طلبة كويتيون في البحرين: كيف نشعر بالغربة ونحن في ديرتنا؟
زهراء حبيب
فتحوا قلوبهم لـ”الوطن” وتحدثوا عن كرم الضيافة
آمنة المهنا: البحرينيات أهل فزعة وأفتقد «تكة البحرين» في الكويت
العبدالهادي: الأصدقاء في البحرين صاروا أهل وأحب الحلوى
آمال السبيعي: تجمعنا وشائج القربى والنسب
السلامة: أهل البحرين والكويت واحد ولا غربة لنا في المملكة
«منذ اللحظة الأولى وقعنا بحبها، عندما يسألوننا عن الغربة فلا إجابة عندنا، عن أي غربة يمكن أن نتحدث ونحن بين أهلنا وناسنا في ديرتنا البحرين»، «في البحرين عندما يصيبك شيء لا يتفازع أصدقاؤك فقط لإغاثتك بل حتى عائلاتهم تلازمك وكأنك واحد منها»، «هل سمعت ببلد يخفض لك أحدهم بسعر تصليح سيارة ألف دينار لأنك كويتي، نعم هذا يحدث في البحرين، وهل سمعت ببلد تأمن فيها على نفسك ومالك وكل شيء حتى أنك تنسى إقفال بيتك أو سيارتك، عندما يحدث هذا فأنت في البحرين».
كل هذا غيض من فيض ما رواه طلبة كويتيون لـ«الوطن» حول مسير حياتهم في مملكة البحرين التي قدموها طلاباً، فباتوا من أهل البيت والديرة، لأنه على حد قولهم «لا فرق بين البحرين والكويت إلا بالاسم، فهنا «الأمان والشعب الطيب الأصيل والهدوء» مشيرين إلى أن «العلاقات البحرينية الكويتية قائمة على أسس متينة من وشائج القربى والنسب»، إذ يقارب عدد الطلبة الكويتيين في البحرين نحو ألف طالب ملتحقين بأربع جامعات وهي جامعة الخليج العربي، (RCSI)، وجامعة البحرين، وجامعة الملكية للبنات. وتقول آمنة المهنا الطالبة في جامعة الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا جامعة البحرين الطبية (RCSI) تخصص طب بشري سنة ثالثة: «أنا طالبة كنت أدرس في بريطانيا، الزيارة الأولى لي لمملكة البحرين كانت وأنا طالبة في الجامعة الإيرلندية، ومنذ اللحظة الأولى أحببتها بقوة، فهي لا تختلف عن الكويت أبداً، وكل شخص يسألني عن الغربة والدراسة أكد له بأني ما شعرت بالغربة والوحدة للحظة بالعكس أشعر بأني بين أهلي وناسي».
وتضيف: «تعرفت على صديقات بحرينيات رأيت فيهن طيب الأصل ومواقف لا تنسى معي، ومنها موقف اشتعال النيران في المطبخ أثناء إعداد للطعام، ولله الحمد كان صديقاتي متجمعات بمسكني في شهر رمضان المبارك لتناول الفطور معاً، ومنذ اللحظة الأولى من الحريق على الفور بادروا بالاتصال برجال الدفاع المدني، وسيارة الإسعاف بسبب تعرضي لإصابة بسيطة، ورافقوني للمستشفى ولم يتركوني للحظة وأهلهم تناوبوا على زيارتي للاطمئنان على صحتي».
وتؤكد الطالبة آمنة مهنا أن «العلاقات الاجتماعية بصديقاتها رغم حداثتها لكنها قوية جداً، وتمتد لأسرهن التي تبادر بصورة دائمة للتواصل معي والاطمئنان علي، ودعوتي لزيارة منازل هذه الأسر والمبيت عندها وكأني إحدى بناتها»، قبل أن تتحدث عن «العلاقات البحرينية الكويتية التي لا يجمعها التاريخ المشترك والمشاريع الاقتصادية فقط بل وشائج النسب والقربى».
وعن أكثر شيء تفتقده في البحرين خلال تواجدها بالكويت، تقول آمنة: «اشتاق للهدوء والتكة البحرينية فمهما ترددنا على مطاعم بالكويت فإن الطعم مختلف في البحرين، وافتقد صديقاتي في الغبقات بشهر رمضان المبارك، وللزيارات والجمعات، وتوحشني قهوة حاجي بالمنامة، وطبعاً الأكلات البحرية وسمك الصافي تحديداً، ودائماً أشعر برغبة ملحة للعودة للبحرين في أسرع وقت، وحتى بعد التخرج مستحيل أقطع زيارتي لها، أنا أحب طيبة ناسها».
ولم يكن الطالب عبدالوهاب العبدالهادي تخصص طب سنة أولى في جامعة (RCSI) بمنأى عن سابقته، إذ بدأ الحديث كيف كان يدرس تخصص الصيدلة في أستراليا، وعند تغير رغبته في دراسة الطب كانت البحرين هي الخيار الأمثل لاحتضانها جامعات عريقة ومعروفة في هذا التخصص، إضافة إلى تقارب الحياة الاجتماعية والمعيشية بين البلدين «الكويت والبحرين».
وعن مشاعره حين دخوله البحرين للمرة الأولى، يقول: «في أول يوم دخلت البلد برفقة والدي لترتيب أموري الدراسية والحياتية، شعرت أن كل شيء فيها صغير، وبعد شهر تعودت وصرت أرى الأماكن بحجمها الطبيعي، والمميز أنك لا تشعر بأي اختلاف وكأنك في ديرتك الثانية ولا تحس بأي نوع من الغربة».
وأضاف: «أكثر شيء أحببته في البحرين الهدوء والحياة البسيطة والتفرغ لتطوير النفس، ومن الناحية الاجتماعية الأصدقاء يصيرون أهلاً بحيث تقضي أغلب يومك معهم»، قبل أن يستدرك: «في الكويت الربع ربع لكن البحرين كأنهم أهلك». وحول أصدقائه البحرينيين يقول عبدالوهاب «هم على تواصل دائم معي، ويوصوني بشكل مستمر في حال احتجت لشيء بأن أتصل بهم على الفور، وبالرغم من أني لم أتعرض لأي موقف حتى الآن لكني أثق تماماً بأنهم أهل فزعة». وبالنسبة للأشياء التي يفتقدها خلال تواجده لزيارة الأهل في الكويت قال: «أفتقد الحلوى البحرينية، صحيح أن أكل الكويت لذيذ لكن البحريني ألذ، وأشتاق لسوق المنامة وتحديداً مكتبة صوفيا التي تجمع بين التراث والعصرية، أما نقصتي «هديتي» لأصدقائي من الكويت فهي عادة قرص عقيلي وحلويات الشمالي، والله يديم المحبة بين الشعبين». آمال السبيعي طالبة سنة سادسة في جامعة الخليج العربي شاركت زملاءها الكثير فما يتعلق بتشابه الحياة بين مملكة البحرين ودولة الكويت وتقارب طبيعة الحياة والثقافة والعادات والتقاليد والإرث التاريخي والحضاري، «وهو ما يشعر الطالب بأنه بين أهله وناسه وانعدام الشعور بالغربة».
وتقول آمال السبيعي: «تخرجت من الثانوية العامة وكانت الخيارات المتاحة أمامي الالتحاق بالجامعات الخارجية كثيرة، لكن البحرين كانت الخيار الأول وتحديداً جامعة الخليج العربي لصيتها في المجال الأكاديمي وتخريجها دفعات من الأطباء والأخصائيين والمستشارين المعروفين على مستوى الكويت والوطن العربي، ناهيك عن أنها دولة خليجية وتتشابه فيها الحياة المعيشية والعادات والتقاليد مع بلدي الكويت».
ووفق للطالبة آمال: «الحياة الاجتماعية في البحرين بسيطة ومريحة جداً فخلال فترة بسيطة من قبولي في البعثة الدراسية وقدومي للمملكة كونت علاقات اجتماعية وصداقات بكل أريحية، جراء ما تتشارك فيه البحرين مع الكويت من طباع أهلها والعادات والتقاليد والمفاهيم بين الشعبين الذي تجمعهم علاقات قرابة وصلة أرحام». وأكدت السبيعي أن «الحياة في البحرين تتشابه كثيراً مع المعيشة في الكويت، والخلاف فقط البعد عن الأهل لمسافة لا تتجاوز خمس ساعات عن طريق البر طبعاً»، مشددة على أن «البحرين تتمتع بمستوى عالٍ من الأمن والأمان والهدوء وتميز أهلها بثقافة عالية ومجتمع مقارب جداً للكويت، لذلك الشعور بالغربة غير موجود لدى الطالب الكويتي فهو بين أهله».
وتضيف الطالبة آمال: «أول شيء أفتقده خلال تواجدي بالكويت هو أهل البحرين وهدوء المملكة وطيبة أهلها»، قبل أن تؤكد أن زيارتها للبحرين «ستكون دائمة حتى بعد التخرج».
أما عبدالله السلامة الطالب في السنة ثالثة بجامعة الخليج العربي، فقد اختار تخصص الطب البشري لأن شقيقته طالبة في الجامعة ذاتها، وقد تخرجت منها حديثها، وبسبب كثرة حديثها عن طيب أهل البحرين ولقربها من عادات وتقاليد شعب الكويت، فإن هذا ما شجعه على الدراسة فيها.
ويقول السلامة: «بعد التخرج من المرحلة الثانوية كانت هناك فرص لإكمال دراستي الجامعية في بريطانيا وأمريكا وكندا، لكنني قررت الدراسة في البحرين، فكلام أختي شجعني وحبها للبلد شجعني على اختيار جامعة الخليجي العربي».
وأضاف: «زرت البحرين مسبقاً أثناء وجود أختي للدراسة لمدة 3 أيام وحتى أسبوغ كانت فترة غير كافية كافية لاستكشاف جمالها، واليوم أؤكد بأن البحرين والكويت واحد والاختلاف في الاسم فقط، صحيح البحرين صغيرة على الخريطة لكنها كبيرة بإنجازاتها وتطورها وازدهارها في مختلف الأصعدة».
وأوضح: «لم أشعر بالغربة منذ اليوم الأول لتواجدي في البحرين وهي ساعدتني في صقل شخصيتي وشجعتني على الاعتماد على النفس، وأهلي مطمئنون خلال تواجدي في هذا البلد، لما أشعر به من أمان واستقرار وكأني في ديرتي».
ومن المواقف التي يستذكر فيها مساندة أصدقائه البحرينيين له، تحضر إلى ذاكرة عبدالله سؤاله لأحد أصدقائه عن محل لبيع الشماغ «الغترة» لحضور الاحتفالات الوطنية، ليفاجأ في اليوم التالي بصديقه يهديه الشماغ المطلوب، كما يسرد الطالب السلامة كيف أرشده صديقه لكراج قريب لتصليح سيارته، حيث يقول: لما علم صاحب الكراج بأني طالب كويتي خفض من سعر التصليح نحو ألف دينار، هذا الموقف لن يمحى من ذاكرتي وحتى اليوم ارفع يدي للدعاء لصاحب الكراج فهو صادر من شخص أصيل، وهو ما يدل على أن البحرينيين أصحاب مواقف مع أشقائهم الكويتين».
وأكد أن «البحرين تتمتع بالأمان، فكم مرة تركت سيارتي دون إقفال الأبواب بالساعات دون أن تتعرض للسرقة». وفيما يتعلق بأكثر الأشياء التي يفتقدها في البحرين عندما يكون بالكويت، قال «افتقد الحياة والمعيشة في البحرين والهدوء عند الساعة 12 بعد منتصف الليل لتدب الحياة مجدداً في ساعات الصباح، والآن صرت أحب الجلوس مع أهلي أكثر، ونادراً ما أخرج مع أصدقائي وهو عكس السابق، وحتى فترة شهر رمضان لم أحس بالفرق في البحرين، والشباب ما يقصرون بالنقصات».