طوّر فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج خوارزمية قائمة على الذكاء الاصطناعي قادرة على الكشف عن أصوات لغط القلب (Heart Murmurs) لدى الكلاب، وهي علامة رئيسية على أمراض القلب.
يفتح هذا الاكتشاف المنشور في دورية “الطب الباطني البيطري” آفاقاً جديدة لتحسين رعاية الكلاب، وخاصة سلالات الكلاب الصغيرة المعرّضة بشكل أكبر لهذه الحالات.
وأمراض القلب شائعة بين الكلاب، وتحديداً أمراض الصمام الميترالي، وهي أكثر حالات القلب شيوعاً بين الكلاب البالغة، وتشير الإحصاءات إلى أن نحو كلب واحد من بين كل 30 كلباً يزور العيادات البيطرية يعاني من “لغط القلب”، إذ تزداد احتمالية الإصابة بين السلالات الصغيرة والكلاب المتقدمة في العمر.
واستندت الخوارزمية في الأصل إلى نظام تم تطويره للكشف عن “لغط القلب” لدى البشر، إذ اعتمد الباحثون على قاعدة بيانات لأصوات القلب من نحو 1000 مريض بشري، لتدريب خوارزمية قادرة على اكتشاف لغط القلب.
وبعد ذلك، تم تكييف الخوارزمية للعمل على أصوات القلب لدى الكلاب، باستخدام نحو 800 عينة صوتية تم تسجيلها من كلاب تخضع لفحوصات روتينية في أربعة مراكز بيطرية متخصصة في المملكة المتحدة.
ولتسجيل الأصوات القلبية، استُخدمت سماعة طبية رقمية لتسجيل أصوات القلب لدى الكلاب، وتضمنت الفحوصات فحصاً بدنياً شاملاً واختبارات تصويرية للقلب من قِبَل مختصين بأمراض القلب البيطرية لتصنيف اللغط وتحديد أي أمراض قلبية.
الكشف عن لغط القلب
أظهرت الاختبارات أن الخوارزمية تمكنت من الكشف عن لغط القلب بنسبة حساسية بلغت 90%، وهو مستوى من الدقة مماثل لما يمكن أن يحققه أطباء القلب البيطريون المتخصصون، كما تبيّن أن الخوارزمية قادرة على تقييم شدة لغط القلب، والتفريق بين الحالات التي تتطلب تدخلاً علاجياً طارئاً والحالات التي يمكن متابعتها.
كما أظهرت النتائج أيضاً أن الخوارزمية طابقت تقييمات أخصائيي القلب في أكثر من نصف الحالات، وكانت ضمن تصنيف واحد من تقييماتهم في 90% من الحالات، مما يعد تطوراً واعداً.
يمثل هذا النظام أداة قوية للأطباء البيطريين، إذ يمكنهم استخدامها كوسيلة فعالة لتحديد شدة مرض القلب واتخاذ قرارات علاجية مدروسة. ويساعد ذلك في تحسين جودة الحياة للكلاب التي قد تحتاج إلى الأدوية، إذ يمكن أن تمدها بسنوات إضافية من الحياة الصحية.
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة أنوراج أجاروال، المختص في علم الصوتيات والهندسة الحيوية أن امتلاك أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين الرعاية البيطرية.
ويوفر استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب البيطري فرصاً عديدة للتشخيص المبكر وتحسين رعاية الحيوانات الأليفة.
ويمكن أن يتيح استخدام خوارزميات الكشف عن أمراض القلب للأطباء البيطريين التعرف على الحالات التي تتطلب تدخلًا طبياً، بدلاً من الاعتماد على الأطباء المتخصصين فقط.
ومع انتشار هذه التقنية، قد يصبح بمقدور الأطباء البيطريين إجراء فحوصات أكثر شمولية وسرعة، لتحديد الكلاب التي تعاني من مشاكل قلبية دون الحاجة لإجراء الفحوصات التصويرية باهظة الثمن.
ويأمل الفريق البحثي أن تسهم هذه التقنية في تقليل معدلات الوفيات الناتجة عن أمراض القلب لدى الكلاب، وأن تساعد أصحاب الحيوانات الأليفة في اتخاذ قرارات علاجية أفضل.
