خبراء: البحرين تميّزت في مجال التكيّف مع تغيّر المناخ والحملة
أكد خبراء ومسؤولون مشاركون في حفل إطلاق الحملة الوطنية “مياه مستدامة”، التي دشّنها وزير النفط والبيئة والمبعوث الخاص لشؤون المناخ د.محمد بن دينه، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أهمية الحملة التي تهدف إلى الحفاظ على الثروة المائية وتعزيز الوعي المؤسسي والمجتمعي بأهمية إعادة تدوير المياه واستدامتها.
وأشاروا إلى أن شعار الحملة “لكل قطرة قصة” يحمل العديد من الدلالات التي تدعو للحفاظ على الثروة المائية، مشيدين بالمبادرات والأنشطة الاجتماعية التي تهدف إلى إعادة تدوير المياه، ورفع الوعي بترشيد الاستهلاك، وتطبيق أساليب الترشيد في الأنشطة المختلفة، منها الزراعية والتجارية والصناعية.
وأكدوا لـ”بنا” على هامش حفل إطلاق الحملة، الذي حضره وزير الأشغال إبراهيم الحواج، ووزير شؤون الكهرباء والماء ياسر بن حميدان، أن أداء البحرين يُعدّ متقدّماً في مجال التكيّف مع تغيّر المناخ.
وأكدت مديرة إدارة تغيّر المناخ والتنمية المستدامة في الجهاز التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة ليلى سبيل، أهمية الحملة، لما لها من دور في تعزيز مرونة قطاع المياه في مملكة البحرين، مشيرةً إلى الطلب العالمي المتزايد على موارد المياه، مما يستدعي التعامل مع هذه الثروة الهامة بكفاءة واقتدار.
وأوضحت، أن الحملة تُعدّ خطوة مهمة نحو تحقيق استدامة المياه في البحرين، ما يعكس الوعي بضرورة التعامل مع تحديات الموارد المائية، مبيّنةً أن الجهود تتكاتف لترشيد استهلاك المياه، مع التركيز على طرق وأساليب الترشيد في الأنشطة المختلفة، بما في ذلك الأنشطة الزراعية والتجارية والصناعية.
ولفتت سبيل إلى أداء البحرين المتقدّم في مجال التكيّف مع تغيّر المناخ مقارنة بدول مشابهة في الظروف والبيئة كونها من الدول الجزرية، مؤكدةً أهمية الوعي بتأثير تغيّر المناخ على مصادر المياه والأمن الغذائي والنظام البيئي.
من جانبه، أكد نائب المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، مكتب غرب آسيا، عبدالمجيد الحداد، أن الحملة تهدف إلى توعية الجمهور بقيمة المياه، مشيراً إلى وجود مخاطر تهدّد الموارد المائية من مصادر مختلفة، لافتاً إلى أن المياه المتجدّدة شحيحة، بينما المياه المعالجة والمياه الرمادية تعتبر مصادر مهمة للاستخدام.
وأضاف أن مشاريع إعادة استخدام المياه تشمل مبادرات لتطوير استخدام المياه الرمادية في المنازل، مثل تجميع مياه الأمطار واستخدام مياه المكيفات لري المزروعات، وهو جزء من تطبيق الاستراتيجية الوطنية للمياه، وجهود مجلس الموارد المائية لحماية وتنمية الموارد بما يضمن استمرارها وكفاءتها.
رئيس قسم مصادر المياه بالمجلس الأعلى للبيئة محمد جناحي، شدّد على أهمية تعزيز الوعي بأهمية تقنين استخدام المياه، وتحسين استخدام المياه المعالجة في المنازل، مبيناً وجود تصاميم مستقبلية يُمكن تنفيذها في المنازل الجديدة تتيح استخدام المياه العذبة والمعالجة، حيث يتمّ تجهيز المنازل بأساليب وطرق للتعامل مع التغيرات المناخية وشح المياه.
بدوره، ثمَّن رئيس المهندسين في مكتب الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية محمد داداباي، جهود البحرين في الحفاظ على البيئة، ومنها الحملة الوطنية للتشجير التي تهدف إلى مضاعفة عدد الأشجار في المملكة إلى 3 ملايين شجرة خلال 10 سنوات.
وأوضح، أن مبادرات التشجير تأتي إلى جانب مبادرات أخرى مهمة، مثل توفير الخدمات الإسكانية بطريقة مستدامة، ومراعاة استخدام مواد البناء ذات المواصفات المستدامة، والسعي لتحقيق الأهداف العالمية من خلال تطبيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي وضعتها الأمم المتحدة.