طهران تنتقد برلين.. وألمانيا تحث رعاياها على مغادرة إيران
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، إن إغلاق ألمانيا للقنصليات الإيرانية في البلاد يعد “عقوبة” للإيرانيين المقيمين في برلين، فيما حثّت الأخيرة مواطنيها على مغادرة طهران، وذلك على خلفية إعدام إيران مواطن متهم بـ”شن هجمات إرهابية”.
وأضاف عراقجي عبر منصة “إكس”، أن “برلين تدافع عن إرهابي أودى بحياة 14 بريئاً وجرح أكثر من 200، وتعاقب عشرات الآلاف من الإيرانيين الآخرين الذين يحملون جواز سفر ألماني”.
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية قال، في وقت سابق الجمعة، إن برلين أصدرت منذ فترة طويلة تحذيراً من السفر إلى إيران، وطلبت من رعاياها المغادرة، لأن طهران تحتجز الألمان رهائن، كما يتضح من إعدام مواطن ألماني من أصل إيراني.
وأضاف المتحدث في مؤتمر صحافي: “أصدرنا منذ فترة طويلة تحذيراً من السفر إلى إيران وطلبنا من الألمان في إيران مغادرة البلاد، لأننا رأينا من خلال قضية جمشيد شارمهد أن إيران تحتجز المواطنين الألمان رهائن. نريد تجنيب المواطنين الألمان الآخرين هذا المصير”.
علاقات دبلوماسية “متدنية”
التصعيد الأخير بين الجانبين، يأتي على خلفية إعدام إيران مواطن ألماني من أصل إيراني يدعى جمشيد شارمهد، بعد إدانته بـ”شن هجمات إرهابية”.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية، قالت الخميس، إن ألمانيا ستغلق القنصليات الإيرانية الثلاث في البلاد، لكنها ستسمح ببقاء السفارة مفتوحة، وذلك رداً على إعدام طهران شارمهد.
واعتبرت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، أن العلاقات الدبلوماسية تشهد تراجعاً في المستوى قائلة: “علاقاتنا الدبلوماسية متدنية للغاية بالفعل”.
ونددت بيربوك بما قالت إنها “حيلاً سياسية إيرانية باستخدام الرهائن، واتهمت طهران بمحاولة استغلال دعم ألمانيا لإسرائيل في صراع الشرق الأوسط كمبرر لإعدام شارمهد”.
وتابعت بيربوك: “يوجد مزيد من الألمان المحتجزين ظلماً. لدينا التزام شديد أيضاً تجاههم، ونواصل العمل بلا كلل من أجل الإفراج عنهم”، في حين دعت الوزيرة الاتحاد الأوروبي إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة “المنظمات الإرهابية” الخاصة به.
وإثر ذلك، سحبت ألمانيا سفيرها لدى إيران على خلفية إعدام شارمهد، كما استدعت القائم بالأعمال الإيراني للتعبير عن احتجاج برلين، فيما أوردت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الاثنين، أن شارمهد تم إعدامه بعد إدانته بـ”شن هجمات إرهابية”.
كما رحبت منظمة “هاوار” المعنية بحقوق الإنسان، بقرار غلق القنصليات، لكنها قالت إن “الحكومة الألمانية يتعين عليها تكثيف جهودها لضمان الإفراج عن مواطنة ألمانية أخرى هي ناهد تقوي (70 عاماً) المحتجزة في إيران منذ أكتوبر 2020”.
وذكرت المنظمة في بيان: “لا بد أن ينتهي افتقار الحكومة الاتحادية إلى التخطيط للتعامل مع دبلوماسية الرهائن التي تتبعها إيران”.