اخر الاخبار

قمة بريكس الـ16 تأمل تعزيز التعددية من أجل الأمن العالمي

انطلقت فعاليات قمة “بريكس” في نسختها الـ16 بمدينة قازان الروسية، الثلاثاء، تحت شعار “تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلَين”، ومن المرتقب أن تستمر على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة ممثلين من عشرات الدول.

ويشارك في قمة “بريكس” هذا العام ممثلي 32 دولة منهم 24 رئيساً، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريتش، والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يشارك بصفة ضيف.

وتتشكل المجموعة حالياً من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، ومصر، وإيران، والإمارات، وإثيوبيا، فيما لا تزال السعودية تدرس العرض المقدم لانضمامها للتكتل ومدى مواءمتها لسياستها الداخلية، بحسب ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لـ”الشرق” بعد انتهاء قمة جنوب إفريقيا العام الماضي.

وعلى الرغم من ذلك، فإن المجموعة تأمل أن يتمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إزالة كافة العقبات أمام انضمام الرياض إليها.

وتشارك السعودية في قمة قازان بوفد يترأسه وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، الذي كان قد شارك في يونيو الماضي في اجتماع وزراء خارجية المجموعة في مدينة نينجني نوفجورد الروسية، تحت صفة “دولة مدعوة للانضمام لمجموعة بريكس”، وبحسب الخارجية السعودية ركز الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته على الأولويات والقضايا المشتركة وعلى رأسها المستجدات التي تشهدها المنطقة والمتمثلة باستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومخاوف تمدد الصراع إلى مناطق أخرى.




الحرب على غزة ولبنان

ومن المتوقع أن تهيمن القضية الفلسطينية ومسألة وقف الحرب على قطاع غزة ولبنان وسبل تهدئة التصعيد الأخير الذي يشهده الشرق الأوسط وسط مخاوف نشوب حرب إقليمية جراء الضربة الإسرائيلية المرتقبة على إيران، الدولة المنضمة حديثاً للمجموعة، على الجانب السياسي والأمني لقمة قازان، مع غياب محتمل لملف الحرب على أوكرانيا من طاولة نقاشات القادة.

وكان بوتين عبّر خلال لقاء مع صحافيي دول المجموعة عن موقف إيجابي بشأن احتمالية مشاركته في قمة سلام تستضيفها السعودية مع اشتراط أن يكون محتوى هذه القمة متقارب مع وجهة النظر الروسية.

ومع مشاركة الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية السعودي يتوقع أن تعبّر المجموعة كتكتل عن دعمها للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، الذي أعلنت عنه السعودية والاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع رفيع المستوى للأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر الماضي.

تكتل اقتصادي متكامل

وفي الجانب الاقتصادي، تأمل المجموعة تحقيق توافقات في العديد من الملفات المتعلقة بتطوير البنية التحتية التشريعية، التي تهدف لقيام تكتل اقتصادي متكامل الأركان بعكس ما هو قائم حالياً المبني أساسه على علاقات ثنائية بين دول المجموعة.

وعلى الرغم من توسع العضوية، لم تتمكن المجموعة حتى الآن من التوصل إلى اتفاقيات مُنظّمة للتجارة البينية على غرار اتفاقيات التجارة الحرة أو تقديم مسارات تعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية للدول الأعضاء.

وتشي هذه النسخة من القمة بملامح اتفاق مبدئي بشأن إمكانية إنشاء منصة دفع وتسوية مالية رقمية متعددة الأطراف ضمن إطار دول التكتل، وذلك بحسب ما ذكرته رئيسة المجلس الفيدرالي الروسي فالنتينا ما تفيينكو لوكالة “سبوتنيك” الروسية في يوليو الماضي.

وانتهت وزارة المالية والبنك المركزي الروسيين من إعداد تقرير بشأن مشروع تحسين النظام النقدي الدولي، يحتوي على عدد من المبادرات والتوصيات لعرضها على قادة دول المجموعة.

كما يتوقع أن تولي النسخة الروسية اهتماماً خاصاً بالملفات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا، والرعاية الصحية، والملفات البيئية.

وتُمثّل دول مجموعة “بريكس” ثلث مساحة اليابسة في العالم، ويعيش فيها أكثر من 45% من إجمالي سكان العالم، وأيضاً نحو 45% من إجمالي احتياطات العالم النفطية.

وتمتاز دول المجموعة بأن إنتاج دولها يشكل 30% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وأكثر من 17% من احتياطيات الذهب العالمية.

وتهدف بريكس إلى أن تنجح في التحول إلى قوة اقتصادية عالمية تمتلك القدرة على منافسة دول مجموعة السبع التي تستحوذ على 60% من إجمالي الثروة العالمية، وذلك من خلال توسع التكتل وتحفيز القدرات الاقتصادية لدوله لبناء منظومة اقتصادية فتية وعادلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *