المنامة وواشنطن: التزام مشترك بردع ومواجهة التهديدات للبحرين
التقى وزير الخارجية عبد اللطيف الزياني ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتاريخ 20 يوليو في ختام اجتماع الحوار الإستراتيجي الثالث بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعمل الحوار الإستراتيجي على تفعيل الالتزام الدائم للولايات المتحدة ومملكة البحرين بالأمن الثنائي والإقليمي والازدهار الاقتصادي المشترك والعلاقات بين الشعبين والمبادئ الداعمة للنظام الدولي.
وجددت الولايات المتحدة ومملكة البحرين التزامهما بحرية الملاحة في المياه الدولية، مع الإشارة بشكل خاص إلى أهمية ضمان المرور الآمن للملاحة التجارية في مضيق هرمز، وأدانوا الأعمال التي تهدد حرية الملاحة، وجددت الولايات المتحدة ومملكة البحرين التزامهما المشترك بردع ومواجهة التهديدات لمملكة البحرين وتعزيز السلام والأمن الإقليميين.
وعُقد الحوار الإستراتيجي بصورة افتراضية وشخصية خلال شهري يونيو ويوليو، وشمل أربع مجموعات عمل تغطي عمق التعاون الثنائي بين البلدين، ويعزز الحوار الإستراتيجي الجهود المشتركة في مجال الأمن الإقليمي والأمن البحري ومواجهة التهديدات الناشئة والأخطار عبر الوطنية من خلال مبادرات جديدة لتوسيع الدعم والتدريب في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني وبرامج أمن الحدود والتعاون في إنفاذ القانون.
وقرر الجانبان تنمية العلاقات الاقتصادية في سياق اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والبحرين ومواصلة المناقشات حول المسائل المتعلقة بالتجارة والاتصالات، والسياحة والأنشطة الجديدة التي تدعم كفاءة الطاقة والانتقال إلى الطاقة النظيفة.
وقبل الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في الإمارات، أكدت الولايات المتحدة ومملكة البحرين أهدافهما لمكافحة تغير المناخ من خلال نشر الطاقة النظيفة والابتكارات مثل تقنيات احتجاز الكربون. ودعماً لذلك، أكد الجانبان عزمهما على الحفاظ على التعاون لتطوير المنطقة التجارية الأمريكية وأعربا عن عزمهما توقيع مذكرة تفاهم بين بنك التصدير والاستيراد الأمريكي ووزارة المالية والاقتصاد الوطني في مملكة البحرين لتسهيل تمويل بنك التصدير والاستيراد للصادرات الأمريكية إلى المملكة من أجل المشاريع الإستراتيجية.
كما تتمتع الولايات المتحدة ومملكة البحرين بتبادلات تعليمية وثقافية شاملة ومتنامية. ويتطلع كلا الجانبين إلى توسيع الفرص المتاحة للبحرينيين للدراسة في الولايات المتحدة والمشاركة في التبادلات الأمريكية، وأشاد كلا الجانبين بتوثيق العلاقات بين الجامعات الأمريكية والبحرينية.
وأشادت الولايات المتحدة ومملكة البحرين بزيادة التعاون في مجال تنمية المواهب الشبابية على مدار العام، وأعربا عن عزمهما توقيع مذكرة تفاهم بشأن شؤون الشباب.
كما أعربت هيئة البحرين للثقافة والآثار ووزارة الخارجية الأمريكية عن عزمهما التوقيع على بيان اقرار النوايا في مجال التراث الثقافي وتعزيز التعاون طويل الأمد في مجال التبادل الثقافي. كما ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون في المجال الإعلامي والصحافة.
وفيما يتعلق بالاتفاق الإبراهيمي، أعادت البحرين والولايات المتحدة التأكيد على الالتزام بتعزيز التعاون الإقليمي ضمن مجموعات عمل منتدى النقب، ولا سيما مجموعات العمل المعنية بالأمن والصحة الإقليمية التي ترأسها مملكة البحرين والولايات المتحدة. ويبني الاتفاق الإبراهيمي على التقدم المستمر في مملكة البحرين في مجال حماية الحريات الدينية وتعزيز مجتمع متعدد الثقافات.
إن الطابع المفتوح والعملي للحوار الاستراتيجي يعكس ما يتسم به تحالف الصداقة والأمن بين الولايات المتحدة والبحرين منذ عقود.
وأكدت المحادثات على أهمية القيم المشتركة بين البلدين كاحترام مبدأ السيادة والقانون الدولي المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والالتزام بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة ضد الحدود أو السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة.
كما أشارت المناقشات إلى أهمية القيم العالمية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية والبناء على التعاون الجاري في حوار حقوق الإنسان بين البلدين. كما واصل الجانبان المحادثات حول مكافحة الاتجار بالبشر، مشيرين إلى حفاظ البحرين على المرتبة الأولى للعام السادس على التوالي في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول الاتجار بالبشر.
وتتطلع كل من الولايات المتحدة ومملكة البحرين إلى عقد الحوار الاستراتيجي مرة أخرى في المستقبل، وستجريان جلسات متابعة لتعزيز التقدم المحرز في مبادرات محددة. وتعكس هذه الآلية الثنائية وتعد تأكيد للشراكة الوثيقة بين البلدين ونية الدفع قدما بالأولويات المشتركة التي تبني مستقبلا آمناً وسلمياَ وأكثر ازدهاراً.