قمة “أبيك”.. تايوان تدعو بايدن إلى زيارة الجزيرة
قال وفد تايوان، في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في ليما عاصمة بيرو، إن مندوب تايوان في القمة لين هسين إي التقى الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، ودعاه لزيارة الجزيرة في المستقبل القريب.
ويُعد منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ أحد الاجتماعات الدولية القليلة التي تشارك فيها تايوان والصين، لكن تايبيه لا ترسل رئيسها، نظراً لاعتراضات بكين.
وتنظر الصين إلى تايوان باعتبارها إقليما تابعاً لها، وليس لها الحق في العلاقات بين الدول.
وأضاف الوفد، في بيان، أنه خلال اجتماع على هامش المنتدى، وجّه لين الشكر إلى بايدن على مساهماته في تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وتايوان على مدار السنوات الأربع الماضية، وجرى تبادل “حيوي” لوجهات النظر بينهما.
وجاء في البيان أن لين “وجّه دعوة حارة لبايدن لزيارة تايوان في أي وقت يناسبه في المستقبل القريب”.
ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق عما إذا كان بايدن، الذي سيغادر منصبه في 20 يناير، يعتزم القيام بالزيارة.
وأشار وفد تايوان إلى أن لين التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، لتبادل وجهات النظر بشأن الاستمرار في تعزيز الشراكة بين تايبيه وواشنطن على جميع المستويات.
وأضاف الوفد: “تبادل الاثنان أيضاً وجهات النظر بشأن كيفية ضمان السلام والاستقرار في المنطقة، والتعزيز المشترك للرخاء وتنمية المنطقة وأصدقاء تايوان. أجواء المحادثات بوجه عام اتسمت بالود”.
ولم يصدر تعليق بعد من وزارة الخارجية الأميركية.
والولايات المتحدة هي أهم داعم دولي ومورد للأسلحة لتايوان، لكن واشنطن قطعت العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع تايبيه في عام 1979 لصالح بكين.
وترفض حكومة تايوان المنتخبة ديمقراطياً مزاعم بكين عن السيادة، قائلة إن شعب الجزيرة هو وحده الذي يستطيع تقرير مستقبله.
بكين: مستعدون لصداقة أميركا
في المقابل، قال سفير الصين لدى واشنطن شيه فنج، السبت، إن بلاده مستعدة لأن تكون شريكة وصديقة للولايات المتحدة، سعياً لتعزيز الحوار بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأضاف فنج في كلمة ألقاها في هونج كونج، الجمعة، أمام مسؤولين صينيين والسفير الأميركي لدى الصين، أن بكين ليس لديها خطة لتجاوز أو استبدال الولايات المتحدة.
وتسعى بكين إلى إعادة ضبط العلاقات مع واشنطن قبل عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى الرئاسة في يناير المقبل.
وكان ترمب قد تعهد بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية تتجاوز 60%، لكن بكين والشركات الصينية تأمل أن تزعج سياساته الحمائية أيضاً حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا، ما يمنح الصين فرصة لزيادة نفوذها العالمي وتحسين العلاقات التجارية.
ودعا الرئيس الصيني شي جين بينج، الجمعة، إلى رفض النزاعات الأحادية والحمائية لصالح العولمة الاقتصادية.
مع ذلك، يقول بعض المحللين إن موقف الصين كقوة موازنة للولايات المتحدة بقيادة ترمب فقد بريقه مقارنة بعام 2016، عندما انتُخب الرئيس الجمهوري لأول مرة.
“نغمة الحوار”
وقال شي إن الشراكة الصينية الأميركية ليست لعبة محصلتها صفر، مضيفاً أن البلدين لديهما إمكانات كبيرة للعمل معاً في مجالات تشمل التجارة والزراعة والطاقة والذكاء الاصطناعي والصحة العامة.
وأكد شي على “نغمة الحوار” لمعالجة مخاوف كل جانب، قائلاً: “من الممكن تماماً طرح القضايا على الطاولة للتواصل بصراحة، والسعي إلى حلول على قدم المساواة”.
ولفت إلى أن تايوان هي “نقطة الاشتعال” الأكبر، التي ربما تؤدي إلى صراع ومواجهة بين بكين وواشنطن، ودعا إلى معارضة واضحة لمن وصفهم بـ”الانفصاليين” في تايوان.
خلافات عميقة
ولطالما كانت هناك خلافات عميقة بين واشنطن وبكين بشأن ما يعتبره البيت الأبيض “دعم الصين لروسيا” خلال حربها في أوكرانيا، وقضايا حقوق الإنسان، والتكنولوجيا، وتايوان.
ومن المتوقع أن تشهد فترة إدارة ترمب الثانية اختباراً حقيقياً للعلاقات بين الولايات المتحدة، خصوصاً وأنه في ولايته الأولى فرضت واشنطن رسوماً جمركية على منتجات صينية تزيد قيمتها على 360 مليار دولار.
ودفعت هذه الرسوم بكين إلى طاولة المفاوضات، وفي عام 2020، وقّع الجانبان اتفاقية تجارية تعهّدت فيها الصين بتحسين حقوق الملكية الفكرية، وشراء سلع أميركية إضافية بقيمة 200 مليار دولار.
وفي رسالة تهنئة لترمب بعد فوزه على المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، دعا شي الولايات المتحدة والصين إلى إدارة خلافاتهما والتوافق في عصر جديد.