذ توجيهات أحد رؤسائه، ما خلق لديه حالة من الارتباك والتناقض.

وأشار تيشيرا إلى أنه يعتقد بوجود “أكاذيب” يتم الترويج لها بشأن الجوانب التكتيكية والاستراتيجية للحرب في أوكرانيا، والدعم الأميركي المقدّم لكييف، موضحاً: “الكثير مما كانت تقوله الإدارة في ذلك الوقت كان خاطئاً أو مضللاً أو مُحرفاً، وأردت فقط أن يعرف الناس الحقيقة، حتى لا يُقال لاحقاً إن الأمور كانت هكذا لأن كتب التاريخ قالت ذلك”.

“لا ندم.. والتماس بالعفو”

ورغم صدور حكم بالسجن عليه، قال تيشيرا إنه ما زال يؤمن بما فعله، موضحاً: “لقد عذبت نفسي مراراً بالتفكير فيما كان يمكن أن يحدث لو لم أفعل هذا، لكني ما زلت أؤمن بأنني كنت سأفعله مرة أخرى”.

وذكر تيشيرا أن فريق الدفاع عنه يعمل حالياً على تقديم التماس بالعفو إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، معرباً عن اعتقاده بأنه سيتم العفو عنه. وقال: “أعتقد أنهم سينظرون إلي كمؤيد لترمب، فقد استخدمت آخر تصويت لي في سجن المقاطعة لصالحه عام 2024، ولذا أعتقد أنه سيمنحني العفو”. 

وقد تقدّم محامي تيشيرا بطلب رسمي للعفو، الأربعاء، وهو أمر نادر قبل انتهاء العقوبة الفيدرالية، لكنه يسعى للحصول على عفو كامل، وليس مجرد تخفيف للعقوبة، إلا أن القرار النهائي سيبقى بيد إدارة ترمب. 

نداء من والدته

وفي أول ظهور إعلامي لها منذ اعتقاله في أبريل 2023، ناشدت والدته، داون دوفولت، الرئيس ترمب للعفو عن ابنها، معتبرة أن محاكمته كانت “خبيثة”، وأن القضية “ضُخّمت إعلامياً بشكل مُبالَغ فيه”.

وقالت دوفولت إن ابنها “لا يشكل تهديداً”، مؤكدة أنه كان “مدفوعاً برغبة في قول الحقيقة”، حين اختار مشاركة الوثائق السرية مع أصدقائه على منصة ديسكورد.

كما كشفت أنه تم تشخيصه مؤخراً باضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى معاناته من الوسواس القهري، مرجحة أن تكون حالته الصحية النفسية قد لعبت دوراً في ما قام به. 

وأضافت: “أشعر أن جزءاً مما حدث كان خارجاً عن إرادته بسبب تشخيصه بالتوحد، وأعتقد أنه يستحق فرصة ثانية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *