اهتمام عالمي بالنمذجة المتطورة وتوظيف الذكاء الاصطناعي في البرامج الإحصائية
خلال جلسات مؤتمر تبادل البيانات الوصفية
ناقش عدد من المشاركين في جلسات مؤتمر تبادل البيانات الإحصائية والوصفية “SDMX” في اليوم الأول، الاهتمام العالمي الكبير بالنمذجة المتطورة وتوظيف الذكاء الاصطناعي في البرامج الإحصائية.
وأوضح المشاركون، خلال أولى جلسات المؤتمر الذي يقام لأول مرة في المنطقة ويستمر 5 أيام في البحرين، أن المؤتمر يهدف إلى بناء القدرات الإحصائية من خلال استقطاب الإحصائيين والخبراء والمحترفين في مجال البيانات، موضحين أهمية التعرف على آخر التطورات الدولية، والمساهمة في دعم عملية تبادل البيانات الإحصائية الوطنية.
وفي جلسة التقنيات والتكنولوجيات الجديدة لتبادل البيانات الإحصائية والبيانات الوصفية برئاسة ماركو ماريني، من صندوق النقد الدولية تحدث جيف دانفورث من صندوق النقد الدولي، وإيليا جوريليك من EPAM، حول أهمية النمذجة واستكشاف طرق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي الذي يرتبط ارتباطا كبيرا بتحليل الأنظمة.
وأوضح المشاركون كيفية الاستحواذ على البيانات من خلال التمكن من أدوات التمكين الرقمي، والتي تستوجب استبعاد التطبيقات التقليدية، واستخدام الآلات والتفاعل معها وخصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي. كما تحدث المشاركون عن التقنيات المعتمدة في بعض البلدان، مستعرضين مؤشرات نجاح كثيرة، والتي صاحبت استعراض بعض التقنيات والمبادرات في هذا المجال.
وأكدوا وجود تقنية متطورة توفر برنامج حي ويتم فيه تجميع المعلومات وتطويرها وإحداث تفاعلات بينها تؤدي إلى إحداث بيانات مجدولة ومبنية بناء صحيحا وعلميا، فالحديث هنا يختص بتصميم برمجي متطور جدا يتعلق بمعلومات وصفية وإحصائية تستفيد منها جميع اللغات وهو تحول هام يتطلب خطوات من التغذية الاسترجاعية للمعلومات والنمذجة.
وفي ما يتعلق بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصور SDMX، أكدت الدكتورة منيرة البوعينين من جامعة البحرين أهمية بناء الجسور بين الذكاء الاصطناعي والنظام الإحصائي، فهي عملية خوارزمية توظف الآلات لتأخذ دور البشر، وتساعد في فهم الأسباب التي تدعو لفهم البيانات.
وأضافت أن المعلومات الإحصائية تتم بجودة عالية، وتؤدي إلى وجود معلومات دقيقة تسهم في التقليل من المشاكل، وتتيح فرصة التركيز على المنجزات على الرغم من التحديات الموجودة مثل تعقيدات الدخول لهذه البيانات وتحليلها، وتصنيفها، فهي تقنيات معقدة تقلل من وقت إنجاز الأعمال وتسهلها، حيث إنه لإتمام هذه العملية ثمة حاجة إلى توفير مهارات معرفية مطلوبة، فهناك حاجة إلى تقوية الجهود وتحسين طرق جمع المعلومات، مع استخدام الرسوم المعرفية.
وبينت البوعينين أهمية الأتمتة، ووجود الآليات وتحقيق التطوير في هذا المجال، وهو أمر اهتمت به جامعة البحرين من خلال توفيرها لمنصة مفتوحة للطلاب تتعلق بهذا النظام لاستخدامها والتعامل معها، لافتة إلى أن توظيف الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى وجود معلومات ممتازة.
أما إيف جاك، رئيس من منظمة اليونسيف، قائد المعلومات العلمية وحلول المعلومات، فتحدث عن تكييف البيانات ليتمكنوا من استخدامها في اليونسيف، مبينا وجود عملية كبيرة من إدارة معلومات وبيانات ضخمة تقدر بـ600 مجموعة معلوماتية، موضحاً أن “اليونسيف” اهتمت في التعامل مع المعلومات والتسجيل عبر المنصة الإحصائية.
وقال جاك: “ثمة معلومات مهمة ترتبط بالمستخدمين، وثمة إنتاج لبيانات وإيجاد حلول تسهل عملية البناء، وفق أحدث التقنيات، والتي تضمن مراقبة مستمرة لحركة العمل على شبكة الإنترنت، فالحديث دائما عن إيجاد معلومات وصفية تحقق استدامة التوظيف وتضمن الاستفادة والبناء عليها، فما يحدث هو تتبع للمسارات المعلوماتية وتبادلها والاستفادة منها، والتي تمكن من إدارة الأزمات ومواجهة المخاطر”.
وحول محور الاستفادة من شهادات LLM مفتوحة المصدر لتسهيل الوصول إلى الإحصاءات الرسمية واكتشافها تحدث أليساندرو بينيديتي، من شركة Sease Ltd، حول تطبيقات البحث والمصادر المفتوحة من خلال قيادة التقنيات.
وأكد وجود نماذج متعددة للتعليم والربط بين النظم الإحصائية والمنصات الإلكترونية، مضيفا أن الأمر كله يرتبط بقوة البنية التحتية، والتي تتطلب التدريب على التعامل مع معلومات الإنترنت، فهناك تقنيات متطورة،حيث بدأت الشركة منذ نوفمبر عام 2022 في التكيف مع التقنيات الحديثة أمام الكم الهائل من النموذج اللغوي.
وبين أليساندرو أهمية تفكيك الشفرات والترجمات وغيرها، مستعرضا أوجه عمل الشركة مع البرمجيات المفتوحة المصدر وما تحققه من أهداف وأعمال ونتائج تتعلق ببيانات معرفية وإيجاد لغة برمجية تجمع الجميع اعتمادا على الذكاء الاصطناعي والتوسع فيه والإثراء حوله، والتعامل الأمثل مع تدفق البيانات بما يحقق أفضل النتائج.
وعن دمج دلالات SDMX في نظام بيئي مفتوح وكبير للرسوم البيانية المعرفية للبيانات تحدث جيهانجير أمجد من Google Data Commons، ولويس جيراردو غونزاليس موراليس، من شعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة “UNSD”، حول أهمية التعامل الأمثل مع المعلومات المتاحة، واستخدام التقنيات لتحليلها فهو الأمر الذي يحدث الفارق مستعرضين الخرائط وكيفية استخدام وكالة الفضاء الدولية ناسا لها.
وقال جيهانجير و موراليس إن “خرائط جوجل تتغير وتتحدث باستمرار ويمكن استخدامها من الجميع فهي غير مخصصة للمهندسين أو المتخصصين فقط”، مشيرين إلى أن رسالتهم كعاملين في هذا الحقل هي تقديم الدعم لاستخدام البيانات الموجودة على هذه المنصات والاستفادة منها في مجالات مختلفة مثل التغير المناخي، مستعرضين أدواتهم المرئية وكيفية الوصول لمحركات البحث على منصاتهم.
وفي الجلسة الثانية التي اختصت بالابتكار في تصور SDMX برئاسة إريك أنفار، من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تحدث دانييل أوليفوتي، وإيف جاك، من اليونيسف عن الاستفادة من SDMX لإنشاء تجربة مخصصة لمستهلكي البيانات، ثم تحدثت بيانكا ليجاني، من بنك التسويات الدولية، وماثيو نيلسون، ريجنولوجي حول إضفاء الطابع الديمقراطي على البيانات، وكيفية تمكين المستخدمين من خلال موصلات SDMX الجديدة والحالية.
بعد ذلك تحدث ديفيد باراكلوف، من منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، وروث بوزويلو مارتينيز، تم التطرق خلال الجلسة إلى نظام SDMX للتمكين الجغرافي مع ArcGIS. كما تم استعراض ابتكار SDMX وتعزيز قيمة البيانات للسيدة تاويساب سريكوان من المكتب الإحصائي الوطني في تايلند.