“الجولاني” يواجه الحراك باعتقال الناشطين في إدلب
تواصل “هيئة تحرير الشام” حملة اعتقالاتها بحق ناشطين في الحراك المناهض لها في مدينة إدلب، بعد فشل الوصول إلى حل بين قائد الفصيل “أبو محمد الجولاني” وأعضاء في الحراك.
واعتقلت “تحرير الشام” إبراهيم دباس فجر اليوم، الاثنين 27 من أيار، من أحد مساجد حربنوش شمالي إدلب، وهو من الناشطين في الحراك.
ويضاف دباس إلى معتقلين آخرين، منهم آدم سليمان ورامي عبد الحق ويحيى سيد يوسف وسمهر شرفلي وزكريا صنو وعيسى عبد الحميد.
ودعا الطبيب محمد فاروق كشكش، أحد منسقي الحراك في إدلب، إلى الانتباه من حملة الاعتقالات، لافتًا إلى أن الأمور في إدلب مفتوحة على كل الاحتمالات، وفق تسجيل صوتي متداول له، وذلك بعد لقاء جمعه بـ”الجولاني”، الأحد 26 من أيار.
وخلال اللقاء، تحدث “الجولاني” عن إصلاحات أجرتها “الهيئة” ومظلتها السياسية “الإنقاذ” وعن دعوات الحوار منذ ثلاثة أشهر، بينما اعتبر كشكش أن الإصلاحات لا تزال دون المأمول، لأن المطلب الرئيس هو تداول سياسي حقيقي للسلطة.
وذكر كشكش أن أعضاء الحراك جاهزون للحوار بعد ترتيب بنية الحراك التنظيمية، لكن “الجولاني” رفض لأن الأمر تأخر، وطلب توقف المظاهرات مقابل الإفراج عن المعتقلين، ليجيب كشكش أن الناس لهم مطالب ولا يمكن أن يمنعهم أحد من الخروج.
في المقابل، قالت وزارة الداخلية في “الإنقاذ” إن الاعتقالات تتم وفق إذن من النائب العام، وبررت أسباب الاعتقال بأن الأشخاص مارسوا إرهابًا فكريًا على المتظاهرين المحقين، وعملوا على تشويه من يسعى إلى الإصلاح، وجر المنطقة إلى المجهول، وشق الصف والعودة إلى الاقتتال الداخلي وتضييع ما بذل من جهد لبناء المؤسسات.
وأضافت أن الأشخاص المعتقلين لهم دور كبير في التشجيع على حمل السلاح والأحزمة الناسفة، عدا السب والشتم والقذف والإساءة إلى المسؤولين والموظفين، والتسبب بتعطيل عمل المؤسسات في كثير من الأوقات.
من جهته، ذكر “تجمع الحراك الثوري” أن المعتقلين لم تصدر عنهم دعوة واحدة للعنف أو استخدام السلاح، ولم يعرف عنهم إلى المظاهرات السلمية الحضارية، وأن تصريحات وزارة الداخلية تدل على نية مبيتة لاعتقال الناشطين في الحراك.
وتأتي الاعتقالات بعد أن أنزل “الجولاني” العسكر إلى الشوارع خلال مظاهرات رافضة لسياسة “تحرير الشام” وتفردها بالقرار، ومطالبة بإسقاطه.
ووقعت حوادث اعتداء على متظاهرين خلال المظاهرات في مدينتي بنش وجسر الشغور، ولقيت تفاعلًا واسعًا واستنكارًا من الأهالي في المنطقة، واستذكارًا لممارسات النظام السوري مع المظاهرات السلمية.
وفي 15 من أيار الحالي، قال “الجولاني” إن “الهيئة” استخدمت خلال الأشهر الثلاثة الماضية “لغة الحوار”، ولديها 50 “كرتًا” (بطاقة) لم تستخدم واحدًا منها، مضيفًا أن “من هان عليه المحرر فقد هان علينا، ولن نتهاون مع أي شخص أو تجمع أو حزب أو فصيل يريد إيذاء المحرر”.
اقرأ أيضًا: إدلب أمام منعطف جديد
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي