اخبار البحرين

جرار لـ «الوطن»: حرية الصحافة والإعلام مقترنة بالحفاظ على أمن الدولة وأسرارها

وليد صبري


إعلام البحرين موضوعي ومميز.. ولا مكان فيه للتضليل والتجييش

“لا حرية لصحفي إذا تعارضت حريته مع أمن الدولة وأسرارها” بهذه الكلمات اختصر الكاتب والمحلل السياسي والمتخصص في دراسات السلام وفي الشؤون الأمريكية والشرق أوسطية، وقضايا مكافحة الإرهاب، وتعزيز حوار الأديان بشار جرار العلاقة بين حرية الصحافة والحفاظ على أمن وأسرار الدولة، قبل أن يؤكد أن وصف “الموضوعي والمميز” ينطبق على الإعلام البحريني ومن ضمنه صحيفة “الوطن”، التي لا يمكن أن يوجد فيها وبمجمل إعلام البحرين أي خبر يعتمد على التضليل أو التجييش.

جرار الذي باح بالكثير عن تفاصيل وأسرار ومعايير مهنة الصحفي والعمل الإعلامي عموماً في حوار خاص مع “الوطن” أسهب بالحديث عن الرسالة الصحفية ومهامها في خدمة المجتمع من خلال الكلمة، موضحاً أن هناك تدريباً خاصاً للصحفيين في الديمقراطيات الغربية خاصة في أمريكا، لتأهيل صحفيين قادرين على جعل حرية الرأي والكتابة ة بالأمانة والمسؤولية، بحيث يكون لزاماً على كل صحفي أو وسيلة إعلام أن تدرس الخبر، والكيفية التي سوف يتلقيه بها القارئ”.

وقال جرار: “من واجب الصحفي أن يعود إلى المصادر، وهذا ليس فيه تقييد للحرية، وبالتالي لا حرية للصحفي إذا تعارضت حريته مع أمن الدولة، لأن الصحافة تخدم الجمهور، والجمهور جزء من الشعب، والشعب هو المكون الأساسي للدولة، ولذلك نجد في الصحافة الغربية والأمريكية التنوع وليس هذا فقط نحن كصحافة ومع الحكومة يداً بيد نخدم الدولة”.

وحول مواجهة الأخبار الزائفة، قال جرار إن “حملات التضليل لا تقتصر فقط على الجانب السياسي، ولكن لها علاقة بكل شيء في حياتنا”، موضحاً أن “برنامج الدبلوماسية العامة للخارجية الأمريكية بالتعاون بين السفارة الأمريكية وعدد من المؤسسات الوطنية البحرينية يركز على معادلة الصحافة القوية القادرة باعتماد منهجية علمية على مكافحة التضليل وكشف الأخبار المزيفة”.

وفيما يخص تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة، رأى جرار أنها “مثل أي تقنية لدينا الإجابتين، الإيجابية، أو السلبية، والإنسان معرض للإجابتين، فالجاهل عدو نفسه، والإنسان يخاف مما يجهل، لذلك لابد من التعرف إلى تلك التقنية الجديدة”، قبل أن يؤكد أن “الصحافة الورقية باقية، وليست إلى زوال ولكن يجب أن تطور من نفسها”.

وعن العلاقات البحرينية الأمريكية، قال جرار إن “هناك مكانة خاصة للبحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية جراء العلاقات التاريخية، ولدور المملكة على الصعيد الإقليمي في الملفات الكبرى خاصة ما يتعلق بالأمن والسلام والتنمية ونشر قيم الديمقراطية”.

وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
هل لنا أن نتطرق إلى زيارتكم للبحرين؟

بداية أتشرف بزيارتي للبحرين، والفضل فيها يعود إلى طبيعة التعاون القائم بين حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بالسفارة الأمريكية في مملكة البحرين، مع الدول الصديقة في العالم، وبينها بطبيعة الحال مملكة البحرين، خاصة وأن لها مكانة خاصة في العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي لها مكانة خاصة أيضاً لدورها على الصعيد الإقليمي في الملفات الكبرى خاصة ما يتعلق بالأمن والسلام والتنمية ونشر قيم الديمقراطية وهي تعبير عن الدور والمهمة الأولى للدبلوماسية ومنها الدبلوماسية الأمريكية، حيث أشارك في برنامج الدبلوماسية العامة للخارجية الأمريكية وهذا هو ميزة هذا البرنامج والقائم على أساس أن الدبلوماسية ليست فقط حواراً بين حكومات ولكن هو حوار بين الناس والأكثر قدرة على التعبير عن هذا الحوار هما الناس الذين من ذوي الاختصاص بمعنى أنه من ضمن البرامج الموجودة في الدبلوماسية العامة هو دعوة المتحدث باختصاصه وقد تكون الدعوة مثلاً لها علاقة بـ”الفورمولا 1″ والإعلام الرياضي في مملكة البحرين يهتم بهذا الحدث الكبير الذي يهم فئة الشباب بالدرجة الأولى ومعروف في المنطقة هي الأكبر، وقد يكون استقطاب متخصص في الإعلام الرياضي، في هذه الحالة يكون الشغل الشاغل هو مواجهة الأخبار الزائفة وحملات التضليل وهذه لا تقتصر فقط على الجانب السياسي ولكن لها علاقة بكل شيء في حياتنا، فعلى سبيل المثال ربما نجد أدوية مزيفة ولها أخبار مزيفة ضمن حملات تضليل قد يكون وراءها مصالح وهي التي تروج على نحو خاطئ لدواء معين، ودوري أنا الآن من خلال هذا البرنامج وبالتعاون بين السفارة الأمريكية وعدد من المؤسسات ذات العلاقة في البحرين وجميعها وطنية وبحرينية، دوري هو التركيز على معادلة الصحافة القوية القادرة باعتماد منهجية علمية على مكافحة التضليل وكشف الأخبار المزيفة، وهذه هي الرسالة.

من وجهة نظركم كيف يمكن مواجهة الأخبار المزيفة؟
نوعاً للمقارنة التي استخدمتها، هي استذكار واستدعاء لتجربة نتمنى من الله أن لا ترجع مرة أخرى، ألا وهي جائحة كورونا (كوفيد19)، وهي الأزمة التي مرت بها البشرية كلها، وهذا يؤدي إلى أن التحديات ليس لها علاقة بالحدود وليس لها علاقة بالثقافات، لذلك نجد أن كل البشرية توحدت حينها من أجل التعامل مع هذا الفيروس الشرس، ووجدنا أن أفضل طريقة للتعامل مع تلك الأزمة أن تكون وقائياً، وكيف تحسن مناعتك الذاتية لمواجهة هذا الفيروس، وبالتالي، الأخبار الكاذبة أساسها شائعات، وحملات التضليل أساسها معلومات تبدو أنها صحيحة ولكنها مزيفة كلياً، وأنا كإعلامي الهدف هو نشر ثقافة وتوعية إعلامية بحيث إن المتلقي والمشاهد والمستمع والقارئ يكون لديه من المعرفة القادرة على التمييز بين الخبر الصحيح والخبر المزيف، بين الخبر الذي يعتمد على عناصر الخبر في عرض الأخبار أو البرامج وبين الحملات التي تقوم على التحريض وهدفها التلاعب وتضليل وعي الناس والمجتمع وهذا هو الدور الأساسي الذي نحاول أن نواجهه.

إلى أي مدى يكون دور الصحافة مؤثراً ويدفع في الاتجاه الصحيح ويحمي القارئ من الأخبار المزيفة؟
ما زلت أذكر في عملي قبل نحو 35 عاماً، كيف أن استفدت من برامج الدبلوماسية العامة الأمريكية في برنامج اسمه “الزائر الدولي” وكنت أذكر أن هذا كان من ضمن الأسئلة التي كنت أسألها في ذلك الحين لمن كانوا يستضيفونا، وكنا 17 دولة من العالم، ومن الدول العربية كنت أنا وآخر من دولة خليجية وكان هذا هو السؤال، كيف تقيم أمريكا وهي الرائدة في الحريات بشكل عام والحريات الصحفية بوجه خاص، كيف تقيم تجاربنا، ودائماً الإجابة التي أعتقد بعد 3 عقود هو كيف أن تكون لك علاقة بجمهورك وكيف تكسب المصداقية والتي تؤدي إلى أن تكون مصدراً موثوقاً للأخبار والمعلومات، وما وجدته في البحرين أنه كان مميزاً، لذلك أنا أعتبر الإعلام البحريني مميزاً وأنا أتحدث بمنتهى الموضوعية في المحلية وهذه ميزة واضحة، حيث اطلعت على صحف بحرينية ومنها صحيفة “الوطن” وتابعت تلفزيون البحرين حيث كان التركيز دائماً على القصة المحلية، وقبل أن التقي بكم كنت أتابع تلفزيون البحرين وهو يعرض حملة تتعلق بالإقلاع عن التدخين، والعنوان الذي كان منشوراً على الشاشة هو “شمس البحرين”، فقد شعرت أن المذيعة وكأنها تتحدث معي، كوني أنا مدخن سابق، وكل ما كانت تسرده من معلومات، أذكر أنني شعرت بها ومرت علي في يوم من الأيام، وبالتالي، يتميز الإعلام البحريني بارتباطه بالمحلية، والمصداقية، أنك لا تجد أي خبر يعتمد على التضليل أو التجييش، فهو حديث يلامس القلب لكن دون تجييش للمشاعر، أو الأدلجة الفكرية.

الآن فيما يتعلق ببعض الأمور الفنية، كون أن هناك كاميرا تكون مسلطة عليك أو علينا فهي مسائل فنية، وإذا زرت البحرين بعد عامين ربما أجد تغييراً في التقنيات المستخدمة في عرض برنامج “شمس البحرين”، لكن المهم في الأمر، هو أن الحديث كان يخاطب المواطن البحريني وبدائرة أكبر الخليجي، ثم العربي، والشرق أوسطي، لأن هؤلاء مدخنون بالفعل. وبالتالي عندما أستمع لتلك القصة فأنا أقول إنها تعنيني في المقام الأول لأنها تعني صحتي وتعني حياتي.

ما هي أكبر التحديات التي تواجه الصحافة بوجه عام والصحافة العربية بوجه خاص؟
المشكلة تكمن في تعريف الصحافة، من هو الصحفي؟ الصحفي هو خادم مثله مثل الطبيب والمزارع والبائع والتاجر، هو عنده خدمة يقدمها أو سلعة يعرضها، لذلك دائماً نقول مصطلح “WORD SERVICE”، وبالتالي دائماً نقول إن كل شيء يبدأ بالفكرة، فإذا كنت دولة ديمقراطية منفتحة فأنت لا تحتكر المال ولا تحتكر الخدمات، فوزارة الصحة ليس بالضرورة أن تعالج كل المرضى، وليس فقط وزارة الإعلام التي تحتكر كل شيء، فهي تتيح للقطاع الخاص، على سبيل المثال، عندما سألت عن جمعية الصحفيين البحرينية، قالوا لي إنها تمثل الصحفيين بمعنى التركيز على الصحفي وليس على أنه يعمل لدى قطاع عام أو قطاع خاص، وبالتالي الكلمة مثل المؤثرات الصوتية، فهي أمانة، وكذلك الصحفي، مثل الطبيب، فإذا كان هناك مريض ويتطلب إجراء جراحة، لا يسأل الطبيب عن المريض من أي جنسية أو من أي طائفة أو من أي دين، وبالتالي هو يقدم الخدمة الطبية، وكذلك الصحفي هو يقدم الخدمة الصحفية ودورنا كصحفيين أننا نقدم نفس الشيء، نقدم الخدمة الصحفية، ونتيح المعلومة الصحيحة للقارئ، بمنتهى الحيادية والعدالة وبدون خوف، وبالتالي من يتابع مضمون التقرير الصحفي أو الحوار أو اللقاء الذي أقدمه هناك ما يثبت صحة المعلومات المذكورة وبالتالي يثق فيك المتابع، ويشعر بأنه في أيدٍ أمينة، وهذه مهمة جداً أنه كصحفي لا يرضى أبداً على ضميره المهني أن يكون مسوقاً فهو مثل الجندي في المعركة، وبالتالي لابد أن يكون مهنياً. وبالأساس يخدم الصحفي ضميره المهني.

من أبرز التحديات التي تواجه الصحافة ما يتعلق بالعلاقة مع السلطة، ثانياً، العلاقة مع رأس المال، ثالثاً، هل أنت تقود وتخدم الجمهور أم تدخل وتقع ضحية ثقافة القطيع، وهل تستطيع أن تقول الحقيقة وتكون جريئاً وقادراً على ذلك حتى ولو كنت أنت الوحيد القادر على ذلك، بمعنى لو كل الناس يتحدثون عن أن التدخين، فعلى سبيل المثال، الآن، التدخين رائج، وفي بعض الدول العربية ينتشر بطريقة كبيرة، لكن عندما تعيش في دولة أخرى، وبيئة أخرى، تضع ضوابط له، بالتأكيد سوف تمتنع عنه، وبالتالي هذه هي مشكلة الصحفي، فمن قام بتعييني كصحفي هو رئيس حزب أو شخص نافذ في الدولة، أو حزب معين أو جماعة دينية معينة، أو جماعة عرقية معينة، أنا سوف أمنح الولاء لهذا الشخص أو تلك الجماعة، لأنه هو من يعطيني راتبي، وبالتالي الصحفي المستقل، عليه أن يتحرر مالياً، وثانياً، وهي الأهم، لابد أن يطلع على لغات وثقافات أخرى، وبالتالي على الصحفي أن يجيد لغات وثقافات أخرى، فعلى الصحفي ألا يكتفي بأنه متقن للغة العربية فقط، بل عليه أن يكون ماهراً في اللغة الإنجليزية ومطلعاً عليها، وكذلك اللغة الفرنسية وغيرها، لأن ذلك يفتح للصحفي آفاقاً أخرى وجديدة وتقرأ كيف الصحفي زميلك في المملكة المتحدة أو ألمانيا أو فرنسا أو اليابان كيف يفكر، وذلك حتى يحمي الصحفي نفسه من أن يعيش في عقلية الحصن، وأسير ثقافة أو عرق أو غير ذلك وكأنني أنا مركز الكون، فأنا لست مركز الكون؟

ما هو الفارق بين الصحافة العربية والصحافة الغربية؟
من يملك الصناعة هو من يصدر أولاً، إذا صناعة الصحافة متطورة بأدواتها الموضوعية، فهناك فرق بين قناة أو شركة أو شبكة أخبار عندها مائة صحفي موجود في كل أنحاد العالم، ولديها ديسك متطور ومتخصص في قضايا الشرق الأوسط، فعندما زرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، وشبكة “سي إن إن الأمريكية الإخبارية، وجدت أن لديهما ديسك مختص بمنطقة الشرق الأوسط، وداخل هذه المجموعة هناك ديسك خاص بمنطقة الخليج العربي، وداخله ديسك متخصص في البحرين، فكلما كان هناك تخصص في الصحافة كلما كانت قادرة أكثر على أن تكون مقنعة للجمهور، فعندما يكون لديك مشكلة ويكون عندك قيود فكرية وتقيد الإعلام وتقيد نشر خبر معين، سوف يسبق إليها البعيد وهو من وراء البحار لنشر المعلومة أو الخبر، ليس لأنه أفضل منك كصحفي لكن لأن لديه الحرية في نشر المعلومة والخبر، وفي الحصول على المعلومة، وفي التحدث مع مصادر المعلومات، والسرعة التقنية في نقل الأخبار، وبالتالي من يملك الرواية والسردية الأولى هو من يتفوق لو كان لديه الحرية في نشر تلك الرواية أو السردية، وبالتالي لابد أن تكون على الخارطة الإعلامية، والجمهور هنا هو الحكم، وسوف يحدد إن كانت لديك مصداقية أم لا، فأنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة “فيسبوك”، و”إنستغرام” و”إكس”، تستطيع أن تسبق الآخرين.

وبالتالي ما يميز الصحافة الغربية عن الصحافة العربية أنه يعمل كصحفي وليس كموظف دعائي عند جهة حكومية أو دينية أو حزبية أو سياسية، بالإضافة إلى الاطلاع والتدريب والتعليم، والتمرين، ومن ضمن البرامج التي تعرضها وزارة الخارجية الأمريكية في برنامج الدبلوماسية العامة، هو تمرين خبراء في اختصاصات مختلفة وليس الإعلام فقط، فهناك فارق بين شخص يدخل الصحافة والإعلام ويؤمن برسالة الصحافة، وبعد الرسالة ننتقل إلى المهنة، وهناك في المهنة فارق بين المحترف وغير المحترف، فعلى سبيل المثال لو أن هناك سائق محترف يقود سيارة دفع رباعي أو سيارة بسيطة، سوف نكتشف أن مهارة القيادة هناك واحدة، لأنه يجب أن يكون مدركا لقواعد وقوانين السير، ويحترم القوانين، وبالتالي إذا لم يكن عندنا أدب الحوار لن نصل إلى نتيجة، وبعد ذلك نصل إلى النقطة الأخيرة، وهي ما دورك الأساسي كصحافي؟ هذه العناصر الثلاثة في الصحافة الغربية بعمومها والصحافة الأمريكية خاصة، متقدمة كثيراً عن الصحافة العربية للأسف، لأن كل أدوات الإبداع موجودة في الثقافة العربية، في الصحافة العربية، فعلى سبيل المثال، لدينا لغة عظيمة هي اللغة العربية، ولدينا شباب متقد ولديه حيوية ولدينا قيادات سياسية في كل المنطقة تؤمن إيمانا شديدا بحرية الإعلام والصحافة وتود أن يكون هناك الصحافة الحقيقية.

ما مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة؟
مثل أي تقنية لدينا الإجابتين، الإيجابية، أو السلبية، والإنسان معرض للإجابتين، فالجاهل عدو نفسه، والإنسان يخاف مما يجهل، لذلك لابد من التعرف إلى تلك التقنية الجديدة، وأذكر حتى الآن عندما تم تحويل قاعة الأخبار في الأردن إلى قاعة غير ورقية، كلنا استغربنا، المهنة واحدة، والذكاء واحد، فقط لديك تقنية تعد خادم الخادم.

هل تعتقد أن الصحافة الورقية باقية أم إلى زوال؟
الصحافة الورقية باقية، وليست إلى زوال ولكن يجب أن تطور من نفسها، وذات علاقة أكثر بالجمهور، وبالتالي من يستخدم الإنستغرام أو “إكس”، لن يكتفي بعبارة أو عبارتين، في هذه الحالة القارئ يريد التفاصيل، فعلى سبيل المثال، سباق “الفورمولا 1″، لو تحدثت أنت كصحفي عنها في الصحيفة الورقية لديكم، لن تتحدث فقط عن كونها سباق سيارات، بل لها علاقة بالسياحة، وصورة ومكانة البحرين، ولع الشباب البحرين والخليجي بهذا السباق، وبالتالي هناك عمق آخر للملف سوف تتحدث عنه الصحيفة الورقية أكثر مما تناوله في وسائل التواصل الاجتماعي خاصة إنستغرام وإكس.

هل تتعارض حرية الصحافة مع الحفاظ على أمن وأسرار الدولة؟
هذا سؤال مهم جداً وهناك تدريب خاص به، الصحافة هي رسالة ومهمتك أن تخدم المجتمع من خلال الكلمة، وهنا الحرية ة بالأمانة والمسؤولية، وعندما أشرع في نشر خبر، لابد أن أدرس هذا الخبر، كيف سوف يتلقيه القارئ، إذا كان الموضوع يتعلق بحريق، فأنا لابد أن أتحدث مع الدفاع المدني، ففي أمريكا هو عمل تطوعي وليس هناك راتب، ولكن في دول أخرى عنصر الدفاع المدني يتلقى راتباً حكومياً، والمعلومة التي سوف أحصل عليها من شخص يمارس العمل الميداني يجب أن أمررها عبر المختصين حتى يأخذوا القرار بأنه هل تبث بالطريقة التي سوف تنشرها أم هم لديهم تفاصيل أخرى؟ وهذا من واجب الصحفي لأنه يجب أن يعود إلى المصادر، وهذا ليس فيه تقييد للحرية، وبالتالي لا حرية للصحفي إذا تعارضت مع أمن الدولة، وأنا شخصياً أؤمن بذلك بل وأتقيد به، لأن الصحافة تخدم الجمهور، والجمهور جزء من الشعب، والشعب هو المكون الأساسي للدولة، ولذلك نجد في الصحافة الغربية والأمريكية التنوع وليس هذا فقط نحن كصحافة ومع الحكومة يداً بيد نخدم الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *