الملك ترأس 4 قمم ناجحة ومثمرة لمجلس التعاون
محمد نصر الدين
البحرين من أولى الدول الداعية لتأسيس المجلس
ترتبط مملكة البحرين بروابط أخوية تاريخيّة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تجمع بين شعوب ودول المجلس أواصر الدم والنسب ووشائج القربى ووحدة الهدف والمصير والمصالح المشتركة.
ويأتي تعزيز علاقات مملكة البحرين بأشقائها في دول مجلس التعاون في صدارة اهتمامات وأولويات السياسة الخارجية والدبلوماسية البحرينية في ضوء الروابط الأخوية والتاريخية التي تربط المملكة بأشقائها الخليجيين، وعلى اعتبار أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تمثل العمق الاستراتيجي والامتداد الطبيعي والحيوي لمملكة البحرين.
وقد كانت مملكة البحرين من أولى الدول التي دعت إلى إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، وهي من المؤسسين له، وقدمت البحرين منذ إنشاء المجلس كل أنواع الدعم والمساندة لتطوير المجلس وتفعيل آلياته، باعتباره دعامة أساسية للدول الأعضاء.
وتعمل مملكة البحرين دائماً من منطلق مبادئ الميثاق والدستور على دعم مجلس التعاون كخيار استراتيجي، ومساندة القضايا العادلة للدول الشقيقة الأعضاء فيه، باعتبار أن أمن ورفاه البحرين جزء لا يتجزأ من أمن ورفاه دول الخليج الأخرى.
ومن هذا المنطلق يحرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم على المشاركة في جميع قمم المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون، وقد تولى جلالته رئاسة مجلس التعاون في 4 دورات منذ تولي جلالته مقاليد الحكم في عام 1999، وكانت أولها في عام 2000 في الدورة الحادية والعشرين لقمة مجلس التعاون، والتي كانت أول قمة تعقد في البحرين في عهد جلالته، كما ترأس جلالته القمة الخليجية الخامسة والعشرين التي استضافتها مملكة البحرين في عام 2004، وترأس جلالته كذلك القمة الخليجية الثالثة والثلاثين التي استضافتها البحرين في عام 2012، وكانت آخر القمم التي عقدت في مملكة البحرين القمة الخليجية السابعة والثلاثين التي استضافتها المملكة برئاسة جلالة الملك عام 2016، وعقدت على هامشها القمة الخليجية البريطانية 2016 بحضور رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك تيريزا ماي، وكان لرئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم لهذه القمم المهمة ومشاركاته في كافة القمم الخليجية الأخرى أثر كبير في التوصل إلى العديد من المقررات المهمة لتحقيق المصالح المشتركة وتعميم الخير والنفع لكافة أبناء وشعوب دول مجلس التعاون، والتأكيد على جهود المملكة الحثيثة والمتواصلة لتفعيل مجلس التعاون الخليجي ودعم مسيرته بما يلبي التطلعات والطموحات الشعبية لدول مجلس التعاون الخليجي.
وعلى مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، قاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم جهوداً كبيرة وسياسة خارجية نشطة على المستوى الخليجي بهدف التنسيق والتعاون مع دول مجلس التعاون الشقيقة في المجالات كافة، حيث يحرص جلالة الملك المعظم على التواصل والتشاور الدائم مع أشقائه قادة دول مجلس التعاون من خلال القيام بزيارات أخوية دائمة لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، وسلطنة عمان، ودولة قطر، حيث أقام جلالته منذ توليه مقاليد الحكم علاقات وثيقة مع قادة الدول الخليجية الشقيقة، كما يستقبل جلالته أشقاءه القادة في مملكة البحرين، وتتضمن كل هذه اللقاءات والزيارات الأخوية المتبادلة البحث والتشاور الدائم في كل ما من شأنه خير وصالح بلدان وشعوب مجلس التعاون. وتحظى علاقات مملكة البحرين مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية باهتمام كبير من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم بدعم ومؤازرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفي إطار العلاقات الأخوية الوثيقة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، حيث تعتبر مملكة البحرين المملكة العربية السعودية الشقيقة عمقها الاستراتيجي الرئيسي، والركيزة الأساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، في ضوء ما تتمتع به من ثقل ومكانة متميزة على الساحتين العربية والإسلامية، فضلاً على العلاقات الأخوية والمصير المشترك الذي يربط المملكتين. كما تعتبر علاقات مملكة البحرين مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة نموذجاً يحتذى في العمل الخليجي والعربي المشترك، في ظل العلاقات الودية والأخوية التي تجمع بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وحرصهما المشترك على تطوير وتنمية أوجه التعاون بين البلدين في المجالات كافة. فضلاً على ما يجمع البلدين من العديد من القواسم الحضارية والاجتماعية والثقافية المشتركة والتي تشكل إطاراً مهماً لتفعيل العلاقات الثنائية على كافة المستويات وفي مختلف المجالات.
وتتميز علاقات مملكة البحرين مع دولة الكويت الشقيقة بوشائج القربى وتقارب العادات والتقاليد والثقافة بين البلدين، وبالحرص الدائم على تعزيزها وتنميتها في ظل العلاقات الأخوية الوثيقة بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.
وتعد العلاقات بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان نموذجاً للعلاقات الخليجية المتميزة والمتأصلة التي يحرص جلالة الملك المعظم وحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عمان على تعزيزها والارتقاء بها على الدوام. كما تعتبر العلاقات بين مملكة البحرين ودولة قطر نموذجاً للعلاقات الأخوية في ظل ما يربط البلدين والشعبين من علاقات تاريخية وفي ظل حرص جلالة الملك المعظم وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة على دعم وتعزيز العلاقات في المجالات كافة. وتواصل مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم النهوض بدورها كعضو فاعل في مجلس التعاون، من خلال دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، وتعزيز الترابط والتكامل بين دول المجلس في مختلف المجالات. واتساقاً مع التوجهات والتطلعات الملكية بدعم مسيرة مجلس التعاون المزدهرة، تحرص حكومة مملكة البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على المتابعة الدؤوبة لتنفيذ مختلف قرارات مجلس التعاون ومتابعة المبادرات والمشروعات التنموية الخليجية المشتركة، وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم واتفاقيات العمل المشتركة التي تستهدف تعزيز أطر التعاون الخليجي والانتقال به إلى آفاق أرحب من الشراكة والتكامل، لتحقيق الرخاء والاستقرار والأمن لشعوب دول المجلس. كما تضطلع وزارة الخارجية بدور مهم في تعزيز علاقات مملكة البحرين بأشقائها دول مجلس التعاون، حيث تقوم بتعزيز وحدة الصف الخليجي والتأكيد على التضامن الخليجي عبر المشاركة الفاعلة في كافة الاجتماعات الخليجية ودعم كافة المواقف والقرارات والمبادرات التي يتخذها مجلس التعاون، وتنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة عن القمم والاجتماعات الخليجية على مستوى القادة والوزراء وكبار المسؤولين.