يتكوّن من هذه الأطعمة… نظام غذائي صديق للكوكب! |
توصلت دراسة جديدة إلى أن اتباع نظام غذائي صديق للكوكب يتكون في الغالب من الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، يقلّل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة الثلث تقريبًا لدى البشر، وبالتوازي، يقلّل من انبعاث الغازات الدفيئة التي تدمر الكوكب بشكل كبير.
وقال الدكتور ديفيد كاتز، الاختصاصي في الطب الوقائي وطب نمط الحياة غير المشارك في الدراسة: “إنّ تناول المزيد من الأطعمة النباتية الكاملة، وتقليل الأطعمة الحيوانية، والأطعمة المعالَجة للغاية هو أفضل للأشخاص والكوكب على حدٍ سواء”.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني لـCNN، أفاد كاتز الذي يشغل منصب مؤسس منظمة “True Health Initiative” غير الربحية، وهي تحالف عالمي من الخبراء الاختصاصيين في طب نمط الحياة القائم على الأدلة: “في هذه الورقة، نرى الرسالة ذاتها لكن مضخمة، وهي أنّ الالتزام بنمط غذائي يفضي إلى صحة الكوكب والاستدامة بانخفاض كبير في الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب”.
يلعب إنتاج الغذاء دورًا رئيسيًا في أزمة المناخ. ويقول الخبراء إنّ تربية الماشية للاستهلاك البشري، على سبيل المثال، تستهلك مساحة هائلة من الأراضي الزراعية، وتساهم بإزالة الغابات، وفقدان التنوع البيولوجي، وتلوث المياه.
يمكن للحيوانات التي تمضغ طعامها المجتر إصدار غازات ضارة ذات أثر كبير جدًا على البيئة.
ويولد التجشؤ، وبراز الماشية، والأغنام والماعز غاز الميثان، وهو من الغازات الدفيئة، وهو أقوى من ثاني أكسيد الكربون بـ80 مرة عندما يأتي الأمر في المساهمة بتسخين الكوكب على مدى 20 عامًا، بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
على سبيل المثال، يمكن للبقرة البالغة أن تتجشأ، أو تطلق ما يصل إلى 500 لتر من الميثان يوميًا.
وعند جمعها معًا، فهي قد تولد 15% تقريبًا من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
ومع ذلك، يمكن لاتباع نظام غذائي صديق للكوكب التقليل من استخدام الأراضي بنسبة 51%، وانبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 29%، واستخدام الأسمدة بنسبة 21%، ويمكن لذلك إطالة عمر الناس أيضًا، بحسب الدراسة.
وقال المؤلف الرئيسي والتر ويليت، وهو أستاذ علم الأوبئة والتغذية بكلية هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة في بوسطن: “تغيير الطريقة التي نأكل بها قد تساعد على إبطاء تغير المناخ، ولحسن الحظ فإن ما هو أكثر صحة لكوكب الأرض هو الأفضل بالنسبة لنا أيضًا”.
نظام غذائي للبشر والكوكب
وفي عام 2019، أنشأت لجنة ” EATLancet”، المؤلفة من 37 عالمًا بارزًا من 16 دولة، نظامًا غذائيًا له هدفين:
وشددت خطة الوجبات الناتجة على استهلاك كميات أكبر من الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، وغيرها من البروتينات النباتية، مع تقليل اللحوم ومنتجات الألبان إلى كميات صغيرة.
وحللت الدراسة التي نشرت في مجلة “The American Journal of Clinical Nutrition”، الاثنين ، البيانات الغذائية التي تم جمعها من أكثر من 200 ألف امرأة ورجل لمعرفة مدى مطابقتها للمبادئ التوجيهية الغذائية لـ”EatLancet”.
وكان جميعهم مشاركين في دراسات حكومية طويلة الأمد، مثل دراسة صحة الممرضات الأولى والثانية، ودراسة متابعة المهنيين الصحيين، ولم يكونوا يعانون من أمراض خطيرة عندما بدأ البحث.
وفي كل أربع سنوات على مدى 34 عامًا، كان المشاركون في الدراسة يملأون الاستبيانات الغذائية، ما يوفر للباحثين كمية هائلة من البيانات.
ثم قام الباحثون بتقييم الأنظمة الغذائية بناءً على تناول 15 مجموعة غذائية.
وتتطلب الأطعمة المفيدة لكوكب الأرض موارد إجمالية أدنى كي تنمو، وتشمل الحبوب الكاملة، والدرنات، والخضار، والفاكهة الكاملة، وأطعمة فول الصويا، والزيوت النباتية غير المشبعة، مثل زيت الزيتون.
كما تم قياس الأطعمة التي تتطلب استخدامًا كبيرًا للأراضي، مثل الماشية، وبدرجة أقل الأغنام، والماعز، والخنازير والدواجن، وكذلك استهلاك السكر المضاف، الذي يؤدي للعديد من المخاطر الصحية المعروفة.
وقال ويليت إنّه في حين بحثت دراسات أخرى في أثر النظام الغذائي الصحي على الكوكب، لم تطابق أي منها نطاق هذه الدراسة.
وقال: “هذه دراسة أكبر بكثير وأطول بكثير، وقد كررت تقييمات النظام الغذائي على مدى أكثر من ثلاثة عقود، ما يسمح بمزيد من الدقة الإحصائية”.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص في المجموعة الـ10% الأعلى الذين اتبعوا النظام الغذائي الصديق للكوكب لـ”EatLancet” كانوا أقل عرضة للوفاة قبل الأوان لأي سبب بنسبة 30%، مقارنة بأدنى 10% منهم.
بالإضافة إلى ذلك، سجل أولئك الذين اتبعوا النظام الغذائي عن كثب خطرًا أدنى بنسبة 28% للوفيات المتعلقة بالاضطرابات العصبية التنكسية، وانخفاض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 14%، وانخفاض خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة 10%، وانخفاض خطر الوفاة بسبب الأمراض التنفسية التي تشمل غير المدخنين أيضًا بنسة 47%.
وخلص ويليت إلى أن “النتائج تُظهر مدى ارتباط صحة الإنسان بصحة الكوكب. تناول الطعام الصحي يعزز الاستدامة البيئية، وهي بدورها ضرورية لصحة ورفاهية كل شخص على وجه الأرض”.