خليفة لـ”الوطن”: جهود كبيرة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في البحرين
ياسمينا صلاح
توجيهات الملك باستدامة إمداد الغذاء تشكل استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي
القطاع الزراعي أحد القطاعات الهامة في التنمية الاقتصادية بالمملكة
المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي تدعم مشاريع المزارعين
أهمية تطبيق التقنيات الحديثة خاصة الزراعة دون تربة
أكد فؤاد خليفة رئيس جمعية المهندسين الزراعيين البحرينية أن القطاع الزراعي في مملكة البحرين يمثل أحد القطاعات الهامة في التنمية الاقتصادية للبلاد، مشيداً بتوجيهات القيادة الرشيدة وجهود الحكومة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة وخاصة في القطاع الزراعي.
وقال رئيس جمعية المهندسين الزراعيين البحرينية الذي تولى في عام 2010 منصب رئيس اتحاد المهندسين العرب لمدة عام، ولديه خبرة واسعة في القطاع الزراعي منذ ما يزيد عن 13 عاماً، إن توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، بضمان استدامة إمداد الغذاء وتسريع تنمية القطاع الزراعي تشكل إستراتيجية زراعية بعيدة المدى لتحقيق الأمن الغذائي.
وأكد أن البحرين بخير حيث يتم زراعة العديد من منتجات الخضراوات والفواكه وهي متوفرة بكثرة، داعياً إلى التشجيع على المبادرة بتطبيق الزراعة الحديثة خاصة الزراعة دون تربة حيث يمكن الاستفادة من المساحات الصغيرة، وأن يزرع الهاوي مختلف المحاصيل النباتية سواء أكانت خضروات ورقية أو ثمرية وأن يقوم الناس بزراعة المنتجات على أرفف أو سطح المنزل إذا كان منزلهم يسمح بذلك مع اتباع الاشتراطات اللازمة للحماية والوقاية أيضا ولسلامة المنزل، مشيراً إلى أنه شخصياً قام بتجربة ناجحة للزراعة دون تربة في سطح منزله وقام بزراعة العديد من الخضراوات. وإلى نص الحوار:
توليت رئاسة اتحاد المهندسين الزراعيين العرب عام 2010.. حدثنا عن هذه التجربة؟
تأسس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب عام 1968 برعاية من جامعة الدول العربية وبمبادرة من 6 منظمات للمهندسين الزراعيين بدول عربية، إيماناً منها بالدور الطليعي للنقابات والهدف هو توحيد المهندسين الزراعيين في العمل المهني المتواصل برفع كفاءة المهندسين الزراعيين ومناقشة القضايا الزراعية والآن ينضوي تحت الاتحاد 17 منظمة من المهندسين الزراعيين العرب من جميع الدول العربية.
ومدة الرئاسة عام حيث يتم اختيار رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين العرب للرئاسة حسب التسلسل الأبجدي لكل دولة بعدها يتم التصويت على الشخص الذي تم اختياره وغالبا تكون الموافقة بالإجماع، وعندما جاء الدور على جمعية المهندسين الزراعيين البحرينية تم اختياري رئيسا لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب وقد كنت في السنة التي قبلها نائب رئيس الاتحاد عام 2009.
وعندما كنت رئيساً لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب استطاعت جمعية المهندسين الزراعيين البحرينية أن تنظم ملتقى تحديات التنمية الزراعية في مملكة البحرين «نحو تنمية زراعية مستدامة» بالتعاون مع وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني وشاركت المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي بمجموعة من المهنيين والخبراء، وكان الملتقى يضم خمسة محاور وهي: إستراتيجية التنمية الزراعية في مملكة البحرين، والاستثمار في القطاع الزراعي، وقطاع المياه ومياه الصرف الصحي، والتحديات التشريعية والفنية التي تواجه التنمية الزراعية، وتجارب منتقاة من الوطن العربي.
أما أعضاء الأمانة العامة في اتحاد المهندسين الزراعيين العرب والأمناء المساعدين فيتم انتخابهم من رؤساء المنظمات العربية أو يتم ترشيحهم من البلدان المنضمة للاتحاد وتكون مدة بقاء الأمين العام 3 أعوام، ويتم بعدها عمل انتخابات لاختيار أمناء عامين آخرين.
كم عدد أعضاء جمعية المهندسين الزراعيين البحرينية؟ وكيف تتم عملية الرئاسة؟
تأسست الجمعية في عام 2002 وعند تأسيسها كان عدد أعضائها 28 عضواً، وحالياً أصبح عدد الأعضاء 80 عضوا من الجنسين بمختلف التخصصات.
وحسب قانون الجمعية فإن مدة رئاسة الجمعية عامان، ويتم بعدها عمل انتخابات لاختيار رئيس آخر، وستكون الانتخابات المقبلة للدورة العاشرة في فبراير 2024.
وأطلقنا في عام 2010 أول عدد من مجلة المهندس الزراعي البحرينية المتخصصة في الشؤون الزراعية والبيئة، وأطلقنا بعدها أعدادا أخرى.
ماذا كنت تعمل قبل ذلك؟
كنت أعمل اختصاصي مناهج للتربية الزراعية بوزارة التربية والتعليم، وكنا نقوم بعمل دورات تدريبية كل أسبوعين بين المعلمين والمعلمات في إحدى المدارس حيث يتم تبادل الخبرات والمعرفة الفنية والعملية بين المعلم الجديد والمعلم القديم ويتم تطوير المعلم مهنيا وقد ساعد ذلك على التطوير بصورة أكبر، وفي الوقت ذاته أقوم بمهامي كرئيس مجلس إدارة جمعية المهندسين الزراعيين البحرينية، وقمت أيضا مع زملائي الأساتذة في وزارة التربية والتعليم بتأليف عدد من الكتب وجميعها عن التربية الزراعية وكتب الطيور والأشجار ومبادئ الزراعة.
ماذا تحتاج البحرين للنهوض بالقطاع الزراعي؟
القطاع الزراعي في مملكة البحرين يمثل إحدى القطاعات الهامة في التنمية الاقتصادية للبلاد وكان يعول عليه قبل الطفرة النفطية في سد بعض الاحتياجات الغذائية، وفي الوقت الحالي لا بد من أن أشيد بالجهود التي تقوم بها القيادة الرشيدة والحكومة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة وخاصة في القطاع الزراعي وهنا لا بد من التأكيد على أن توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، بضمان استدامة إمداد الغذاء من خلال تسريع تنمية القطاع الزراعي عبر دفع نسب الإنتاج المحلي من المحاصيل الزراعية تشكل إستراتيجية زراعية بعيدة المدى لتحقيق الأمن الغذائي، كما لا يفوتني بهذه المناسبة أن أشيد بدور المبادرة الوطنية للتنمية الزراعية برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم كما أشيد أيضا بدور الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية للتنمية الزراعية والكوادر المشاركة في المبادرة بالتنسيق مع وزارة شؤون البلديات والزراعة وبمشاركة جمعية المهندسين الزراعيين البحرينية في جميع الأنشطة، وتشجيع المشاريع الزراعية والمزارعين للنهوض الزراعي وتنوع الإنتاج التي يحتاج إليه القطاع الزراعي.
وبالإضافة إلى التسهيل لفتح مشاريع زراعية مثل «مصنع أغذية، مختبرات زراعية تقوم بتحليل المشاكل للأمراض والآفات الزراعية»، وتنظيم الخطط والبرامج الزراعية التي تساعد على زيادة الإنتاج لتحقيق الغذاء «تضعها جهات متخصصة»، ولكي يتحقق الأمن الغذائي لا بد أن تتجسد السياسات الزراعية في منظومة متكاملة من الإجراءات والتشريعات التي تسنها الدولة، والاعتماد على الإنتاج المحلي أولا ثم المستورد، وتفعيل مراكز للأبحاث الزراعية، والتنسيق بين القطاع العام والقطاع الخاص في الإستراتيجية الوطنية.
ما الفرقُ بين اتحاد المهندسين العرب وجمعية المهندسين الزراعيين؟
أهدافنا واحدة وهي التنمية الزراعية وتبادل الخبرات الزراعية وترسيخ العمل العربي المشترك بين المهندسين الزراعيين العرب ومنظماتهم وتوحيد أنظمة ممارسة المهنة كي تتماشى مع التشريعات المعمول بها في كل دولة عربية، وجمع وتوثيق وتحليل البيانات والمعلومات الخاصة بالمهندس الزراعي في مختلف الميادين، وتبادل الخبرات ونتائج الأنشطة، والإسهام في البحث العلمي في شتى المجالات والمساهمة في تحقيق التكامل العربي الزراعي، ودراسة أوضاع المهندسين الزراعيين في الدول العربية، والاهتمام بتطوير الزراعة بالإضافة إلى خلق فرص عمل في المجال الزراعي، فضلا عن التباحث في استخدام الوسائل الحديثة في الزراعة.
ما إنجازاتُ اتحاد المهندسين الزراعيين العرب وجمعية المهندسين الزراعيين البحرينية؟
اتحاد المهندسين الزراعيين العرب يسعى دائما للتطوير المهني للمهندس الزراعي، ويسعى إلى التكامل الاقتصادي الزراعي العربي ويتم معالجة هذه القضايا في المؤتمرات والندوات التي يقيمها الاتحاد، إما عن إنجازات جمعية المهندسين الزراعيين البحرينية فقد أسسنا مركز التدريب الزراعي المستمر ونظمنا عدة دورات تدريبية مستمرة حتى عام 2023، حيث كانت الدورات في العام الواحد تصل إلى 5 دورات، ويكون هدف الدورة تخريج الكوادر الوطنية المؤهلة لفتح مشاريع زراعية للتنمية الزراعية المستدامة في البلاد.
وقامت الجمعية منذ عام 2012 بتنظيم دورات تدريبية لما بين 500 و600 مشارك من المهندسين والمهتمين والهواة وبعضهم أسس مؤسسات زراعية لنشر الوعي الزراعي والمساهمة في التنمية الزراعية وتشجيع البحوث والدراسات وتطوير الإنتاج الزراعي كون الزراعة هي العنصر الأساسي في الغذاء.
ما المقترحاتُ المستقبلية للتطوير؟
أن يكون هناك توازن بين ما ينتج من سلع غذائية وبين ما يستورد من الغذاء لتغطية العجز في القطاع الزراعي، وكذلك تأهيل وتدريب المزارعين على كيفية توظيف التكنولوجيا الحديثة في الأراضي الزراعية وإدخالهم في دورات تدريبية مستمرة، وتقديم القروض الميسرة للمزارعين المبتدئين وتشجيعهم على استخدام التقنيات الحديثة. وأن تكون هناك جهات رسمية لدعم القطاع الزراعي، بما لا يتعـــــــــارض مع الإستراتيجية الوطنية، وأن تتوفــر للمُزارع الحصول على التقنيـــات الحديثـــــــة بأسعـار مناسبة، وأن يتم دعم المُزارع وتوفير الأمور التي يحتاج إليها في الزارعة، ووضع برامج متنوعة للاستثمار في ما يتم طرحه من المنتجات الزراعية، ويجب أن يتم استخدام الطاقة المتجددة للتشجيع على الزراعة. وبالإضافة إلى ذلك تشغيل الطاقات البشرية حتى يستطيع المزارع أن يفتح مزرعة سياحية بأسعار رمزية، وبعضهم قام بذلك وكانت المزرعة ناجحة ومفيدة لكل من زارها.
وقد تفضلت المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي وقامت بعمل سوق المزارعين وشارك عدد من المزارعين، وكان مردودا اقتصادياً وسياحياً مميزاً كما دعت المزارعين لأن يهتموا بالزراعة، ويمكن فتح جامعة زراعية بجميع التخصصات وتشجيع المواطنين على امتهان الزراعة والمساهمة في التنمية الزراعية المستدامة. ونحن نشجع الزراعة بالطريقة الرأسية لأنها لا تأخذ مساحات كبيرة، وأن يتم عمل برامج إرشادية على التلفاز للتوعية، وأن يتم فتح دورات مجانية وتسهيل عملها، ونتمنى أن توجَد مختبرات زراعية لمعالجة مشاكل وآفات وأمراض الزراعة ولعمل أبحاث زراعية عمليا وتطبيقها في هذه المختبرات.
كم عدد المزارع التي قمت بزيارتها في البحرين؟
قمنا بزيارة ما يقارب 40 مزرعة بعضها يستخدم تقنيات حديثة في الزراعة والري بالتنقيط، والبعض الآخر ما زال يمارس الزراعة التقليدية، ولكن البحرين بخير حيث يتم زراعة العديد من منتجات الخضروات والفواكه وتتوفر بكثرة، ولكن يجب توعية المزارعين بكيفية المحافظة على هذه المحاصيل من التلف حتى نصل للاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي النسبي من هذه المحاصيل ونكون بغير حاجة إلى الاستيراد من الخارج.
ونشجع دائما على المبادرة بتطبيق الزراعة الحديثة خاصة الزراعة بدون تربة حيث يمكن الاستفادة من المساحات الصغيرة، وأن يزرع الهاوي مختلف المحاصيل النباتية سواء كانت خضروات ورقية أو ثمرية وأن يقوم الناس بزراعة المنتجات على أرفف المنازل أو سطوحها إذا كانت منازلهم تسمح بذلك مع اتباع الاشتراطات اللازمة للحماية والوقاية أيضا ولسلامة المنزل، وأنا شخصيا قمت بتجربة الزراعة دون تربة ناجحة في منزلي وزرعت فوق السطح العديد من الخضراوات.
كلمة أخيرة؟
أتوجه إلى صحيفة الوطن بالشكر على الاستضافة، وأتمنى أن توجد جامعة زراعية فيها جميع التخصصات الزراعية العلمية، وأتمنى أن أرى البحرين بلداً سياحية زراعية، واتساع المشروعات الزراعية لصغار المزارعين والمهندسين، في ظل احتضان الدولة للكوادر الوطنية واهتمام المبادرة الوطنية للتنمية الزراعية بذلك.