حرب غزة تشعل احتجاجات في الجامعات الأمريكية
اتسعت رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية الداعمة لفلسطين، والداعية لوقف فوري للحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأها طلاب جامعة كولومبيا، لتشمل لاحقًا أكثر من 20 حرمًا جامعيًا أمس الخميس.
وبحسب ما نشرته وكالة “أسوشيتد برس“، الخميس 25 من نيسان، فإن المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين تصاعدت في الجامعات الأمريكية، عقب حملة الاعتقالات والاعتداءات التي نفذتها الشرطة بحق عشرات المتظاهرين.
بدأت الاحتجاجات في 18 من نيسان الحالي، وامتدت، الخميس، إلى عدد من الجامعات، إذ وقعت مواجهات في جامعة ولاية أوهايو الأمريكية بين ضباط إنفاذ القانون والمتظاهرين، واستخدم الضباط القوة ضد الطلاب المؤيدين لفلسطين وضربهم وفق ما وثقه عدد من الطلبة.
وفي جامعة “هارفارد” أقام طلاب في الجامعة مخيمًا تضامنيًا مع غزة، وأغلقوا مبنى هارفارد يارد، لترد الجامعة بإيقاف الطلاب، بسبب دعمهم لفلسطين، بحسب فيديوهات ومعلومات نشرتها مواقع فلسطينية عن المحتجين.
وفي جامعة تكساس بولاية أوستن، تداول طلبة فيديو قالوا إنه لطالب مشارك في الاحتجاجات، قامت عناصر حفظ الأمن بإلقاء القبض عليه، بتهمة التعدي الجنائي، بعد محاولته إبلاغ المتظاهرين بكيفية التفرق سلميًا.
الاحتجاجات التي بدأت قبيل أيام بمطالبة طلاب جامعة “كولومبيا” بسحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقات مع إسرائيل، تطورت بعدها إلى مواجهات بعد استدعاء إدارة الجامعة الأمن لتفريق المظاهرات بالقوة.
وعقب هذا التصعيد في احتجاجات كولومبيا، خرجت رئيسة الجامعة، نعمت شفيق، لتعترف بأن استدعاءها الشرطة للتعامل مع الطلاب الداعمين لفلسطين أدى إلى تفاقم المشكلة، بحسب مانقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
واجتمعت شفيق بمجلس حكماء الجامعة لتبرير قرار طلبها استدعاء الشرطة، مؤكدة أنها لجأت لذلك، بعد رفض الطلاب نقل خيامهم إلى المكان المخصص للتظاهر، بشكل يخالف قواعد الجامعة.
وبحسب “بلومبيرغ“، تدعم الهيئة الإدارية لجامعة كولومبيا الرئيسة شفيق مع تصاعد المطالبات باستقالتها، ويدرس المجلس مقترحًا للتصويت على نوع العقوبة أو التوبيخ الذي سيوجه لشفيق، تخوفًا من أن يؤدي التصويت المتوقع بحجب الثقة عنها إلى إقالتها.
من جهتها، ألغت جامعة جنوب كاليفورنيا حفل التخرج الرئيس، بسبب مخاوف قالت إنها تتعلق بالسلامة بعد الاحتجاجات والاعتقالات وفق ما ذكرته “بلومبيرغ“.
أما في جامعة جورج واشنطن فقد نظم طلاب وقفات احتجاجية لدعم إسرائيل، داعين إلى إعادة الأسرى الذين تحتجزهم “حماس” وفق ما ذكره موقع “أكسيوس” الأمريكي.
من جانب آخر، أثارت حملات القمع التي استهدفت أعدادًا من المتظاهرين من طلاب ومدرسين في الجامعات الأمريكية المشاركة في التظاهرات الداعمة لفلسطين جدلًا حول حرية التعبير والتجمع في البلاد التي يكفلها الدستور الأمريكي، خصوصًا عقب تلويح زعيم الحزب “الجمهوري” رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، بنشر قوات الحرس الوطني في الجامعات لقمع هذه المظاهرات إذا استدعت الحاجة، لاستعادة النظام، ووقف السلوكيات المعادية للسامية وفق قوله.
وامتدت الاحتجاجات الخميس في الجامعات الأمريكية إلى بلدان أخرى، بدأت بإقامة عشرات الطلاب في معهد العلوم السياسية في فرنسا مخيمًا بالحرم الجامعي للتظاهر ضد الهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة، علقت الجامعة على إثره الدراسة في الكلية.
كما انضم، الخميس 25 من نيسان،طلاب جامعة “السوربون” الفرنسية إلى الاحتجاجات، رافعين شعارات تدعو إلى فلسطين حرة، وإلى وقف فوري للحرب الإسرائيلية على غزة ووقف الدعم الأمريكي لإسرائيل في هذه الحرب.
ووصلت أصداء الاحتجاجات المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة إلى إسرائيل، ليعلق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بتعبيره عن قلقه إزاء هذه التحركات التي وصفها بالمعاداة للسامية، مضيفًا أنها تعيد للأذهان ما حدث في الجامعات الألمانية في الثلاثينيات ضد اليهود، مضيفًا أنه لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف اليدين.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي