“الحزام الأمني” يتصدر تصريحات أردوغان بشأن سوريا
ركّز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريحاته مؤخًرا على إنشاء “حزام أمني” مع سوريا وذلك مناسبتين منفصلتين.
ورغم أن هذا التركيز ليس جديدًا، فإنه جاء بعد فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وارتبط بإعادة التأكيد على فكرة إنشاء “حزام أمني” على الحدود التركية مع سوريا.
وجاءت تصريحات الرئيس التركي الأحدث، المتعلقة بسوريا، الأحد 10 من تشرين الثاني، خلال فعالية إحياء ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.
وقال إن تركيا ستكمل “الحزام الأمني” على حدودها الجنوبية، في إشارة إلى الحدود السورية- التركية حيث تسيطر”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على أجزاء منها.
وأضاف أن تركيا أحبطت محاولات تطويقها من خلال العمليات التي نفذها الجيش التركي و”المناطق الآمنة” التي أنشأها.
وقبل ذلك، أدلى أردوغان بتصريحات، في 8 من تشرين الثاني الحالي، أكد فيها مطالب بلاده بإنشاء “حزام أمني” بطول 30 إلى 40 كم على حدودها الجنوبية.
وجاء ذلك خلال لقاء جمعه مع صحفيين أتراك في أثناء عودته من العاصمة المجرية بودابست.
وأضاف، “سنواصل النضال من أجل ملاحقة الإرهابيين في سوريا والعراق والقضاء على الأرهاب من مصدره”، على حد تعبيره.
كما أوضح في اللقاء أنه سيواصل محادثاته “عبر دبلوماسية الهاتف” مع نظيره ترامب وسيناقش معه موضوع الانسحاب الأمريكي من سوريا.
وفاز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية على منافسته المرشحة عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس في 6 من تشرين الثاني الحالي.
وهنّأ أردوغان نظيره الأمريكي عقب فوزه متمنيًا منه “التخلي عن سياساته الخاطئة في ولايته السابقة” عبر تغريدة على “إكس“.
وتشوب العلاقات التركية- الأمريكية خلافات على عدة قضايا، أبرزها ما يتعلق بدعم واشنطن لـ”قسد”.
كما فرضت واشنطن عقوبات على أنقرة على خلفية شرائها منظومة “إس 400” (صواريخ أرض- جو) من موسكو في كانون الثاني 2020.
وفي حين توجد القوات الأمريكية في سوريا ضمن مناطق سيطرة “قسد”، يؤيد ترامب سحب تلك القوات بحسب ما ذكره حليفه المقرب منه روبرت كينيدي جونيور وذلك أثناء تغطية مباشرة للانتخابات الأمريكية الأخيرة.
وكان ترامب أعلن نيته الانسحاب من سوريا خلال ولايته السابقة في كانون الأول 2018، معتبرًا أن القوات الأمريكية حققت هدفها بالقضاء على “تنظيم الدولة” المصنف على قوائم الإرهاب لديها.
وتقدم الولايات الأمريكية الدعم المالي والعسكري لـ”قسد”، في إطار ما تسميه “محاربة الإرهاب” للقضاء على تنظيم “الدولة”.
وتسيطر “قسد” على أجزاء واسعة من الرقة الحسكة شمال شرقي سوريا الحدوديتين مع تركيا، إضافة إلى أجزاء من دير الزور شرقي سوريا.
وتعتبر تركيا “قسد” الفرع السوري لـ”حزب العمال الكردستاني” العدو التقليدي لأنقرة والذي تصنفه وواشنطن وعواصم غربية أخرى على قوائم الإرهاب.
وسبق أن شنت تركيا ثلاث عمليات داخل سوريا، إلى جانب فصائل المعارضة، اثنتان منها ضد “قسد” وجماعات مقربة منها، في عفرين ورأس العين وتل أبيض، وتلوح بشكل مستمر بعمليات جديدة في شمال شرقي سوريا.
أولى العمليتين ضد “قسد” كانت “غصن الزيتون” (2018) وسيطرت فيها على عفرين شمال غربي سوريا، والثانية “نبع السلام” (2019) وسيطرت فيها على تل أبيض ورأس العين شمال شرقيّ سوريا.
وجاءت عملية “نبع السلام” بعد توترات شهدتها العلاقة بين واشنطن وأنقرة، وفي أعقاب تحذيرات أصدرها ترامب لتركيا بشأن التوغلات التي بدأتها في ذلك الوقت.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي