الحياة في عقلية مشعل الصفرية!
9 أكتوبر 2024آخر تحديث :
الحياة في عقلية مشعل الصفرية!
صدى الإعلام- الكاتب: موفق مطر – لم يبق أمام حماس إلا إنشاء أكاديمية لتدريس منهج محدث مشتق من تجربة مدرسة (غوبلز) وزير الاعلام في حكومة هتلر الذي اعتمد (الكذب) منهجا لترسيخ دعاية حزبه النازي في أذهان المتلقي الألماني والأوروبي، فالذي يجرؤ على اعتبار ثلاثية (الكارثة والنكبة والإبادة) بحق الشعب الفلسطيني، منذ طوفان جماعته في السابع من اكتوبر تكتيكاً! يستحق فعلا تولي مقعد (غوبلز) الذي آن له أن يتقاعد من كتب التاريخ باطمئنان لوجود وريث حتى لو كان من غير جنسه!
فخالد مشعل رئيس سياسة حماس في الخارج كان وما زال انعكاسا طبيعيا لحقيقة “جماعة الاخوان المسلمين” عموما وفرعهم المسلح في فلسطين المسمى “حماس” حيث يعملان معا على اغتصاب عقل الانسان الفلسطيني والعربي والمسلم بثلاثية: الخداع، والتضليل، والتجهيل، التي ترى دماء الانسان أرخص من الماء، وترى المآسي الانسانية والجراح النازفة، ومئات آلاف الأسماء في قوائم الشهداء والجرحى، وعشرات آلاف العائلات المشطوبة من السجل المدني تضحية من أجل “انتصارات” وهمية ليست موجودة إلا في مخيلته، وبصر جماعته المصابة بداء التوهم.
فمشعل يرى بعينه كيف استغلت منظومة الاحتلال والاستعمار الصهيونية العنصرية ذريعة السابع من اكتوبر (طوفان جماعته) لتدمير مقومات الحياة في غزة، ورغم حسرة وتألم شعوب العالم على مصير اكثر من مليوني فلسطيني يصارعون الموت في قطاع غزة، إلا أنه مصمم على أن طوفان جماعته قد “أعاد الحياة لغزة”!!
وهنا نسأل كل أم فقدت رضيعها وكل أب ما زالت جثامين أبنائه الصغار تحت الركام وكل طفل صهرت قنابل وصواريخ طائرات جيش الاحتلال أجساد عائلته وجبلتها مع الركام، ونسأل كل صاحب بيت مدمر ما زال على قيد الحياة: قل لنا ما حالك وأنت وأطفالك من نزوح الى نزوح ثم نزوح، ثم نزوح؟! هل أنت حي فعلا كما يقول مشعل؟!
اقرأ|ي أيضاً| مشعل ورؤية حماس المدمرة للخلاص!
أم أن مشعل لا يدرك حقا معنى الحياة، والكرامة الانسانية الواجب توفرها كشرط للحديث عن الحياة، وقد نساعد كل مقهور ومعقود لسانه بفعل ارهاب جماعة مشعل في غزة بالإجابة فنقول نيابة عنه: إن مشعل شأنه كجماعة الاخوان المسلمين، يخالف قانون الخالق الذي منح الانسان الحياة بروح وإيمان وعقل وحكمة وصبر وارادة وإخلاص وصبر، لتعمير الأرض، وإحياء مبادئ وقيم وشريعة السلام في اركانها، والإنسان الفلسطيني في الأرض المقدسة فلسطين، مكلف بهذه الرسالة، لكنه لن يقوى على تطبيقها إذا اتبع قاعدة مشعل القائلة بتفضيل الموت –وهو حق- على مبدأ الحياة وهي أمر وروح من الله.
خطاب مشعل أمس تكذيب لجماعته “الاخوان المسلمين” التي ابتدعت (الدعوة) للتغطية على حقيقتها كتنظيم سياسي من نوع خاص، هدفه اغتصاب فكر وثقافة وعقل الانسان العربي والمسلم منهجا، توازى مع مشروع استعماري صهيوني هدفه اغتصاب أرض فلسطين، الوطن التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني، وبهذا التزامن بهذه العملية المزدوجة، يعمل الذين يستخدمون اسرائيل والاسلامويين للإطباق على مقدرات الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والتحكم بمصائرها، وإخضاعها، لتبقى في دوران ضمن دوائر صراعات مع الحداثة والرؤى والأفكار الحضارية الانسانية، وتسد المنافذ نحو المستقبل.. لكن حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، والقوى العربية والإنسانية التحررية التقدمية فعلا ما زالت متمترسة في جبهة الشرائع السماوية الداعية للعدل وإعلاء الحق والسلام، وجبهة الشرائع والقوانين والمواثيق الأممية الدولية، وهنا يكمن سر قوة وصلابة وحكمة قيادة حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وتمسكها بالثوابت، وسر ديمومة منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، فمشعل لا يدرك أن منظمة التحرير كانت قد ثبتت اسم فلسطين في الجغرافيا، وتثبيت الشعب الفلسطيني، بوجوده وارثه الحضاري، وحقه بتقرير مصيره ورؤيته المستقبلية في الحرية والكرامة والاستقلال والسيادة، باعتمادها منهجا وبرنامجا وطنيا، وأسلوبا منسجما مع متطلبات الشرائع والقوانين الدولية، التي من خلالها حظي الشعب الفلسطيني المتطلع للحياة بسلام واستقرار وازدهار باحترام وتقدير واعتراف 149 دولة حتى الآن، في أحسن تعظيم وتقديس لتضحيات الشعب الفلسطيني الذي حافظت قيادته الوطنية على الحق الفلسطيني، وأبقت بفضل صموده ونضاله الحق الفلسطيني (القضية الفلسطينية) محورا لحياة وتفكير وعمل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، والشعوب المحبة للسلام في العالم، أما الذي يفكر بعقلية الابتداء من (الصفر) كمشعل وجماعته، فإنه يبرر الابادة لتبرئة نفسه من منح الصهيونية الدينية الذريعة التي اتخذها نتنياهو “كشرعية” لاعادة احتلال غزة وجنوب لبنان.