صور فضائية تظهر توغل إسرائيل داخل سوريا
أظهر تحليل وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية لصور أقمار صناعية بدء إسرائيل في مشروع بناء وتعبيد طريق على طول خط “ألفا” الفاصل بين مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل والأراضي السورية في محافظة القنيطرة.
وجرى خلال الشهر الماضي الحديث عن إنشاء القوات الإسرائيلية حاجزًا أمنيًا على الحدود الفاصلة مع سوريا، بينما رصدت تكرار دخول آليات عسكرية إسرائيلية إلى الأراضي السورية عملت على إنشاء سواتر ترابية وخندق لبناء طريق منذ عام 2022، وسط نفي النظام لهذه الأنباء.
وبحسب صور حصلت عليها “أسوشيتد برس” من شركة “Planet Labs PBC” التقطتها الشركة، في 5 من تشرين الثاني الحالي، امتدت أعمال البناء لمسافة 7.5 كيلومتر على طول خط “ألفا”.
الأعمال تمتد من على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب شرق بلدة مجدل شمس المحتلة في الجولان، ويتوجه مسار البناء إلى الجنوب الشرقي قبل أن يتجه جنوبًا على طول خط “ألفا”، ثم يقطع الجنوب الشرقي مرة أخرى.
وأنشأت إسرائيل خندقًا بين حاجزين، وعبّدت جزءًا من الخندق بالإسفلت، كما يوجد سياج يمتد على طول الخندق باتجاه الأراضي السورية.
تستخدم إسرائيل حفارات ومعدات أخرى لجرف التربة، “وهي تحفر بنشاط على طول الطريق، مع تكديس المزيد من الأسفلت هناك”، بحسب تحليل “أسوشيتد برس”.
من جانبه لم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلبات التعليق، كما رفض المسؤولون السوريون في دمشق التعليق أيضًا على أسئلة الوكالة.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، نيك بيرنباك، أنه في الأشهر الأخيرة، لاحظت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك أنشطة بناء يقوم بها الجيش الإسرائيلي على طول خط وقف إطلاق النار.
وفي بعض الحالات قام أفراد من الجيش الإسرائيلي وحفارات إسرائيلية ومعدات بناء أخرى والبناء نفسه بالتعدي على منطقة الفصل، وفق بيرنباك، الذي أشار إلى أنه لا يُسمح لأي قوات أو معدات أو نشاط عسكري من جانب إسرائيل أو سوريا في منطقة الفصل.
العمل بدأ منذ 2022
منذ منتصف عام 2022، دخلت قوات من الجيش الإسرائيلي إلى داخل الأراضي السورية، مؤلفة من ست دبابات من نوع “ميركافا” وجرافتين عسكريتين يرافقهما عدد من الجنود لمراقبة الحدود والآليات، وذلك لتشييد طريق جديد.
وبحسب ما رصده مراسل في القنيطرة، عمل الآليات الإسرائيلية استمر خلال 2023 و2024، وبلغ عمق العمل داخل الأراضي السورية كحد أدنى نحو 100 متر، بينما وصل في مناطق أخرى إلى عمق كيلومتر واحد.
وأطلق الجيش الإسرائيلي على هذا الطريق اسم “سوفا 53″، كما رصدت كاميرا مراسلين إسرائيليين عمل هذه الآليات العسكرية داخل الأراضي السورية خلال فترات زمنية مختلفة، أحدها في تشرين الثاني 2022، عندما نشرت قناة “كان 11” الإسرائيلية تقريرًا تضمّن تسجيلات مصوّرة من داخل الأراضي السورية.
التحركات الأمنية الإسرائيلية، تزامنت مع استهدافات متكررة لتحركات بالقرب من الحدود الإسرائيلية- السورية.
ومنذ مطلع العام الحالي، ارتفعت وتيرة العمليات الأمنية على الحدود الجنوبية السورية بمحاذاة الجولان السوري المحتل، إذ أعلنت إسرائيل عن سلسلة من العمليات الأمنية ضبطت خلالها عمليات لتهريب المخدرات، كما أحبطت عددًا من عمليات التسلل باتجاه أراضيها من قبل أفراد قالت إنهم على صلة بإيران.
وخلال توغلاتها السابقة اعتقلت القوات الإسرائيلية مواطنين سوريين من تلك المناطق، التي يفترض أنها خاضعة لسيطرة النظام السوري (في المنطقة العازلة).
وعملت وحدات الجيش الإسرائيلي على منع اقتراب المزارعين من المنطقة خلال عمل الآليات، إذ تطلق النار بشكل يومي لإبعاد المزارعين والرعاة عن المنطقة.
اتفاق فك الاشتباك
في عام 1974، تم التوصل بإشراف الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، لاتفاق بين الجانبين الإسرائيلي والسوري، يقضي برسم خط فك الاشتباك بين الجانبين، وشملت تفاصيل لتحديد مواقع القوات العسكرية لسوريا وإسرائيل على طول خطي “A” و”B”.
يطلق اسم “برافو” على الخط “B” و”ألفا” على الخط “B”، ونصت الاتفاقية على فصل القوات وفق المبادئ التالية:
تظل جميع القوات الإسرائيلية غرب الخط “A” المحدد على الخريطة، باستثناء منطقة القنيطرة التي تظل غرب الخط “A1”.
تُدار جميع الأراضي الواقعة شرق الخط “A” من قبل السلطات السورية، ويسمح بعودة المدنيين السوريين إلى هذه المناطق.
المنطقة العازلة: تقع بين الخطين “A” و”B”، وهي منطقة فاصلة بين القوات الإسرائيلية والسورية، على أن تُشرف عليها قوة مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (UNDOF).
تتمركز القوات السورية شرق الخط “B”، حيث تحتفظ بقوات محدودة في هذه المنطقة.
تلتزم كل من سوريا وإسرائيل بتقليل القوات والتسليح في مناطق محددة على جانبي خطي “A” و”B”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي