بيدرسون يستبعد استئناف “الدستورية”: الصراع الإقليمي يخيم
قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون إن “شبح الصراع الإقليمي الكئيب” خيم على سوريا مرة أخرى، مشيرًا إلى أنه في ظل الظروف الحالية، لا توجد مؤشرات على استئناف عمل “اللجنة الدستورية” بسبب قضايا لا علاقة بها بسوريا.
وأضاف بيدرسون خلال كلمة له في مجلس الأمن، الخميس 25 من نيسان، أن الوضع في سوريا يشكل دافعًا للمضي قدمًا في تهيئة “بيئة آمنة وهادئة ومحايدة” بدء عملية سياسية من أجل الوصول لعودة آمنة وكريمة وطوعية للسوريين.
وأشار إلى أن أفضل ما بذله من جهود مع الآخرين بهدف معالجة هذه الأوضاع من خلال تدابير ملموسة من كلا الجانبين “لم تسفر بعد عن التغييرات المطلوبة”، وبدلًا من ذلك، يرغب المزيد من السوريين بمغادرة سوريا ومغادرة الدول المجاورة أيضًا مخاطرين بحياتهم على طرق محفوفة بالمخاطر.
المبعوث الخاص لسوريا اعتبر أن مزيجًا من خفض التصعيد، والاحتواء، والمساعدات الإنسانية التي يتم التوصل إليها من خلال ترتيبات جزئية، تسهم في تحسين الوضع، لكنها من غير الممكن أن تحقق الاستقرار في سوريا تمامًا كما لا تفعل في أي مكان آخر في المنطقة.
بيدرسون قال إن السوريين يحتاجون لرؤية مسار سياسي للخروج من “الصراع”، بما يتماشى مع القرار “2254”، وقد يكون “تجديد اللجنة الدستورية” جزءًا من هذا المسار، لكن رغم الجهود المكثفة، لا توجد مؤشرات على استئناف اجتماعات اللجنة بسبب “قضايا لا علاقة لها بسوريا”.
وأضاف، “إنني منفتح على أي مكان بديل لجنيف يحظى بإجماع الأطراف السورية والدولة المضيفة، ومشاركتي مستمرة في هذا الشأن، لكن في هذه الأثناء، أواصل الدعوة إلى استئناف الجلسات في جنيف كخيار انتقالي، وإلى قيام الأطراف بالتحضير من حيث الجوهر، بما في ذلك المقترحات الدستورية”.
وغاب الحديث عن عقد الجولة التاسعة من أعمال “اللجنة الدستورية”، بعد تصاعد واضح وموجة مكثفة من اللقاءات والتصريحات بهذا الصدد استمرت منذ نهاية شباط الماضي، عقب حديث سابق لبيدرسون قال فيه إنه سيوجه الدعوات لجولة تاسعة في نهاية نيسان، معربًا عن أمله في أن تستجيب الأطراف السورية بشكل إيجابي.
وأوضح حينها أن اللجنة لا تستطيع وحدها حل “النزاع”، والقرار “2254” يتطرق إلى جملة واسعة من القضايا، مع التذكير بالأفكار الواضحة الخاصة بتدابير بناء الثقة، “خطوة مقابل خطوة”، ومعالجة العناصر الأساسية للقرار “2254”.
اقرأ أيضًا: ضائعة بين الرياض وجنيف.. ما مصير “الدستورية التاسعة”
الصراع الإقليمي يخيم على سوريا
خلال كلمته في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قال بيدرسون إنه والأمين العام للأمم المتحدة، أدانا الضربات التي استهدفت مبنى دبلوماسي إيراني في دمشق مطلع الشهر الحالي الذي يُنسب على نطاق واسع إلى إسرائيل.
وأشار أيضًا إلى إدانة الأمين العام للهجمات التي شنتها إيران على إسرائيل في 13 من الشهر نفسه، في حين وردت تقارير عن مزيد من الهجمات بين الطرفين، إلى جانب أخرى طالت القواعد الأمريكية في شمال شرقي سوريا، نسبت إلى الجماعات مسلحة عراقية تعرّف بأنها مرتبطة بإيران، وفق بيدرسون.
المبعوث الخاص لسوريا قال إنه لا يشعر بالقلق بشأن التأثيرات الإقليمية والمخاطر الناجمة عن سوء التقدير والتصعيد وحسب، إنما يشعر بـ”قلق عميق” إزاء “الصراع” في سوريا نفسها، والذي لا يزال يفسد حياة الشعب السوري الذي طالت معاناته.
وأضاف أن أي إغراء لتجاهل أو مجرد احتواء “الصراع السوري” ذاته سيكون خطأ، مشيرًا إلى أن ما يحدث في سوريا “ليس صراعًا مجمدًا”، ولا يمكن الشعور بآثاره في سوريا فقط.
بيدرسون نوّه إلى أنه لا توجد علامات على هدوء في أي من مناطق سوريا، معتبرًا أن العنف لا يزال متصاعدًا، والأعمال العدائية لا تزال مشتعلة بشكل حاد، وأي منها يمكن أن يكون بمثابة إشعال حريق كبير جديد.
وأبدى المبعوث الأممي الخاص لسوريا قلقه إزاء هذه الدوامة “الخطيرة والمتصاعدة” من العنف، مشيرًا إلى أنه حذر منذ فترة طويلة من أن كثيرين يعاملون سوريا باعتبارها “مساحة حرة للجميع لتصفية الحسابات”.
وخلال كلمته في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قال بيدرسون إن الوضع الإنساني لا يزال “قاتمًا” كما كان دائمًا، مؤكدًا على الحاجة للوصول بجميع الوسائل، بما في ذلك عبر الحدود وعبر الخطوط لاستجابة إنسانية.
وناشد الجهات المانحة، التقليدية وغير التقليدية، لأن تقدم بسخاء للاستجابة الإنسانية، بما في ذلك برنامج التعافي المبكر، معتبرًا أن العقوبات الدولية على النظام السوري أثرت على السوريين.
ومنذ مطلع نيسان الحالي، شهدت سوريا تصعيدًا عسكريًا بين إسرائيل وإيران، إذ قصفت الأولى سفارة الأخيرة في حي المزة بالعاصمة دمشق، مخلفة قتلى من أبرز ضباط “الحرس الثوري الإيراني” وردت إيران بقصف الأراضي الإسرائيلية بمئات المسيّرات والصواريخ، لم تصل وجهتها، في حين عاودت تل أبيب الرد بقصف داخل سوريا، وآخر في إيران.
كما شهدت محافظة الحسكة استهدافات جديدة لقاعدة أمريكية بعد غياب استمر لأكثر من شهرين لهذه الاستهدافات في أعقاب هدوم أمريكي واسع النطاق طال مواقع ميليشيات إيرانية تقف خلف هذا النوع من الهجمات.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي