أيوب الكعبي يفوز بجائزة أفضل لاعب ويحتل وصافة قائمة هدافي بطولة دوري المؤتمرات الأوروبي
احتفت وسائل إعلام عالمية بالإنجاز الذي حققه اللاعب المغربي أيوب الكعبي، والذي أسهم في فوز فريقه أولمبياكوس اليوناني ببطولة دوري المؤتمرات الأوروبي، بعد تسجيله هدف الفوز الوحيد على نادي فيورنتينا الإيطالي في الدقائق الأخيرة من المباراة التي جرت الأربعاء 29 من أيار.
الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا“، أعلن عبر موقعه الرسمي، أن أيوب الكعبي حصل على جائزة أفضل لاعب في نهائي دوري المؤتمرات الأوروبي، كما حصد وصافة هدافي البطولة برصيد 11 هدفًا.
وقالت لجنة المراقبين الفنيين للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، “لقد قام الكعبي بعمل شاق للغاية، وقاتل طوال الوقت وسجل الهدف الأغلى في تاريخ ناديه، كما أنه أشعل المنافسة في البطولة منذ انتقاله إلى أولمبياكوس قبل مرحلة خروج المغلوب”.
الكعبي يدخل التاريخ
مواقع تركية كثيرة سلطت الضوء على ما قدمه أيوب الكعبي، ولا سيما أنه كان يلعب ضمن الدوري التركي، وتحدثت عن مسيرته الكروية.
وقال موقع “TRT SPOR” التركي، تحت عنوان “أيوب الكعبي مهندس نجاح أولمبياكوس”، أن اللاعب المغربي لم يكن ليحلم بالوصول إلى ما حققه مع الفريق اليوناني، فعقب حدوث زلزال تركيا في 6 من شباط 2023، غادر فريقه هاتاي سبور، للبحث عن بديل، حيث اتجه نحو السد القطري، الذي شكل محطة عبور له نحو فريق أولمبياكوس.
أولمبياكوس لم يكن في حساباته على الإطلاق، حين تعاقد مع أيوب، بأنه سيحقق ما عجزت عنه جميع الأندية اليونانية مجتمعة، وهو منح البلاد لقبها القاري الأول على صعيد الأندية.
وكان الكعبي الذي يحتفل الشهر المقبل بعيد ميلاده الحادي والثلاثين، بطل هذا الإنجاز بتسجيله برأسية الهدف الوحيد، الذي أدخله التاريخ بعدما جعله أول لاعب على الإطلاق يسجل 11 هدفًا في الأدوار الإقصائية للمسابقات القارية.
الكعبي تفوق على كل من النجم البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو (10 أهداف في دوري الأبطال عام 2017)، والفرنسي كريم بنزيما (10 أهداف في دوري الأبطال عام 2022) والكولومبي راداميل فالكاو (10 في يوروباليج عام 2011).
وفي الصيف الماضي، توصل الكعبي إلى اتفاق مع أولمبياكوس لينضم إليه في صفقة انتقال حر وهنا بدأت حكاية التألق، إذ احتل المركز الثاني على لائحة أفضل هدافي الدوري بـ 17 هدفًا وبفارق ثلاثة عن المتصدر الإسباني لورين مورون (أريس).
أيوب يأخذ بثأر الفرنسيين
صحيفة “الجارديان” البريطانية احتفت كذلك باللاعب أيوب الكعبي، وتحدثت عن الإنجازات التي حققها في بطولة المؤتمرات الأوروبي.
وذكرت الصحيفة أن الكعبي مهاجم أولمبياكوس نجح بمفرده تقريبًا في إقصاء أستون فيلا الإنكليزي من الدور نصف النهائي، إذ سجل ثلاثة أهداف من أصل أربعة في لقاء الذهاب على أرض أستون فيلا، ثم سجل هدفي الفوز في مباراة الإياب.
بدوره قال موقع “فلاش سكور” الإنجليزي، إن أيوب الكعبي انتقم لكثير من المشجعين الفرنسيين، الذين لم ينسوا الطريقة التي احتفل بها إيميليانو مارتينيز حارس أستون فيلا خلال تصديه لركلات الترجيح في نهائي كأس العالم بين الأرجنتين وفرنسا.
كما أن أيوب الكعبي أخذ بثأر جماهير نادي ليل الفرنسي، التي استفزها إيميليانو حارس أستون فيلا، خلال تصديه لركلات الترجيح التي أسهمت في إقصاء ليل على أرضه من ربع نهائي دوري المؤتمرات هذا العام.
مساهمة الكعبي الأكثر إثارة للإعجاب كانت قبل مواجهة فيلا، ففي دور الـ 16 خسر أولمبياكوس 4-1 على أرضه أمام فريق مكابي تل أبيب، وبدا أنه في طريقه للخروج، لكنه حقق عودة مذهلة في مباراة الإياب، إذ فاز الفريق اليوناني بنتيجة 6-1 بينها هدفان لأيوب في الإياب، وهدف في مواجهة الذهاب، ليقود فريقه لتأهلٍ كان شبه مستحيل إلى الدور ربع النهائي.
مسيرة مليئة بالمصاعب
ولد أيوب الكعبي في 26 من حزيران 1993 في مدينة الدار البيضاء المغربية، وتحدى كل المصاعب التي واجهها في حياته وفق موقع “فلاش سكور“، الذي قال إن أيوب صنع لنفسه اسمًا وتسلق سلم المجد وهو مثال ممتاز للمثابرة للشباب.
وأضاف الموقع أن “الحياة لم تكن سهلة بالنسبة للمهاجم المغربي، ولم يحصل على أي شيء. فقبل النجاح في كرة القدم، ترك المدرسة عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، من أجل العمل ودعم أسرته التي كانت تواجه صعوبات اجتماعية ومالية.
وأشار “فلاش سكور” إلى أن “الكعبي كان يعمل نجارًا متدربًا في ورشة عمل بمدينة الدار البيضاء، وموردًا للملح للبقالين، وعامل بناء. وكان يوفّق بين عمله وشغفه بكرة القدم”.
لاحظ بعض المغاربة مهارات أيوب بلعب كرة القدم في الشوارع، واتصلوا بعائلته وأخبروها أن ابنهم يتمتع بموهبة فريدة في كرة القدم.
كانت بدايته الحقيقية في عالم كرة القدم مع نادي الراسينغ البيضاوي عام 2012، حيث استمر معه حتى عام 2017، لينتقل حينها إلى فريق نهضة بركان المغربي لعام واحد، ومنها لنادي هيبي شينا فورشن الصيني.
في عام 2020، انتقل الكعبي إلى فريق الوداد البيضاوي، وبعد عام تعاقد معه فريق هاتاي سبور التركي، ولعب معه 53 مباراة سجل خلالها 26 هدفًا.
الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في شباط 2023، ولاسيما ولاية هاتاي التي نالت النصيب الأكبر من الدمار، دفع الكعبي إلى الانتقال لصفوف السد القطري، وبعد فترة قصيرة انتقل لنادي أولمبياكوس، وهناك تفجّرت موهبته الكروية ليحقق مع الفريق بطولة دوري المؤتمرات الأوروبي.
وبعد قيادته أولمبياكوس إلى الإنجاز التاريخي، ارتفعت بالتأكيد أسهم الكعبي على صعيدي الأندية والمنتخب المغربي الذي غاب عن مشاركته التاريخية في مونديال 2022، قبل استدعائه من المدرب وليد الركراكي لخوض كأس أمم إفريقيا الأخيرة.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي