“البنتاجون”: نراقب محاولات إيران توسيع نفوذها شرقي سوريا
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إنها تراقب مساعي إيران لتدريب مقاتلين ومجموعات في سبيل توسيع نفوذها بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة أمريكيًا شمال شرقي سوريا.
وخلال مؤتمر صحفي للسكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، بات رايدر، الخميس 9 من أيار، قال إن الطريقة التي تدير فيها إيران أعمالها هي تدريب المجموعات الوكيلة والتأثير عليها في إطار سياستها الخارجية الهادفة لطرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.
وأضاف أن هدف طهران من إزاحة واشنطن من المنطقة هو إتاحة المجال لتنفيذ ما ترغب به إيران في المنطقة “دون رادع”، وأن مساعي إيران هذه هي مسار تواصل الولايات المتحدة مراقبته.
حديث رايدر جاء إجابة عن سؤال طرحه صحفي خلال المؤتمر حول سعي إيران لتوسيع نفوذها، من خلال الاستعانة بالعشائر المحلية، لتأسيس بعض الجماعات الوكيلة لها.
وأضاف السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون” أن من المهم، من وجهة نظر الولايات المتحدة، عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، أن تحترم سيادة البلدان التي تعمل معها، على عكس بعض هذه المجموعات الوكيلة (الميليشيات الموالية لإيران)، التي دمجت نفسها في هذه الدول.
وعندما يتعلق الأمر بالمساحات المكشوفة مثل سوريا، ستواصل واشنطن التركيز أولًا على مهمة هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكنها ستحافظ أيضًا على الوعي بالتهديدات الإقليمية الأوسع نطاقًا، لمنع المواقف المستقبلية المحتملة التي قد تؤدي إلى تهديد الأفراد الأمريكيين أو حلفائهم في المنطقة.
ولدى الولايات المتحدة تصور، أُعلن عنه سابقًا، أن وكلاء إيران يستغلون “الحرب” الدائرة في غزة لدفع أمريكا نحو الانسحاب من سوريا والعراق.
وكان السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون“، بات رايدر، قال، في 27 من تشرين الثاني 2023، إن وكلاء إيران يحاولون الاستفادة من الحرب في غزة لتحقيق أهدافهم الخاصة.
وفي حالة العراق وسوريا، تطمح هذه الجماعات منذ فترة طويلة لرؤية القوات الأمريكية تغادر، وفق رايدر، مشيرًا إلى أن وجود قوات بلاده في العراق جاء بدعوة من الحكومة العراقية، ويركز فقط على هزيمة تنظيم “الدولة”، دون الإشارة إلى مبررات انتشارها في سوريا.
رايدر اعتبر أن الحرب الدائرة في فلسطين تم احتواؤها، لكن وكلاء إيران مستمرون بمحاولات استغلال الموقف.
إيرات تغلغلت شرقي سوريا
منتصف عام 2023، نشبت مواجهات مسلحة في دير الزور بين عشائر من المحافظة و”قسد”، ودعا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى التهدئة ووضع نهاية للاشتباكات لكنه لم يتخذ خطوات عملية للتهدئة.
وقال التحالف عبر بيان، إن قوة المهام المشتركة في “عملية العزم الصلب” تراقب الأحداث في شمال شرقي سوريا عن كثب، بينما لا يزال تركيز العمل مع “قسد” لضمان محاربة التنظيم.
وفي تقرير سابق أعدته نهاية العام الماضي، قال الباحث في مركز “عمران للدراسات” سامر الأحمر، إن التحالف الدولي تعامل مع المشكلة في دير الزور على أنها “مشكلة داخلية بين مكونات (قسد)”، وفضّل عدم التدخل، بينما حاولت “قسد” جمع وجهاء عشائر من الموالين لها مع التحالف الدولي، لإيصال الرسالة التي تريدها، وهي ليست الرسائل الحقيقية التي يحملها أبناء العشائر.
وأشار إلى أن إيران تعمل على حصر ساحة الصراع بينها وبين الولايات المتحدة اليوم في المنطقة الممتدة بين محافظة دير الزور والحسكة بالشكل الذي كانت عليه في العراق سابقًا، وتمكنت طهران من إدخال خلايا أمنية تتبع لها نحو المنطقة نفسها، بحسب الباحث.
الباحث يرى أن إيران بدأت تتحرك في المنطقة لتحويلها إلى ما يشبه “ساحة صراع” مع الولايات المتحدة، وهو ما يجب على التحالف الدولي أخذه بعين الاعتبار.
وأضاف أن هذا النوع من المخاطر لا يمكن تجنبه إلا عن طريق كسب الحاضنة الشعبية، وليس عن طريق قصف المنازل بالأسلحة الثقيلة، وتنفيذ حملات الاعتقال التي تجريها “قسد” منذ أشهر بمحافظة دير الزور.
اقرأ أيضًا: مخاوف قديمة تغذي خلاف عشائر دير الزور و”قسد”
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي