اخر الاخبار

“ليه تعيشها لوحدك؟”.. الحياة تمنح فرصة ثانية

يقرر الدكتور شريف الدمنهوري العودة إلى بلده، مصر، بعد سنوات من العمل في إحدى الدول الخليجية، ويستعيد ذكرياته مع صديق الطفولة، عمر، ويكتشف أنه لم يعش حياته كما يجب.

يحاول فيلم “ليه تعيشها لوحدك؟”، الذي عرض في كانون الثاني الماضي بدور السينما في مصر والدول العربية، تقديم رسالة مفادها أن الحياة تمنح فرصة ثانية، وليس بالضرورة أن تكون كما يريدها الإنسان.

الفيلم الذي بدأ ببهجة غامرة، موسيقا وألوان وضحكات وبعض الكوميديا الخفيفة، قرر صناعه في منتصفه أن ينتقلوا لمكان آخر تمامًا.

وبدلًا من استمرارهم في صناعة البهجة التي يدعو إليها الفيلم، توجهوا لمكان آخر، عنوانه الرئيس “الضياع”.

عادة ما يبدأ كتاب السيناريو عملية تأليف نصوصهم الدرامية والسينمائية بوضع الفكرة الرئيسة، ثم القصة المختصرة التي لا تتجاوز بضعة أسطر.

تأتي المعالجة في المرحلة الثالثة، وتتكون من بضع صفحات تحتوي على التفاصيل العامة للأحداث وتصاعدها وانعطافاتها، وتبرر أفعال وردود فعل الشخصيات، وكيف سينتهي الفيلم، أو العمل الدرامي، وختامه.

أهمية المعالجة تكمن بأنها الخطوة قبل الأخيرة لكتابة السيناريو، ومن خلالها تبدو خطوط العمل واضحة  وتسهّل إنجاز النسخة الأولية للسيناريو (وقد تكون النهائية في حال لم يطلب أي تعديلات من قبل المخرج أو المنتج أو حتى الممثلين ممن يتدخلون في العمل لنجوميتهم).

ويبدو أن القائمين على العمل، المخرج حسام الجوهري والمؤلف أحمد عبد العزيز، لم يلاحظا كيفية انعطاف فيلمهما فجأة لاتجاهات مختلفة، وهو ما أظهر لاحقًا أن تصرفات الشخصيات وقراراتها كانت مجرد “ترقيع” لمشكلة بدأت من المعالجة ذاتها ولم تُحلّ.

عمر الشهاوي (لعب دوره خالد الصاوي) رجل محب للحياة، بيت جميل وحياة لطيفة وألوان وعزف موسيقا، لا يهتم للعمر ولا للتفاصيل المزعجة، على عكس شريف الدمنهوري (أدى الشخصية شريف منير)، صاحب الحياة الضائعة.

يصاب عمرو بالسرطان، يدخل في دوامة التيه ما بين رفض العلاج وتقبله، بينما يدخل الدمنهوري في حالة تيه عاطفي، عندما يقع في غرام ابنة صديقه، سلمى (دورها لسلمى أبو ضيف)، لتغدو العلاقة مستحيلة وصعبة ومرفوضة، واستغلالية في بعض الأحيان.

هناك مشكلة غياب المنطق لقصة واقعية، ليس من الضروري أن تخرج مخيلة الكاتب وكذلك المخرج عن الإطار المنطقي طالما أن العمل ليس من الخيال العلمي.

ويمكن بالطبع أن يخرج قدر ما يشاء طالما كان الأمر مبررًا دراميًا بشكل منطقي، وليس لمجرد أن الحكاية على الورق وليست من صميم واقع أو مقتبسة من قصة حقيقية، فيمكن الاعتماد على ردود فعل لا تناسب الشخصية، وأن تتوه في طرق ملتوية لا علاقة لها بالخط الأساسي للفيلم.

هناك عناصر جيدة  على رأسها الممثلون الرئيسون الثلاثة، منير والصاوي وأبو ضيف.

والاسمان الأولان لهما ثقل وخبرة طويلة، والثالث من المواهب المصرية التي أثبتت حضورها، إذًا يبدو السؤال منطقيًا لما كل هذه الركاكة في الأداء؟

الفكرة الرئيسة للعمل واضحة، الحياة تمنح فرصة ثانية ويجب استغلالها، وكان من الجيد أن النهاية لم تكن بذات البهجة التي بدأ بها الفيلم، لأن من سقط ميتًا في الحكاية مات نتيجة الوحدة والقهر، وبقي على قيد الحياة المحب لها والقادر على المقاومة والقتال ورفض الموت.

إذًا هناك ممثلون جيدون ومخرج موهوب، وفكرة جميلة (لأحمد البنداري)، لكن تنفيذًا سيئًا ونقصًا في جهد مبذول خلال التحضير وإنتاج الورق أضاع جهود آخرين.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *