لودريان في بيروت الاسبوع المقبل… تحرك جديد على خط الرئاسة |

مع الهدوء الحذر الذي يسود الجنوب بموازاة سريان الهدنة في غزة، تبرز زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت لاستئناف تحريك ملف الاستحقاق الرئاسي بعد جمود غير قصير.
وفي هذا المجال قال مصدر مطلع لـ « الديار» امس ان مواعيد حددت للقائه مسؤولين وقيادات سياسية لبنانية الاسبوع المقبل، وانه سيجتمع الاربعاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وسيكون له لقاء مماثل مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
وعما سيحمله لودريان في شان الملف الرئاسي قال المصدر انه لم يرشح اي شيء عن فحوى زيارته، لكن الاجواء التي تسبق زيارته لا تدل على انه يحمل مبادرة جديدة، وبالتالي من الصعب التكهن مسبقا في هذا الشأن.
لكن المصدر كشف ان باريس من خلال استئناف مهمة لودريان اليوم ترى ان من الواجب والضروري القيام بمزيد من الجهد والضغط لاعادة تفعيل وتسريع الملف الرئاسي اللبناني وانه لا يجب انتظار نهاية حرب غزة.
ووفق الاجواء الفرنسية المحيطة بزيارة لودريان فان باريس تعتقد انه من الممكن احداث خرق جديد في جدار ازمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني في هذه المرحلة، لكن من المهم ايضا ان يدرك اللبنانيون ان لا احد يستطيع ان يحل محلهم وان المسؤولية في انتخاب رئيس للجمهورية تقع على عاتق النواب وسائر الكتل النيابية.
ويلفت الفرنسيون الى ان لبنان لا يحضر مؤتمرات اقليمية عديدة ويغيب عنها بسبب الشغور الرئاسي، وانه من الضروري ان يستعيد دوره في هذا الشأن، وهذا يتطلب انتخاب رئيس الجمهورية.
وعلمت « الديار» ان السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو تطرق خلال لقائه مع رئيس واعضاء لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الفرنسية الخميس الماضي الى زيارة لودريان، مؤكدا ان هناك تنسيقا بين فرنسا وكل من قطر والسعودية في شان التحرك حول الملف الرئاسي اللبناني، وان تحرك الموفد الفرنسي يحظى بدعم المجموعة الخماسية.
واعرب بعض اعضاء اللجنة عن انهم اصيبوا بصدمة من الموقف الفرنسي ازاء حرب غزة، لكن السفير ماغرو برر في مداخلة مطولة الموقف الفرنسي بان عملية حماس ادت الى مقتل عدد من الفرنسيين واختطاف اخرين وانها طاولت الكثير من المدنيين، لكنه اشار الى توازن الموقف الفرنسي لاحقا مؤكدا على دعم باريس لإسرائيل في الدفاع عن نفسه وتاييدها في الوقت نفسه لحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة.
ولفت ايضا الى ان فرنسا تدعم تحويل الهدنة الانسانية الى وقف اطلاق نار دائم، والانصراف بعد ذلك الى تفعيل العمل لحل سياسي يرتكز على اساس الدولتين.
وحرص على تاكيد العلاقة التاريخية والمتينة بين فرنسا ولبنان، وان باريس تدعم وتعمل على استقرار وسلامة لبنان.
وفي شان زيارة لودريان نقلت مصادر مطلعة للديار عن مرجع بارز قوله ان هناك اجواء تدل على تحريك الملف الرئاسي مجددا ليس على الصعيد الفرنسي فحسب بل ايضا على صعيد التحرك القطري ايضا، لكن من السابق لاوانه معرفة نتائج هذا التحريك او المدى الذي سيأخذه للوصول الى حسم الاستحقاق الرئاسي.
واضاف المرجع ان الفرصة دائما متاحة لتحقيق تقدم في هذا الملف اذا ما غلبنا لغة الحوار والتلاقي على المناكدات والمصالح السياسية الضيقة.
وفي سياق متصل قالت مصادر نيابية للديار ان الدوحة في صدد تفعيل تحركها حول رئاسة الجمهورية قريبا، مشيرة الى نجاحها في مسار تبادل الاسرى والهدنة في غزة من شانه ان يفتح الباب اكثر امام زيادة وتيرة التحرك القطري باتجاه لبنان لاحراز تقدم جدي نحو انتخاب رئيس للجمهورية.
وردا على سؤال اوضحت انه من السابق لاوانه الحديث عن ترجيح خيار او اسم على اسم اخر، مشيرة الى ان الوضع ما زال مفتوحا على احتمالات عديدة، ومن الصعب انقشاع المشهد قبل اوائل العام المقبل.