اخر الاخبار

“غراب وصنمان”.. رواية عن الظلم في سوريا

عن دار “نون 4 للنشر والطباعة والتوزيع”، صدرت في آذار الماضي رواية “غراب وصنمان” للصحفي السوري غيث حمور، التي سلّطت الضوء على القبضة الأمنية التي فرضها نظام الأسد على السوريين منذ عقود، إلى جانب التركيز على تأثير العادات والتقاليد في المجتمع على حياة الناس.

الرواية مكونة من 196 صفحة، وبطلها غراب أسهم في سرد تفاصيلها من بدايتها إلى النهاية، برفقة أربعة أشخاص هم كنان وساندرا وثامر وزينب، وكل منهم ينتمي إلى مذهب أو ديانة مختلفة.

حاول الكاتب تغيير الصورة النمطية المعروفة عن الغراب بأنه نذير شؤم مكروه من قبل الناس، ليتحول إلى مصدر تفاؤل لأبطال الرواية، لا سيما وأنه أسهم بإنقاذ أبطالها الأربعة من مواقف محرجة كادت تودي بحياتهم.

انطلقت الرواية بسرد تفاصيل اليوم الذي شهد وفاة رأس النظام السابق حافظ الأسد عام 2000، وتسلّم الابن السلطة بعد توريث علني، ثم عادت بالذاكرة في بعض مطارحها إلى مجازر وانتهاكات ارتكبت بحق المعارضين لنظام الأسد في حقبة الثمانينيات.

الرسالة الأهم التي حاول الكاتب إيصالها، أن السوريين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وأديانهم، يعيشون ظروفًا متشابهة، وأن النظام عمل على تكريس الطائفية في البلاد.

حاول الكاتب إيصال تلك الرسالة من خلال أبطال الرواية الأربعة، وهم الشاب المسلم كنان، والفتاة المسيحية ساندرا، إلى جانب ثامر وهو ينتمي إلى الطائفة الدرزية، بينما البطلة الرابعة كانت الفتاة الشيعية أو العلوية زينب.

أبطال الرواية الأربعة على اختلاف أديانهم وطوائفهم، تشاركوا مع بعضهم لحظات الفرح والحزن، وتحدّوا معًا سطوة النظام الأمنية، حيث خرجوا في مرات عدة بوقفات احتجاجية تضامنًا مع فلسطين والعراق.

الرواية ركزت على عدة جوانب، منها كيف كان النظام يقمع جميع المظاهرات، بما فيها الوقفات التضامنية التي نظمها طلاب الجامعات في سوريا مع فلسطين، أو مع العراق خلال الاجتياح الأمريكي له، إذ نددوا بذلك الاحتلال وصمت العالم كله عن ذلك.

خلال محاولة النظام فضّ الوقفة التضامنية مع العراق، اعتقل أبرز أبطال القصة وهو كنان، حيث تنقّل الأخير بين عدة أفرع أمنية إلى أن رُمي في الفرع “216” (الأمن الداخلي) لـ11 يومًا، ذاق خلالها مختلف أنواع التعذيب والإذلال، إلى أن أُفرج عنه بعد رشوة كبيرة دفعها أهله إلى القاضي، الذي وجّه له عدة تهم أبرزها “وهن عزيمة الدولة”، رغم أن كل ما فعله كنان كان الخروج بوقفة تضامنية مع العراق.

إحدى القضايا التي تناولتها الرواية أيضًا، كانت حول تأثير العادات والتقاليد في المجتمع والاختلاف في الأديان على مسائل الحب والزواج، لذلك عاش بطلا القصة (كنان وساندرا) حبهما بسرية وكانا يلتقيان في منزل صديقتهما زينب.

فترة الاعتقال التي قضاها كنان في سجون الأسد، جعلته يدخل بحالة صدمة نفسية وعزلة عن الجميع، بمن فيهم حبيبته ساندرا، ليفترق الأصدقاء الأربعة لسبع سنوات، إلى أن التقوا مرة أخرى بالمصادفة مع بداية الثورة السورية، حيث خرجوا حينها بمظاهرة ضد النظام قرب الجامع الأموي بدمشق.

الغراب الذي كان أحد أبطال القصة، عاصر حكم الأسد الأب والابن، وكان شاهدًا على المجازر والانتهاكات التي ارتكباها، لذا حقد عليهما وتحدى “الشبيحة” عدة مرات، وتغوط على تمثال الأسد الأب في كلية الآداب بجامعة “دمشق”، ما أثار غضب “الشبيح أبو حيدر” الذي توعد بقتله، وبالفعل ظل يطارده لسنوات إلى أن أطلق النار على جناحه في نهاية القصة، ومن ثم أمسكه ليقوم بتصفية حسابه معه.

غيث حمور من مواليد دمشق عام 1982، وحاصل على إجازة في الإعلام، وله روايات أخرى منها “أبيض قانٍ” و”إمبراطورية فسادستان”.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *