هل يمكن أن يصبح روبوت الذكاء الاصطناعي رئيسك في العمل؟
مع تطور الذكاء الاصطناعي، ظهرت تساؤلات عن احتمالية فقدان بعض الوظائف، لكن ما قد لا يخطر ببال الكثيرين أنه يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محلّ المديرين ورؤساء العمل أيضًا، وقد بدأت بعض الشركات بالفعل بتجربة هذا الأمر. وهذا يعني أنه من الممكن أن يصبح روبوت الذكاء الاصطناعي رئيسك في العمل.
إليك المزيد من التفاصيل عن هذا التقدم:
أولًا: ما الأدوار التي يؤديها رؤساء الذكاء الاصطناعي؟
غالبًا يؤدي مدير الذكاء الاصطناعي عمله تمامًا كالمدير البشري؛ إذ يحلل أداء الشركة، ويحدد الأهداف، ويتابع شؤون الموظفين، كما يمكنه اقتراح إستراتيجيات جديدة أو تحسينات لتطوير العمل وتعزيز الكفاءة. ويتفوق عادةً على البشر في أداء بعض المهام، مثل: حل المشكلات المعقدة ومراجعة المستندات، لكن في المقابل يتفوق المديرون البشريون عليه بالسلطة والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة مثل: التوظيف والفصل أو تفويض المعاملات.
بدأت بعض الشركات بتجربة تعيين روبوت في منصب مدير تنفيذي، فقد عينت شركة NetDragon وهي شركة تطوير تطبيقات للأجهزة المحمولة روبوت يُسمى Tang Yu ليعمل رئيسًا تنفيذيًا في عام 2022، إذ يُجري هذا الروبوت تحليلات للبيانات لحظيًا لتقديم القرارات الإستراتيجية، وتقييم المخاطر، وتبسيط سير العمل.
ثانيًا: ما المزايا المرتبطة بتوظيف رؤساء يعملون الذكاء الاصطناعي؟
يتمتع مديرو الذكاء الاصطناعي بالعديد من المزايا مقارنة بالمديرين البشريين، ومن أبرز هذه المزايا:
القدرة على التنبؤ الدقيق:
يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بالنتائج المستقبلية؛ إذ يمكن للنماذج المختصة بالتحليلات التنبئية تقديم تقديرات دقيقة بناءً على البيانات المتاحة، وهو ليس بالأمر الهيّن بالنسبة للبشر، مع أن هذه المهارة مهمة عند الرؤساء عمومًا.
يحتاج الرؤساء أيضًا إلى القدرة على رؤية كيفية سير الأمور لتشكيل إستراتيجيات فعالة، والذكاء الاصطناعي يمكنه القيام بذلك بنحو جيد؛ لأنه قادر على تحديد الأنماط الدقيقة في البيانات، وهذه المهمة تكون عادةً عرضة للخطأ البشري.
تقليل التكلفة:
من أهم المزايا المرتبطة بتعيين رؤساء يعملون بالذكاء الاصطناعي أنهم لا يحتاجون إلى راتب، وهذا يعزز ميزانية الشركة بنحو كبير؛ لأن الرؤساء التنفيذيون يكسبون ما يبلغ 399 ضعف ما يكسبه الموظفون العاديون في المتوسط، ومن المنطقي أتمتة هذه المناصب ذات الأجور المرتفعة أكثر من وظائف الأخرى.
التوفر طوال الوقت:
يمكن للروبوت أو المدير الآلي توفير خدماته والتواصل مع الآخرين طوال الوقت، وهذا الأمر لا يستطيع البشر تحقيقه، كما أنه يوفر استجابات فورية، ويحصل على إجاباته من البيانات نفسها في كل مرة؛ مما يقلل احتمالية حدوث أخطاء أو سوء تفاهم، ويعزز التعاون بين أعضاء الفريق.
اتخاذ القرارات العقلانية:
يمكن لمدير الذكاء الاصطناعي تحسين العمل بسبب قدرته على اتخاذ قرارات عقلانية بعيدًا عن العواطف؛ إذ يحدد نموذج الذكاء الاصطناعي أفضل طريقة لإكمال العمل من خلال تحليل البيانات فقط.
ثالثًا: ما السلبيات المرتبطة بتعيين رؤساء يعملون بالذكاء الاصطناعي؟
مع أن هناك العديد من المزايا المرتبطة بتعيين رؤساء يعملون بالذكاء الاصطناعي، فإن هناك بعض العوائق التي تقف أمام اعتماد الشركات عليهم:
قضايا المساءلة والتحيز:
مع أن الذكاء الاصطناعي يبدو أقل تحيزًا في البداية، فقد يكون كذلك إذا تدرّب على بيانات متحيزة، وقد يكون من الصعب أيضًا اكتشاف تحيز الذكاء الاصطناعي قبل نشر النظام، لذا فإن وضع روبوت في السلطة قد يؤدي إلى معاملة غير عادلة في مكان العمل.
ومن ناحية أخرى، لا يمكن للذكاء الاصطناعي تحمل مسؤولية أخطائه على عكس المدير البشري، ومع أنه سيتمتع بالدقة عند أداء معظم المهام؛ فإنه معرّض للهلوسة أو ارتكاب الأخطاء.
فقدان الوظائف:
قد لا يكون الخوف من استبدال المديرين البشريين بروبوتات الذكاء الاصطناعي كبيرًا مقارنةً بالوظائف الأخرى؛ لأن عدد المديرين أقل من الموظفين الآخرين، لكن أي فقدان لأي وظيفة يؤثر سلبًا في فئة معينة، كما قد تؤدي أتمتة المناصب العليا إلى إزالة فرص الترقية التي يتمتع بها الموظفون ذوو الخبرة والمهارة.
المخاوف المتعلقة بالأمن والخصوصية:
إن تولي إدارة مؤسسة ما يعني التعامل مع الكثير من المعلومات الحساسة الخاصة بالموظفين والعملاء والأعمال التجارية، ومنح روبوت ذكاء اصطناعي حق الوصول إلى كل هذه البيانات يعني أن خرقًا واحدًا في النظام قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
إذن، هل يمكن أن تحل روبوتات الذكاء الاصطناعي محل رؤساء العمل؟
بمرور الوقت، ستصبح الروبوتات أدق، وسيجد الخبراء حلولًا للتعامل مع سلبياتها؛ مما سيجعل تعيين رؤساء بعملون بالذكاء الاصطناعي خيارًا قابلًا للتطبيق في مجموعة واسعة من الشركات، لكن لن يلغي الذكاء الاصطناعي دور المديرين البشريين تمامًا.
فحتى مع المزايا التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، فإنه يفتقر إلى التفكير الإبداعي اللازم لبعض المهام الإدارية، وبذلك يكون التعاون بين الذكاء الاصطناعي والبشر هو الحل الأمثل؛ إذ حققت نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتعاون مع المديرين البشريين معدل نجاح بنسبة تبلغ 72% في تحفيز الموظفين، متفوقة على الذكاء الاصطناعي والبشر وحدهم.