التهاب الكبد “A” يتفاقم في ريف دير الزور
دير الزور – عبادة الشيخ
تزداد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي “A” في ريف دير الزور، حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، في ظل تردي وضع القطاع الصحي، وقلة الدعم من قبل لجنة الصحة عن أغلبية المستشفيات العامة.
وتركزت العديد من حالات الإصابة بهذا المرض في ريف دير الزور الشرقي، إذ قالت مصادر طبية تنشط في المنطقة ل، إن سبب تلك الحالات تلوث مياه الشرب.
ويقصد المرضى مستشفيات الحسكة والرقة لأن المستشفيات الخاصة بريف دير الزور لا توجد فيها اختصاصات طبية، مثل الهضمية والصدرية والعينية والعصبية، كما تعاني من قلة الإمكانيات والمعدات داخلها.
سفر وتكلفة مرتفعة
لم يتمكن عبد القادر الزناد (28 عامًا) من الحصول على العلاجات والأدوية التي تخفف من أعراض إصابته بالتهاب الكبد من المراكز الصحية التابعة للجنة الصحة في “مجلس دير الزور المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية”.
توجّه الشاب إلى المستشفيات الخاصة بمدينة الحسكة، وخضع للعلاج على نفقته الخاصة، بعد أن أعطاه أحد الاطباء في ريف دير الزور أدوية خاطئة لا تناسبه، وأدت إلى تدهور حالته الصحية، حسب قوله.
وتتراوح تكلفة العلاج في الحسكة بين 1.5 مليون ليرة سورية و2.5 مليون ليرة (150 دولارًا أمريكيًا)، من استشارات طبية وتصوير وتحاليل، بينما تبلغ تكلفة النقل من دير الزور إلى الحسكة قرابة 800 ألف ليرة سورية ذهابًا وإيابًا.
وهناك مرضى يقتصرون على العلاج المتوفر أو المتاح، بسبب عدم توفر المال لأخذ العلاج من المستشفيات الخاصة أو الانتقال إلى محافظات ثانية.
ما التهاب الكبد “A”
وفق منظمة الصحة العالمية فإن التهاب الكبد “A” يمكن أن يسبب مرضًا تتراوح شدته بين الخفيفة والخطيرة.
وتنتقل العدوى بفيروس التهاب الكبد “A” عن طريق تناول الأطعمة والمياه الملوثة أو المخالطة المباشرة لشخص مصاب بالعدوى، ويرتبط خطر الإصابة بالعدوى بالمرض بنقص المياه المأمونة، وتردي مستوى الإصحاح والنظافة العامة (كالأيدي المتسخة والملوثة).
ويتعافى تمامًا معظم المصابين به، ويكتسبون مناعة ضده طوال العمر، إلا أن نسبة قليلة جدًا من المصابين بالعدوى بالالتهاب قد تلقى حتفها بسبب التهاب الكبد الخاطف، وفق “الصحة العالمية”.
أكثر من 900 حالة خلال 40 يومًا
بحسب إحصائية حصلت عليها من منظومة الإنذار المبكر والرصد الوبائي التابع لمنظمة “فيوتشر” العاملة في مجال الأوبئة بشمال شرقي سوريا، عن أيلول وتشرين الأول، تم تسجيل 232 حالة إصابة بالتهاب الكبد “A” خلال الأسبوع الأول من تشرين الأول في المراكز المبلغة من ريف دير الزور الشرقي، كما بلغ عدد الحالات المصابة خلال أيلول 732 حالة.
وفق طبيب عامل في المنظومة، فإن هذا الرقم يعكس زيادة الإصابة وجزءًا من الحالات، ولا يمثل الرقم الفعلي، حيث أظهرت التحاليل المخبرية لعدد من هذه الحالات نتيجة إيجابية لفيروس التهاب الكبد الوبائي من النمط “A”، ومن الملاحظ أن عدد الحالات الأسبوعي سجل رقمًا قياسيًا.
طبيب مختص في الأمراض الهضمية والداخلية (فضّل عدم ذكر اسمه لمخاوف أمنية)، ويعمل في عيادته الخاصة بمدينة الحسكة، قال ل، إنه بشكل يومي منذ شهرين تأتي حالات من ريف دير الزور بشكل كثيف وملحوظ، والأسباب تعود لتلوث المياه بالدرجة الأولى.
تلوث المياه
الطبيب العام في ريف دير الزور الشرقي جلال الخالد، قال ل، إن انتشار المرض في ريف دير الزور يعود لتلوث المياه وعدم معالجتها.
وذكر أن طرق العلاج منه تكون بالالتزام بالوصفة الدوائية، وشرب مياه معقمة ونظيفة، والابتعاد عن الأطعمة التي قد تتسبب بارتفاع نسبة التهاب الكبد في الجسم مثل مشتقات الحليب وغيرها.
تواصلت مع لجنة الصحة في دير الزور التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، لكنها لم تتلقَّ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.
نقص في الكوادر والمستلزمات
طبيب في مستشفى “البصيرة العام” بدير الزور (فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام) قال ل، إن المستشفيات العامة تعاني من نقص المستلزمات الطبية والأدوية، ولا تقدم العلاج لبعض الحالات، بسبب عدم توفر الأدوية الخاصة بها.
وأضاف أن المستشفى يخلو من أي نوع أدوية، لافتًا إلى أن المنطقة ككل تعاني نقصًا في الأدوية والأجهزة الطبية، إثر نقص التمويل المقدم من قبل لجنة الصحة.
ويعاني القطاع الطبي في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة “الإدارة الذاتية” من نقص في المعدات والكوادر الطبية، إذ تطفو على السطح حالات إصابة بأمراض جرثومية بين الحين والآخر.
وتغيب عن المنطقة العديد من الاختصاصات الطبية، أبرزها العصبية والجراحات القلبية، كما يعاني الأطباء من تعرضهم لتهديدات بشكل مستمر تدفعهم لمغادرة المنطقة بحثًا عن مكان أكثر أمنًا لمتابعة عملهم.
وكان الطبيب بكر السيد أحبش، الذي يعمل في بلدة الصعوة غربي دير الزور، قال في حديث سابق ل، إن إجمالي الأطباء بريف دير الزور العاملين في جميع الاختصاصات بلغ 250 طبيبًا مسجلًا لدى “الإدارة”.
وأوضح أن المنطقة لا تعاني قلة الكوادر والأجهزة فحسب، بل أيضًا نقص الأدوية، إضافة إلى وجود نقص في معدات بعض المختبرات الطبية.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي