موجة الحرّ وقلة المياه تتلفان المحاصيل الصيفية بدرعا
درعا – حليم محمد
تعرضت بعض المحاصيل الصيفية في ريف درعا للتلف بعد ارتفاع درجات الحرارة منذ مطلع حزيران الحالي، ما ألحق بالمزارعين خسائر مالية.
وكانت محاصيل البطيخ والبندورة والخيار والكوسا الأكثر تضررًا بحسب شهادات من مزارعين التقتهم.
المزارع لؤي الحريري خسر إنتاج ما يقارب 250 دونمًا من البطيخ الأحمر، إذ أدت الحرارة إلى ذبول المجموع الخضري (الجزء الأخضر فوق التربة) وانكشاف الثمار التي ضربتها الشمس.
ويتخوف لؤي من خسارة مماثلة لمحصول البندورة في حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة، وشح مياه الري الذي يؤدي إلى تلف المحصول في ظل ضعف مصادر الطاقة التي تؤمّن المياه.
وأثرت موجة الحر على محصول الخيار لدى المزارع محمد الخالد (30 عامًا) في ريف درعا الغربي، وقال إن محصوله المقدّر بـ20 دونمًا تعرض للتلف بعد موجة الحر التي أتت مبكرًا هذا الموسم وعلى غير المعتاد، إذ كانت تأتي في تموز من كل عام، وتزامنت هذا الموسم مع بداية نضج الثمرة، وألحقت الضرر بالمحاصيل، وكبدت الفلاحين خسارات مالية.
المهندس الزراعي خالد سليمان، قال إن موجة الحر تؤثر سلبًا على جميع المحاصيل سواء النباتات أو حتى الأشجار، ويؤدي الإجهاد الحراري إلى تغيرات فسيولوجية تؤثر على نمو المزروعات وعملية التركيب الضوئي، ما يؤدي إلى موت النبات.
ومن الأعراض التي تظهر على النبات اصفرار وذبول الأوراق، أو ميل لونه من الأخضر إلى البني أو الأسود.
وأضاف سليمان أن الحرارة قد تؤثر في مرحلة الإزهار فيكون عقدها خفيفًا، ما يؤثر على الإنتاجية.
وحول طرق الوقاية، نصح المهندس بالسقاية ليلًا أو صباحًا، مع ضرورة تجنب السقاية خلال ساعات ذروة الحر، وكذلك رش المحصول بالأحماض الأمينية، وسلفات البوتاسيوم، والعناصر الصغرى كمحلول كبريتات الزنك.
نقص المياه
قال المزارع لؤي الحريري، إن ارتفاع درجات الحرارة ليس السبب الوحيد لتلف محصوله، إذ فرضت مديرية الكهرباء تقنينًا قاسيًا على المحولات الزراعية الخاصة العاملة في ريف درعا الشرقي، وكان نصف ساعة تشغيل مقابل ست ساعات قطع، ما أدى إلى عجز الفلاحين عن سقاية محاصيلهم.
وأضاف أن اشتراكهم لدى المديرية هو اشتراك زراعي لخط معفى من التقنين لمدة ست ساعات تشغيل يوميًا، إلا أنه مع ارتفاع درجات الحرارة فرضت المديرية تقنينًا جديدًا منذ مطلع حزيران الحالي.
ويستفيد مزارعون في ريف درعا الشرقي والغربي من الاشتراك بمحولات كهربائية تؤمّن لهم ساعات تشغيل مختلفة عن التقنين المنزلي، وذلك مقابل دفع أجور شهرية قد تصل إلى خمسة ملايين ليرة سورية.
وحول العمل على ألواح الطاقة الشمسية قال لؤي، إنها أصبحت مكلفة، خاصة أن الآبار في الريف الشرقي ذات أعماق تصل إلى أكثر من 300 متر، وبالتالي يحتاج المزارع إلى عدد أكبر من الألواح تصل تكلفتها لعشرات الملايين.
وقال مهندس طاقة مقيم في ريف درعا الشرقي، إن أداء الطاقة الشمسية يضعف في ذروة الحر، مضيفًا أن الحرارة تؤثر بشكل عكسي على جهد اللوح الشمسي، وكلما زادت درجة الحرارة فإن قيمة الجهد الكهربائي تتناقص، وبالتالي يضعف أداء قدرة الألواح على تشغيل المحرك.
وحول تشغيل محركات الديزل، تحتاج المضخات إلى محركات تستهلك ثمانية ليترات مازوت بالساعة، ويصل سعر الليتر إلى 18 ألف ليرة سورية، أي ما يقارب 150 ألف ليرة بالساعة.
وتعتبر محافظة درعا مصدرًا رئيسًا في إنتاج الخضار، خاصة محاصيل البندورة والخيار والبطيخ والباذنجان وغيرها، ويصدّر إنتاج المحافظة إلى العاصمة دمشق وإلى دول الجوار.
وخصصت مديرية زراعة درعا 2355 هكتارًا لزراعة المحاصيل الصيفية للموسم الحالي.
وبحسب تصريح لمدير زراعة درعا، بسام الحشيش، لوكالة “سبوتنيك” الروسية في أيلول 2023، فقد بلغ إنتاج المحافظة من البندورة 400 ألف طن.
وقدّرت مديرية زراعة درعا إنتاج المحافظة من محصول الخيار لهذا الموسم بـ10000 طن.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي