56 ألف طالب يتحضرون لامتحانات الشهادتين بإدلب
إدلب – أنس الخولي
يتحضر عشرات آلاف الطلبة من مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي للبدء بامتحاناتهم في مدينة إدلب شمال غربي سوريا.
وتبدأ الامتحانات في 24 من حزيران الحالي، وتستمر حتى منتصف تموز المقبل، وسط استعداد من الأهالي لتهيئة الجو المناسب، ونشاط المدرسين والمعاهد لمساعدة الطلاب.
وفي 16 من أيار الماضي، أعلن نائب مدير دائرة الامتحانات في إدلب، محمود حبوب، عن إتمام تسجيل جميع الطلاب للمرحلتين الأساسية والثانوية بجميع الفروع، وذكر أن عدد الطلاب المسجلين بلغ 56 ألف طالب.
300 مركز امتحاني
مدير التربية والتعليم في إدلب، أحمد الحسن، قال في تصريح ل، إن أعداد الطلاب والطالبات المسجلين لامتحانات الثانوية هذا العام بلغ 15550 طالبًا وطالبة للفرع العلمي، و8007 طلاب وطالبات للفرع الأدبي، أما في الثانوي الشرعي فبلغ عددهم 260 طالبًا وطالبة، والمهني 267 طالبًا وطالبة.
وأضاف أن عدد المراكز الامتحانية بلغ 300 مركز امتحاني لطلاب التاسع والثانوي، مشيرًا إلى أن مديرية التربية عملت على تجهيز المراكز الامتحانية وتزويدها بالمياه والمقاعد واللوجستيات، وتوزيع المراقبين والمندوبين على المراكز الامتحانية وتجهيز القرطاسية.
وذكر الحسن أن مديرية التربية أقامت ندوات للطلبة في شهادة التعليم الثانوي بفرعيه الأدبي والعلمي لتوعية الطلاب بخصوص الامتحانات، والإجابة عن تساؤلات الطلبة بحسب كل مادة.
وفي 10 من حزيران الحالي، أعلنت مديرية التربية جهوزية البطاقات الامتحانية للطلاب، وذكرت أن الطلاب المسجلين بشكل نظامي يتسلمون بطاقاتهم من مدارسهم، بينما يتسلمها المسجلون بشكل “حر” من المجمع التربوي الذي يتبع له الطالب.
محاولات للمساعدة
يعيش ماهر السيد (18 عامًا)، وهو طالب ثانوية عامة من الفرع الأدبي، حالة من الترقب وعدم الاستقرار النفسي حسب قوله، مضيفًا أن الطلاب بحاجة إلى بذل جهد مضاعف قبل الامتحانات، وبعض الدروس لترميم ما ينقصهم.
وذكر ماهر ل أن ارتفاع تكاليف الدروس الخصوصية أجبره على اختيار مادة واحدة هي اللغة الإنجليزية لدراستها في معهد خاص، ويحاول الاعتماد على نفسه وحضور بعض الدروس عبر الإنترنت لبقية المواد.
يحاول بعض طلاب الجامعات الذين عانوا في السابق من ارتفاع تكاليف الدراسة مساعدة طلاب الثانوية العامة وطلاب مرحلة التعليم الأساسي، وذلك بتخصيص جزء من وقتهم لتدريس الطلاب حسب إمكانياتهم وتخصصاتهم.
ويخصص ياسر عبيد، وهو طالب في كلية الهندسة، ساعتين يوميًا لتدريس أبناء جيرانه من طلاب الثانوية العامة، لمساعدتهم في إحراز نتائج جيدة بالامتحانات.
وقال ياسر ل، إن والده لم يتمكن من تأمين تكاليف الدروس الخصوصية خلال دراسة الشاب في الثانوية العامة، ما دفعه حاليًا لمساعدة الطلاب.
وأضاف ياسر أنه لم يستطع تخصيص أكثر من ساعتين يوميًا لتدريس الطلاب مادة الرياضيات، نظرًا إلى اقتراب امتحاناته الجامعية، لافتًا إلى وجود جامعيين آخرين يساعدون الطلبة في نفس الأمر.
قطاع متدهور
رغم محاولات دعم التعليم، يعيش القطاع التعليمي في شمال غربي سوريا معاناة تطال الكوادر والبنى التحتية، وتعاني المدارس العامة من أزمات متلاحقة ونقص في المستلزمات، وتخفيض في الدعم المقدم، ونقص بمادة مازوت للتدفئة والكتب المدرسية وقلة لرواتب المعلمين.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أن التصعيد العسكري في مناطق شمال غربي سوريا أثّر بشكل كبير في إمكانية الوصول إلى خدمات التعليم، وفق تقرير له في تشرين الثاني 2023.
وأضاف أن2.2 مليون طفل في سن المدرسة يقيمون شمال غربي سوريا، منهم مليون واحد على الأقل خارج المدرسة، لافتًا إلى أن الوضع مأساوي بشكل خاص في مخيمات النزوح.
ولا يوجد لدى 57% من الأطفال وصول إلى المدارس الابتدائية، و80% لا يوجد لديهم وصول إلى المدارس الثانوية.
كما ترك الزلزال، في شباط 2023، آثاره على القطاع التعليمي في مناطق سيطرة حكومة “الإنقاذ” بإدلب وغربي حلب، حيث بلغ عدد ضحايا الزلزال 39 شخصًا من المدرسين والإداريين، و421 طالبًا وطالبة، وبلغ عدد الأبنية المدرسية المتضررة 250 بناء.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي