استمرارية الإهمال: وفاة جوزيف شهرستان بعد صراع مع المرض
توفي لاعب كرة القدم السوري السابق جوزيف شهرستان، بعد معاناة طويلة مع المرض.
ونعا الاتحاد السوري لكرة القدم اليوم، الجمعة 21 من حزيران، عبر صفحته في “فيس بوك” شهرستان.
ولم يذكر الاتحاد أي تفاصيل حول الوفاة وأسبابها أو مكانها، مكتفيًا بـ”تقديم التعازي القلبية”.
وفاة شهرستان أثارت غضب عدد من الإعلاميين الرياضيين السوريين، نظرًا إلى ما عاناه اللاعب الراحل من إهمال خلال فترة طويلة من المرض.
وقال الصحفي الرياضي شعبان خليل، عبر صفحته في “فيس بوك“، “لا سامح الله كل من قصر معه من اتحاد كرة القدم والاتحاد الرياضي العام”.
فيما قال الصحفي الرياضي خليل محمد الإبراهيم، إن شهرستان توفي بعد سنوات من المرض والإهمال من القائمين على الرياضة السورية.
عضو مجلس إدارة نادي المجد سابقًا جمال اليوسف، نشر صورة لشهرستان خلال مرضه، معلقًا، “شكرًا لكل من اهتم بأحد نجوم البلد وكل العزاء لرياضة بلدنا، برسم كل من ظنوا أنفسهم نجومًا ولم يكترثوا لمن لم ولن يصلوا إلى جزء من مستواه”.
جوزيف شهرستان.. “فهد” الكرة السورية مشرد في شوارع دمشق
من جوزيف شهرستان؟
في 7 من حزيران 2023، ظهر شهرستان، لاعب منتخب سوريا السابق، مشتكيًا من وضعه المعيشي والاجتماعي، عبر مقابلة مصورة بعنوان “من الشهرة إلى التشرد”، ولقي ظهوره تفاعلًا واسعًا في الشارع الرياضي السوري، واستياء من عدم اهتمام الاتحاد الرياضي برموز اللعبة.
وطالب شهرستان في المقابلة التي نشرتها “شبكة غلوبال” القائمين على الرياضة في سوريا بدعم لاعبي ونجوم الكرة في سوريا ورعايتهم طبيًا، حتى يتمكنوا من إكمال حياتهم، لا سيما أنهم “رفعوا اسم سوريا في عالم الرياضة”.
ودعا إلى الاهتمام بالرياضيين “الدراويش الأوادم”، لأن معظم لاعبي كرة القدم السورية “قادمون من عائلات متواضعة، ومن المفروض أن يتلقوا دعمًا”.
وقال شهرستان، إن صاحب المنزل الذي يستأجره أبقاه في الشارع، وإن “الحزن موجود والزعل موجود لأن الرصيد المالي ضعيف، والاجتماعي مع كبار القوم الرياضيين مفقود”.
وتابع أن لا أحد يأتي ويسأله عما إذا كان محتاجًا، أو حاول أن يأخذه إلى عيادة الطبيب، “لدي إصابات ركبة دمرتني”، لافتًا إلى أن لديه إصابات في ركبته جعلته غير قادر على المشي.
يعد شهرستان أحد أبرز نجوم كرة القدم السورية في ستينيات وسبعينات القرن الماضي، وبرز في كأس فلسطين في ليبيا 1973، وتصفيات كأس العالم 1974 في إيران، ومن أبرز إنجازاته هدفان سجلهما على منتخب مصر، وعنونت يومها الصحف المصرية، “لاعب سوري لا برازيلي يتلاعب بالدفاع المصري”.
وأطلقت عليه الجماهير “الديزل” و”النفاثة” لسرعته العالية، وأُطلق عليه “الفهد” تيمنًا بالنجم البرتغالي الراحل أوزيبيو.
ولعب لنادي الشباب الدمشقي عام 1960، وكان عمره 15 عامًا، تحت قيادة المدرب موسى شمّاس الذي كان يلعب مع نادي الجيش ويدرّب نادي الشباب، وفق ما نشرته عنه مجلة “الصقر” القطرية الرياضية.
وفاز مع فريق الشباب (النضال حاليًا) ببطولة دمشق عام 1962، وبنفس العام عرض عليه نادي الجيش اللعب في صفوفه مقابل راتب شهري قدره 250 ليرة.
في عام 1967، فاز الجيش ببطولتي الدوري والكأس، وحصل جوزيف شهرستان على لقب هداف الدوري برصيد 23 هدفًا، وفاز مع فريق الجيش ببطولة الدوري العام التالي.
وكان هداف الدوري وكأس الجمهورية، وسجل 28 هدفًا، ولم يكمل فريقه الدوري في عام 1969 بسبب ارتباطات الجيش بمباريات خارجية، وخاض مع الجيش بطولة الجيوش العربية وفاز فيها عام 1969، وتصدر الهدافين بسبعة أهداف، ولعب مع المنتخب الوطني منذ عام 1966.
عام 1975، وتحضيرًا لبطولة العالم العسكرية التي أقيمت في ألمانيا، تعرّض جوزيف شهرستان لإصابة خطيرة في الركبة أنهت مسيرته الحافلة، رغم سفره مع المنتخب إلى هناك.
وفي موسم 1976، سافر إلى الإمارات ولعب مع نادي الإمارات ثم مع نادي أم القيوين الذي تألق معه، إلا أن تأثر مجددًا بإصابته في الركبة، ما اضطره إلى العودة إلى دمشق والاعتزال القسري.
ورغم كل ما حققه لنادي الجيش وللمنتخب من إنجازات وبطولات، فإنه لم يحظَ بمباراة تكريمية أو وداعية.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي