هكذا تحققت رؤية الملك لازدهار الإسكان.. مدن شاملة آمنة مقاومة ومستدامة
من مدينة سلمان الأكبر والأكثر تطوراً حتى اليوم
سيد حسين القصاب
تثبيت الأمن والاستقرار في ربوع مملكة البحرين كان ومازال بفضل الرؤية الملكيّة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم التي أسهمت في مضاعفة وتيرة العمل التنموي بمزيد من البناء والازدهار، لزيادة المكتسبات والمنجزات، حيث كان المواطن محور تلك العملية التنمويّة، من خلال بناء منظومة مشاريع متكاملة هدفها الأول تحقيق الرفاه والعيش الكريم لأبناء هذا الوطن، وكان على رأس هذه المنظومة مشاريع الإسكان.
وارتكز ملف «الإسكان» على قمّة هرم تلك المشاريع التنمويّة، إذ جاءت التوجيهات الملكيّة السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم في 16 ديسمبر 2013 ببناء 40 ألف وحدة سكنية مكتملة المرافق والخدمات، وفي أقصر مدة ممكنة، وتسليمها لمستحقيها من أصحاب الطلبات الإسكانية، وذلك توفيراً للحياة الكريمة والبيئة المناسبة للمواطنين.
وجاء هذا التوجيه الملكي السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظّم، بالإضافة إلى الجهود الحثيثة لحكومة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء متوافقاً مع التزام المملكة التام بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والمتمثلة في الهدف رقم (11) القاضي بـ«جعل المدن ومواطن السكن البشرية شاملة وآمنة ومقاومة ومستدامة، يمكن للأطفال فيها الحصول على الخدمات الأساسية والتمتع بالهواء النظيف والمياه والشعور بالأمان للعب والتعلم والنمو».
وفور صدور الأمر السامي، شرعت حكومة البحرين بقيادةٍ ومتابعة حثيثة ودؤوبة من قبل صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في وضعِ خطة إسكانية متكاملة لتوفير 40 ألف وحدة سكنية في مختلف مدن ومشاريع البحرين الجديدة وفي مختلف محافظات المملكة.
وفي مدة زمنيّـة قصيرة مقارنة بحجـم الإنجاز الهائل، استقبل ملك البلاد المعظم، صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تاريخ 15 مارس 2022، حيث قام سموه بإطلاع حضـرة صاحب الجلالة المعظم علـى الإنجاز الكبير باستكمال تنفيذ أمر جلالته السامي الكريم بتوفير 40 ألف وحدة سـكنية.
ومن أبرز المدن الإسكانية هي مدينة سلمان، حيث تعتبر المدينة الأكبر والأكثر تطوراً في تاريخ الإسكان في مملكة البحرين، حيث تفضّل صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بوضع حجر الأساس لهذا المشروع في 3 أكتوبر 2002، ويوفر المشروع أكثر من 15 ألف وحدة سكنية مكتملة المرافق والخدمات على مساحة تمتد لأكثر من 740 هكتاراً، تقع على الساحل الشمالي الغربي لمملكة البحرين، كما إن المدينة تستوعب حالياً أكثر من 90 ألف نسمة.
ومن أهم ما حرصت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني عليه هو أن تكون مدينة سلمان بأغلب وحداتها السكنية مطلةً على مناطق خضراء في شكل متنزهات وحدائق وممرات مشاة، إضافة إلى مسارات للدراجات الهوائية على واجهة بحرية بمسافة 40 كيلومتراً بمناطق أغلبها متاحة لعامة السكان والزوار، وتوفر مدينة سلمان مجموعةً واسعة من المرافق المجتمعية والخدمية مثل المدارس والمساجد والمراكز الصحية والمكتبات، بالإضافة إلى مدينة رياضية متكاملة، وجميع هذه الخدمات متوزعة على مسافة متقاربة يمكن الوصول لها سيراً على الأقدام، كما تتوسط المدينة واحدة من أكبر الحدائق في مملكة البحرين، وقد استمر العمل على مشروع مدينة سلمان الإسكانية بشكل متواصل خلال الفترة من العام 2012 مع بدء المراحل الأولية للمشروع، وصولاً إلى تفضّل حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم بافتتاحه في العام 2018 وتسليم الوحدات للمستفيدين من أصحاب الطلبات الإسكانية.
وحظي جنوب مملكة البحرين بمشروعٍ إسكاني رائد وبمميزات توازي المميزات الموجودة في مدينة سلمان من حيث المساحة والموقع المتميز، وهذا المشروع هو مدينة خليفة في جنوب مملكة البحرين، الذي يضم قرى عسكر وجو والدور، وقد دشن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، هذا المشروع الرائد في نهاية عام 2017،على مساحة 734 هكتاراً ويوفر أكثر من 4600 وحدة سكنيّة، بالإضافة إلى الشقق والقسائم السكنية، ويتميز المشروع بموقع جغرافي ذي إطلالة بحريّة، ويمتدّ إلى طريق الملك حمد الذي يصل قرى المشروع الثلاث ببعضها، ويصل إلى درة البحرين في أقصى جنوب المملكة.
وتعتبر مدينة خليفة ثاني أكبر المشاريع الإسكانية التي عملت عليها حكومة البحرين بالقيادة المتميزة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتم تنفيذ المدينة على أربع مراحل من أجل التسريع في تسليم الوحدات السكنية لمستحقيها من أصحاب الطلبات الإسكانية، مع حرص صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ألا يقل مستوى الخدمات المقدمة في مدينة خليفة عن المستوى المتميز لمدينة سلمان، حيث توفر مدينة خليفة مستوى معيشياً مريحاً وهادئاً، لاحتوائها على المساحات الخضراء الشاسعة، ولأنها مخدمة بشبكة من الشوارع الرئيسة والفرعية الواسعة،كما تضم المدينة جميع الخدمات الضرورية التي يحتاجها السكان، إلى جانب عدد من المرافق والمنشآت الترفيهية والتجارية المتميزة.
واستكمالاً للتوجيهات الملكية السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم، في توفير المشاريع الإسكانية المتكاملة في جميع أنحاء المملكة، تواصلت الجهود الدؤوبة لحكومة مملكة البحرين في توفير السكن اللائق والملائم للمواطنين من أصحاب الطلبات الإسكانية، فكان نصيب محافظة العاصمة مشروع مدينة شرق سترة الإسكاني، الذي بدأ العمل به في نهاية العام 2020 على مساحة ممتدة على 253 هكتاراً، وتوفر أكثر من 3150 منزلاً بالإضافة إلى عدد من القسائم السكنية، ويضم المشروع كافةَ سبل الحياة الكريمة والرفاهية للقاطنين من خلال توفير عدد من المرافق الخدمية والمنشآت.
وتمتاز مدينة شرق سترة بالموقع الجغرافي المتميز والإطلالة البحرية كما في مدينة سلمان ومدينة خليفة، بالإضافة إلى تمتعها بعدد من المرافق والخدمات مثل المدارس الشاملة ورياض الأطفال والحدائق العامة وملاعب الأطفال ودور العبادة.
ولمحافظة المحرق نصيب من رعاية واهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم، وتوجيهات جلالته بتوفير الحياة الكريمة والبيئة المناسبة للمواطنين، فجاءت مدينة شرق الحد لتكون إحدى مدن البحرين الجديدة التي تتربع على مساحة 232 هكتاراً وتوفر نحو 2800 منزل بالإضافة إلى الشقق السكنية والقسائم، ويعد هذا المشروع من المشاريع الرائدة في تنمية وتطوير المدن الإسكانية في مملكة البحرين.
وتم وضع حجر الأساس لمدينة شرق الحد في العام 2013، حيث أناب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لحضور حفل وضع حجر الأساس للمشروع.
وبالنسبة إلى التسهيلات الإسكانية، فقد قدمت حكومة مملكةِ البحرين عدداً من التسهيلات لفئات مختلفة من الأسر البحرينية، والتي يأتي في مقدمتها برنامج «مزايا» الذي يعتبر مبادرة جديدة مقدمة من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، بالتعاون مع القطاع الخاص بقصد توفير السكن الاجتماعي للمواطنين، حيث تقوم فكرة البرنامج على قيام من تنطبق عليهم المعايير بشراء الوحدات السكنية عن طريق الحصول على التمويل اللازم من أحد البنوك المشاركة في البرنامج، بينما تقوم الحكومة بتوفير الدعم المالي للمواطن بسداد الفارق بين قيمة القسط الفعلي لمبلغ التمويل المحدد من البنك بما لا يتجاوز 25% من راتب المواطن كحد أقصى.
ويتيح البرنامج للمواطنين فرصة شراء وحدات سكنية بصورة فورية من القطاع الخاص دون الحاجة لانتظار المشاريع المبنيّة من قبل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، كما يتيح للمواطنين حرية اختيار وحداتهم السكنية من حيث الموقع والمساحة والمميزات، حيث يتم ذلك من خلال مشاريع شركات التطوير العقاري المعتمدة من قبل الوزارة.
وأطلقت الحكومة في الأول من أغسطس 2022، برنامج التمويلات الإسكانية الجديدة وبرنامج مزايا الفئة المستحدثة، وذلك تنفيذاً لرؤى وتطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، بتوفير الحلول الإسكانية الملائمة والمتميزة للمواطنين، حيث تمت إضافة برنامج تسهيل والذي يوفر 3 خيارات تمويلية إضافية وهي تسهيل عقاري تسهيل البيت العود، وأيضاً تسهيل تعاون، كما تضمن برنامج التمويلات الجديد رفع الحد الأدنى والحد الأقصى للتمويلات لخدمة شريحة أكبر من المواطنين المستفيدين، وأيضاً رفع سقف التمويلات الإسكانية المقدمة كدعم حكومي مباشر للمواطن.