اخبار عمان

“منتدى شباب عُمان” يستشرف آفاق ثورة الذكاء الاصطناعي ودور الجيل الجديد في دعم التوجهات المُستقبلية

 

 

◄ نائب رئيس مجلس الدولة يُكرِّم المشاركين في “عُمان مُلهمة” والفائزين بـ”هاكاثون التسويق الرقمي”

◄ الطائي: أدعو الشباب إلى التخصص في مجالات الذكاء الاصطناعي والإسهام في قيادة المُستقبل

◄ منصة “عُمان مُلهمة” تستعرض إنجازات عدد من الشباب المؤثرين مُجتمعيًا

◄ تأكيد ضرورة الاستخدام الإيجابي لتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق رخاء وازدهار البشرية

◄ قوى الشر تستغل الذكاء الاصطناعي في إذكاء الحروب وإبادة البشر

 

 

اخبار عمان سارة العبرية فيصل السعدي

تصوير/ راشد الكندي

 

رعى صاحب السمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد، صباح أمس الأربعاء، حفل افتتاح النسخة الأولى من منتدى شباب عُمان، والذي ينعقد على فترتين؛ حيث تحمل الفترة الصباحية عنوان “الذكاء الاصطناعي ومستقبل العالم الجديد”، بينما تحمل الفترة المسائية عنوان “#عُمان_مُلهمة”، وهي منصة شبابية واعدة تستهدف الاحتفاء بأصحاب الإنجاز وفتح المجال واسعًا أمام صناعة قدوات جديدة، تزامنًا مع احتفالات البلاد بيوم الشباب العُماني.

متغيرات هائلة

واستهل أعمال المنتدى الأمين العام رئيس اللجنة العليا حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة اخبار عمان، بتقديم كلمة ترحيبية، أكد فيها أن هذا المنتدى ينعقدُ تحت ذلك العنوان المُهم والاستشرافي، بينما يشهد العالمُ من حولنا متغيرات هائلة على صعيد التطورات التكنولوجية، والابتكارات التي تعمل على تغيير مجرى حياة البشر، وإيجاد مسارات جديدة في العديد من المجالات، لا سيما فيما يتعلق بالإنتاج والتنمية والاقتصاد، فضلًا عن الطفرة المعرفية التي ساعدت الإنسان على التوصل إلى نتائج لم تكن معروفة من قبل، وأسهمت في إحداث تحوُّلات جذرية في فهمنا للواقع الذي نعيشه.

وقال الطائي إنه معَ تزايُدِ الاهتمام بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة وما أحدثته من طفرات نوعية في العديد من المجالات، والعالم يترقب بشغف كل تطوُّرٍ في مجال الذكاء الاصطناعي، ليس فقط لما يُسهم به من سرعة إنجاز المهام وغيرها، لكن الأهم أنه يساعد على بلوغ نتائج علمية ومعرفية غير مسبوقة في وقت قياسي.

وأوضح أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تطبيقات رقمية تساعد البعض على إتمام بحث علمي هنا أو تصميم صورة أو مقطع فيديو هناك؛ بل بات الأمر ذا صلةٍ قويةٍ بالتقدُّم الاقتصادي والمعرفي والعلمي، وسط سعي حثيث من أجل توظيف مثل هذه التقنيات الثورية في خدمة المجتمعات ومساعدتها على النمو وتخطي العوائق.

اهتمام حكومي

وأضاف أن الحكومة الرشيدة أولتْ اهتمامًا بالغًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي، انطلاقًا من التوجيهات السامية السديدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه بالاستفادة المُثلى من مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، إلى جانب التطلعات المستقبلية للرؤية الوطنية “عُمان 2040”.

وتابع أنه لذلك أطلقت الحكومة البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، والذي يمثل مبادرة وطنية لتعظيم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتعميق استخداماته في شتى مناحي الحياة، لا سيما في الجوانب الاقتصادية والتنموية.

وأوضح الطائي أنه استجابةً لمُستهدفات رؤية “عُمان 2040” التي تضع تقنية المعلومات والاتصالات ضمن قائمة القطاعات المُمكِّنة والمُحَفِّزة للقطاعات الاقتصادية الإنتاجية والخدمية، ومن منطلق تعزيز التوجه الاستراتيجي لبناء اقتصاد رقمي مزدهر، فقد اعتمدت حكومتنا الرشيدة برنامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

وذكر الطائي أن الحكومة تسعى من هذا البرنامج إلى تحقيق جملة من الغايات والأهداف، في مقدمتها: تحسين ترتيب سلطنة عمان في التقرير السنوي لمؤشر الجاهزية الحكومية للذكاء الاصطناعي الذي يصدر عن مؤسسة إنسايت أوكسفورد، وزيادة عدد الشركات الناشئة المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، والشركات العاملة في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب جذب وتنمية الاستثمارات في هذا القطاع.

وحث الطائي على عدم الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي ينحصر فقط في بعض التطبيقات الشهيرة وعلى رأسها “تشات جي بي تي”، مؤكدًا أن الأمر في حقيقته أكبر من ذلك، ويتجاوز محدودية هذا التطبيق الذي لا يعدو كونه مُحرِّك بحث يعتمد على الذكاء الاصطناعي وخاصة التوليدي منه، لكننا نشير إلى الذكاء الاصطناعي الذي يتولى عمليات تحليل الأرقام الاقتصادية، لاكتشاف الخلل، أو مراقبة الطرق وضبط المخالفين، أو توظيفه في الأنظمة الإنتاجية، لا سيما في المصانع، علاوة على دوره في مجالات العلوم والأحياء، ومحاربة الأمراض، وفي قطاعات التعليم، والبحث عن حلول جذرية للمشكلات التي تواجه البشرية.

ضخ الاستثمارات

وبيّن الطائي أنه في هذا السياق، تتعاظم الحاجة إلى ضخ المزيد من الاستثمارات في هذا الجانب، والعمل على دعم الشباب المُبتكر والمُطوِّر لأنظمة الذكاء الاصطناعي،  عبر توفير قنوات تمويلية للمشاريع التقنية المُتخصصة.

وقال رئيس تحرير جريدة اخبار عمان إنه عندما نتحدث عن دور الذكاء الاصطناعي في المجالات الأكثر تخصصية، يعنينا أن نعمل على توظيف مثل هذه الإمكانيات المتقدمة في النهوض بالقطاعات التي تحتاج إلى تطوير كبير، مثل قطاع التعليم. وشدد الطائي على أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم من شأنه أن يدعم جهود الارتقاء بجودة هذا التعليم، ومن ثم يقودنا ذلك إلى تنمية الابتكارات لدى أبنائنا في المؤسسات التعليمية، وإذا ما بلغنا هذه المرحلة واستطعنا صقل المواهب الطلابية في مجالات الثورة الصناعية الرابعة، سيؤدي ذلك إلى بناء اقتصاد قوي، وهذا هو هدفنا الأسمى.

وأوضح الطائي أن للذكاء الاصطناعي منافع لا حصر لها، لكننا نؤكد أهمية توظيف هذه المنافع فيما يخدم التنمية الشاملة واستدامتها، ونشر السلام والوئام بين المجتمعات حول العالم، والعمل على الاستفادة من تلك التقنيات في خدمة البشرية، وهذا يستدعي العمل على بلورة مواثيق أخلاقية تحافظ على القيم الإيجابية لهذه التقنية المُذهلة، بعيدًا عن الاستغلال السلبي لها، خاصة أن قوى الشر الآن باتت تستخدم مثل هذه التقنيات في تنفيذ عمليات اغتيال وسفك للدماء وإشعال الحروب، بشقيها، الحروب الافتراضية في ساحات الفضاء الرقمي، أو الحروب في صورتها التقليدية.

وأضاف: “جميعنا يُتابع يوميًا بل لحظيًا وعلى الهواء مباشرة، حجم الدمار الذي تتعرض له غزة ولبنان، على يد عدو غاشم يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحقيق مآربه الدموية، فتارة يستخدم الذكاء الاصطناعي للتجسس على الاتصالات ومن ثم رصد أهداف بشرية وتصفيتها عن بُعد، عبر الطائرات المُسيَّرة؛ إذ يعمل الذكاء الاصطناعي على تمكين هذه الطائرات المسيرة من الطيران بشكل مستقل دون تدخل بشري، عبر توظيف تقنيات التعلُّم الآلي وخوارزميات التوجيه الذاتي. كما يسهم في التعرُّف على الأهداف وتصنيفها، مثل الأشخاص أو السيارات أو أي هدف محدد مُسبقًا عبر البرمجة الآلية. علاوة على دور الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور ومقاطع الفيديو، لاستخلاص نتائج مُعينة، مثل معرفة موقع تصوير الفيديو أو تعقُّب بصمة الصوت في الفيديو لمعرفة هوية المُتحدث واستخدمات تقنيات التعرف على الوجه كذلك”.

سلاح ذو حدين

وتابع الطائي أن الذكاء الاصطناعي سلاحٌ ذو حدين، ينبغي علينا جميعًا أن نستخدمه في خير البشرية وصلاحها وتطورها، وأن نتكاتف من أجل مقاومة الاستخدامات السلبية له، فالتقنيات الحديثة نِعَمٌ عظيمة من الخالق، وما تعلمه الإنسان وابتكره في هذا الجانب يأتي مِصداقًا لقوله تعالى في سورة العَلَقِ: “عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”، لذلك ينبغي أن يكون هذا العلم مُفيدًا ونافعًا للبشرية بعيدًا عن كل شر أو ضرر.

ودعا الطائي جميع الشباب والشابات؛ لأن يحرصوا على تعلُّم التقنيات الحديثة، وأن يبتعدوا عن طريق الوظائف التقليدية، التي باتت تعاني من حالة تُخمة كبيرة، وفي المقابل، يتوجهوا إلى التخصصات النوعية القائمة على التقنيات الحديثة ومخرجات الثورة الصناعية الرابعة، وفي المقدمة منها، الذكاء الاصطناعي، لأن المستقبل الذي بدأ بالفعل سيقوده شبابنا المُتسلِّح بالعلم المُتقدِّم وبالمعرفة العميقة والتخصصية بهذه المجالات، التي ستعمل على تغيير حياتنا نحو الأفضل.

إلى ذلك، قدم البروفيسور تشينغ تشيه تسال عميد كلية الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب في جامعة تشونغ هيسينغ الوطنية في تايوان، ورقة العمل الرئيسية الأولى، حول صناعة أشباه الموصلات وتوظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال. بعدها قدم المكرم الدكتور حسين بن سليمان السالمي نائب رئيس الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عُمان (جيوتك) للشؤون الإدارية والمالية، كلمة الشريك الداعم حول مجريات “هاكاثون التسويق الرقمي”.

وألقى ورقة العمل الرئيسية الثانية البروفيسور تشو تشيه تشوانغ نائب الرئيس وعميد الشؤون الدولية بجامعة تشونغ هيسينغ الوطنية في تايوان.

واختتم أعمال جلسة الافتتاح البروفيسور برادا براساد بانيجراهي الخبير الدولي في مجال تحويل المشاريع الطلابية إلى شركات ناشئة، بمحاضرة تطويرية ذات أهداف مستدامة.

ورش تدريبية مُتخصِّصة

وأعقب جلسة الافتتاح انطلاق أعمال الورش التدريبية المتخصِّصة المصاحبة؛ والتي استهلها البروفيسور يانغ مينغ دير عميد كلية الهندسة والأستاذ في قسم الهندسة المدنية جامعة تشونغ شينغ الوطنية بتايوان، بورشة حول “الاستخدامات التنموية للذكاء الاصطناعي”، كما يقدم البروفيسور بو تشونغ تشوانغ دكتوراه في الاتصال من جامعة ولاية واين بالولات المتحدة الأمريكية، الورشة التدريبية الثانية: “المحتوى الإخباري الجديد وتقنيات الذكاء الاصطناعي”، ثم الورشة التدريبية الثالثة بعنوان “الإنتاج الافتراضي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي” والتي قدمها البروفيسور هسيانغ واي لاي أستاذ قسم (RTV) بجامعة تايوان الوطنية.

وأخيرًا.. قدَّمت البروفيسورة شوهوي صوفي تشينغ الأستاذ المشارك بقسم فنون الاتصال جامعة تشاويانغ للتكنولوجيا بتايوان، الورشة التدريبية “الذكاء الاصناعي وصناعة التأثير في الرأي العام”.

وكاحتفالية شبابية تحفيزية، انطلقت أعمال الجلسة المسائية من “منتدى شباب عُمان”، تحت عنوان “عُمان مُلهمة”، وذلك تحت رعاية اللواء الركن متقاعد المكرم سالم بن مسلم قطن نائب رئيس مجلس الدولة. و”عُمان مُلهمة” منصةٌ أتاحت للمؤثرين العُمانيين مُجتمعيًا من جيل الشباب استعراض عُصارة تجاربهم، فاتحين نوافذ التحفيز والأمل أمام قطاع الشباب نحو التفكير الإيجابي وصناعة التغيير.

وشارك في المنصة كلٌّ من: الشاعر فيصل الفارسي، والإعلامي محمد الهنائي، والمؤثرة قوت القلوب الحسينية، والفلوجر مرتضى اللواتي، والمبتكرة تسنيم الداؤودية، ورائد الأعمال على الكلباني، والمهندس ميثم اللواتي، والمهندس إسحاق الشرياني، والفنان سالم الشرجي، والمبتكرة نِعَم الحراصية، والمبتكرة منار الجهورية، والمصورة مشاعل البيمانية، والناشط الاجتماعي حافظ أولاد أحمد.

وفي ختام الحفل، كرَّمت اللجنة الرئيسية لأعمال المنتدى الشباب المؤثرين المشاركين في منصة “عُمان ملهمة”، إلى جانب تتويج الفائزين بهاكاثون التسويق الرقمي 2024.

ثورة الأمم

يُشار إلى أن “منتدى شباب عُمان” هو أحدث فعاليات جريدة “اخبار عمان” في إطار مسؤوليتها الوطنية لدعم ثروة الأمم، والاحتفاء بالمجيدين منهم باعتبار الشباب هم الشريحة الأهم بين شرائح المجتمع؛ فهم عماد الحاضر وصناع المستقبل، ومكمَن الطاقات المبدعة والقوة الواعدة، هم أساس بناء الحضارات وأغلى مورد على الإطلاق.

وانطلق المنتدى بإيمان عميق من اللجنة الرئيسية بالدور الوطني للشباب في مسيرة نهضة عُمان المتجددة، لا سيما عندما تجمعهم الأفكار البناءة والإمكانات المناسبة، لتأتي النسخة الأولى تلبيةً لحاجة المُلهِمين والنماذج العُمانية الشبابية الواعدة ممَّن يملؤهم الشغف في غدٍ أفضل وفتح نافذة جديدة على العالم، وتفعيل الأدوار الإبداعية للشباب والمشاركة في صناعة القرار وطرح الرؤى الطموحة، وصولاً لمجتمع شبابي ناضج، مُبادر، مُشارك، مُبدع وطموح.

وكانت أعمال المنتدى هذا العام قد تضمنت عددًا من الفعاليات المُحقِّقة لرسالته التحفيزية أمام الشباب؛ حيث انطلق السبت الماضي “هاكاثون التسويق الرقمي”، بمقر الجماعة الألمانية للكتولوجيا (جيوتك)، كمسابقة تقنية تنظِّمها “اخبار عمان” بالتعاون مع الجامعة، وسط مشاركات نوعية من الطلاب من مختلف الجامعات. وقد أتاح الهاكاثون الفرصة أمام الطلاب المستهدفين لبلورة أفكارهم في قوالب تتواكب ومُستويات التقنية الرقمية الهائلة؛ الأمر الذي يُعزز التوجه نحو توطين صناعات التكنولوجيا، ويسمح بتطوير إمكانات المشاركين ومنح أجواء التنافس زخمًا أكبر. وتضمنت مجالات التنافس في الهاكاثون: الذكاء الاصطناعي وصناعة محتوى تسويقي يعزز قاعدة العملاء، وتوظيف تقنيات “الواقع المعزز” لزيادة تنافسية الصناعة التسويقية، ودفاعات الأمان الإلكتروني في فضاءات التسويق الرقمي.



الورش التدريبية (33).jpeg

الورش التدريبية (22).jpeg

الورش التدريبية (6).jpeg

image00096.jpeg

image00082.jpeg

image00057.jpeg

image00048.jpeg

image00034.jpeg

1الصيني 2.jpeg

1 حاتم الطائي.jpeg

1 تكريم الراعي.jpeg

1 الراعي.jpeg

1 الصورة الجماعية.jpeg

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *