الدراجات النارية في درعا تنتعش
– حليم محمد
تشهد المناطق الريفية التابعة لمحافظة درعا، جنوبي سوريا مع بداية فصل الصيف ارتفاع الطلب على شراء الدراجات النارية.
وأصبحت الدراجة النارية وسيلة ضرورية لقضاء حاجيات المنزل في ظل غلاء سعر البنزين، وارتفاع أسعار السيارات، مع تدني القدرة الشرائية للسكان.
ومنحت هذه الظروف الدراجة النارية ميزة في مواجهة السيارات، مع انخفاض أسعارها وقلّة مصروفها.
هشام، بائع دراجات نارية في ريف درعا الغربي، قال ل، إن السوق المحلية شهدت تحسنًا في بيع الدراجات بعد انتهاء فصل الشتاء.
وأضاف أن سعر الدراجة يختلف باختلاف نوعها وبلد صنعها وقوة محركها.
ويختلف أيضًا سعر الدراجة “الوكالة” (الجديدة) عن المستعملة، وفي حين تباع الأولى بمبالغ تتراوح بين 800 و1200 دولار، لا يتجاوز سعر المستعملة منها 700 دولار.
الدراجة وسيلة تجارية
الدراجة النارية لم تعد مجرد مركبة صغيرة تحمل شخصين، بل أصبحت وسيلة يعتمد عليها أصحاب الفعاليات الصغيرة للحصول على حاجيات متاجرهم مع غلاء أجور النقل.
اشترى عبد الحميد كيوان (45 عامًا) عربة صغيرة تحمل ما يقارب 300 كيلوغرام وقطرها في دراجته النارية، وينقل عليها المواد الغذائية لمتجره في ريف درعا الغربي.
ولجأ عبد الحميد لهذه الطريقة بعد غلاء أجور النقل، إذ لا تقل تكاليف استئجار سيارة خاصة عن 150 ألف ليرة سورية.
وبات مألوفًا مشاهدة العربات التي تجرها الدراجات النارية، وهي أداة مستحدثة تفصل لدى الحداد وتُعقد بالدراجة من الخلف.
وقال عبد الحميد ل، إن السيارة وسيلة أفضل لحمل البضائع، ولكن لا قدرة له لشراء سيارة خاصة، إذ لا يقل سعر أي سيارة عن 7000 دولار.
كما أن تكلفة إصلاحها باتت مرتفعة، لذلك أصبح يعتمد على دراجته في جلب بضاعته.
في حين أصبحت الدراجة النارية بالنسبة للشاب ناصر المحمد وسيلة رئيسة في قضاء حاجات منزله، ويحمل على المقطورة الأعشاب والأعلاف لمواشيه، إذ يمتلك ناصر رأسين من البقر و15 رأسًا من الأغنام.
ويحمل في المقطورة مياه الشرب بعد انقطاع مياه الضخ الحكومية في البلدة، والاعتماد على مياه بئر تبعد عن منزله ثلاثة كيلو مترات.
وقال إن الحل الأمثل بالنسبة له هو شراء جرار زراعي، أو سيارة زراعية، ولكنه لا يمتلك ثمنها لذلك اشترى دراجة نارية ومقطورة لتعينه في قضاء حاجياته.
ويوجد في السوق دراجات مهربة تدخل عن طريق لبنان، وهذه سعرها يكون أقل من 100 لـ200 دولار من الدراجات المستوردة بشكل نظامي، إلا أنها لا تحصل على مخصصات البنزين المدعوم، وهي عرضة للمصادرة في حال ضبطها من قبل دوريات المرور.
من جهته باع محمد العلي (45 عامًا) سيارته واشترى دراجة نارية، لعدم قدرته على شراء البنزين من السوق المحلية، ووصل سعر ليتر البنزين إلى 25 ألف ليرة سورية في حين لا تكفي مخصصات البنزين المدعوم المخصصة لسيارته حاجته في التنقل.
وقال محمد، إن السيارة أفضل للأسرة إذ تحمل كامل أفرادها البالغ عددهم خمسة، وتقي من حر الصيف، وبرد الشتاء، ولكنها تحتاج إلى كميات كبيرة من البنزين تفوق قدرته المالية.
أكثر خطورة
رغم أهمية الدراجة النارية للسكان فإنها أكثر عرضة للحوادث كونها تعمل على عجلتين، ويتمكن من شرائها اليافعون الذين يستخدموها بشكل متهور عبر السرعة الزائدة و”التشبيب”، ما يؤدي إلى الموت أو الإصابات الخطيرة.
وفي شباط الماضي، توفي الطفل حمزة الرواشدة في مدينة طفس جراء السرعة الزائدة.
ووثقت عشرات الحالات من حوادث الدراجات النارية في ريف درعا الغربي منذ مطلع العام الحالي.
ومن المخاطر التي تسببها الدراجات النارية، استخدامها في عمليات الاغتيال، إذ تستخدم في معظم هذه العمليات.
وتشهد محافظة درعا حالة من الفوضى والفلتان الأمني، ووثق “مكتب توثيق الشهداء في درعا” 74 عملية ومحاولة اغتيال خلال نيسان الماضي، أدت إلى مقتل 54 شخصًا.
وفي تموز 2022، أصدر محافظ درعا، لؤي خريطة، قرارًا سمح بموجبه بتسجيل الدراجات النارية غير الموثقة لدى مديرية النقل التي افتتحت مراكز في مدن درعا ونوى والصنمين وإزرع وبصرى الشام، وبعد تدقيق الرقم المحفور على محرك الدراجة، تسجل الآلية لدى مديرية النقل، وتسلم لوحة رقمية وبطاقة إلكترونية، يتسلم صاحبها من خلالها مخصصاته من البنزين “المدعوم”.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي