حضر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، نزال فنون قتالية مختلطة UFC في “ماديسون سكوير جاردن” بمدينة نيويورك، بصحبة الملياردير الأميركي إيلون ماسك، المرشح لشغل منصب في وزارة الكفاءة الحكومية في إدارة الرئيس الأميركي الجديدة.
ودخل ترمب إلى قاعة النزال، وسط موسيقى صاخبة ملوحاً بيده للحشد، ومن بين الذين انضموا إليه رئيس مجلس النواب مايك جونسون، والمغني كيد روك، وروبرت إف كينيدي جونيور، الذي يخطط ترمب لترشيحه لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية.
وكان ترمب رفقة رئيس منظمة UFC دانا وايت، وتوجه الاثنان إلى مقاعدهم بجوار القفص حيث يجري النزال، كما حضر نجل ترمب، دونالد جونيور، القتال.
وقبل انطلاق المواجهة، عرضت UFC مقطع فيديو لمسار ترمب لاستعادة البيت الأبيض، ووصفته بأنه “أعظم عودة في التاريخ الأميركي”، وبينما وقف المشجعون وصفقوا عند نهاية المقطع، رفع ترمب الذي كان يرتدي بدلة وربطة عنق حمراء قبضته نحو الجمهور.
وكان الحدث الرئيسي، السبت، في حلبة UFC 309 هو نزال على بطولة العالم للوزن الثقيل بين جون جونز وستيبي ميوسيتش.
قاعدة ترمب السياسية
ويعتبر ترمب مشجعي هذه الرياضة جزءاً من قاعدته السياسية، حسبما نقلت “أسوشيتد برس”، وارتدى عدد زوار “حديقة ماديسون سكوير” التي تتسع لنحو 20 ألف شخص، قبعات حمراء تحمل شعار حملة ترمب MAGA “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”، كما لوح بعضهم بأعلام تحمل صورته أثناء فترات الاستراحة في النزال.
كان ترمب يجلس في مقعده الأمامي بجوار وايت على يمينه، وماسك على يساره. ووقف ترامب، محاطاً بالمصورين والمشجعين القريبين، لالتقاط الصور مع وايت وماسك وغيرهما من المساعدين في فترات الاستراحة بين المواجهات. حتى أنه أجرى محادثة قصيرة مع مغني موسيقى الكانتري، جيلي رول، بعد أن تصافح الاثنان.
وصافح ترمب فريق البث التابع لبطولة UFC، والذي ضم جو روجان. واستضاف المقاتل السابق ترمب في البودكاست الخاص به، في المراحل الأخيرة من الحملة الانتخابية، قبل إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وأثناء حملته الانتخابية، ظهر ترمب بشكل متكرر على برامج “البودكاست” ومنصات الألعاب الإلكترونية، ومع مؤيدين رئيسيين وصفوا التصويت لترمب بأنه وسيلة لإظهار “الرجولة الحقيقية”، وفق “أسوشيتد برس”، فيما فشلت هاريس في إجراء مقابلات مماثلة، وأرجعت الأمر إلى تضارب المواعيد.
داعم “فوق العادة”
وأصبح حضور الملياردير إيلون ماسك إلى جانب الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مشهداً متكرراً في الأشهر الأخيرة، وقدم ماسك دعماً مالياً وسياسياً سخياً لترمب، وساهم بشكل واضح في إعادة الرئيس السابق للبيت الأبيض.
ووفق لجنة الانتخابات الفيدرالية، قدَّم ماسك ما يقارب 119 مليون دولار للجنة عمل سياسي داعمة لترمب، كما ظهر معه في تجمعات انتخابية، واستضافه في مقابلة حصرية عبر منصته “إكس” للتواصل الاجتماعي.
وأصبح جزءاً من المحيطين بترمب، حيث أمضى ليلة الانتخابات في مارالاجو في بالم بيتش بولاية فلوريدا.
وأعرب ترمب أيضاً عن دعمه لشركة “سبيس إكس” SpaceX، التي تشكل 82 مليار دولار من صافي ثروة ماسك، وسعيها للوصول إلى المريخ.
وتجاوز صافي ثروة إيلون ماسك 300 مليار دولار للمرة الأولى منذ ما يقرب من 3 سنوات، مع ارتفاع سعر سهم “تسلا” وسط رهانات على أن علاقته الوثيقة بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ستفيد الشركة.
وأضاف ماسك لثروته الشخصية منذ فوز ترمب أكثر من أي شخص آخر يتتبعه “مؤشر بلومبرغ للمليارديرات”. وقفز سعر سهم “تسلا” بنسبة 28%، ما زاد ثروته بمقدار 50 مليار دولار لتصل إلى 313.7 مليار دولار الأسبوع الماضي.
شخصية سياسية جديدة؟
ونظم وايت معركة لـ UFC عام 2001 في “ترمب تاج محل”، وهو فندق كان يضم كازينو في أتلانتيك سيتي بولاية نيو جيرسي، ويحضر ترمب مباريات UFC بشكل متكرر منذ ذلك الحين – بما في ذلك خلال حملته لعام 2024.
وعادة ما يحضر ترمب نزالات UFC إلى جانب شخصيات مشهورة، بما في ذلك وايت والموسيقي كيد روك ومذيع قناة Fox News السابق تاكر كارلسون.
وفي عام 2018، خلال فترة ولاية ترمب الأولى، ظهر هو ووايت في مقطع فيديو لمنظمة UFC، حيث أطلق على الرئيس آنذاك لقب “المقاتل الرئيسي” Combatant In Chief.
ومع تعزيز ترمب لقبضته على الحزب الجمهوري على مدى العقد الماضي تقريباً، ظهر دانا وايت كشخصية سياسية صاعدة. إذ تحدث في مؤتمري الحزب الجمهوري لعامي 2016 و2020، وعندما اجتمع الحزب في ميلووكي في يوليو الماضي. كما ألقى كلمة أمام الحشد في حفل فوز ترمب في فلوريدا في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي ليوم الانتخابات.
وقال وايت حينها: “هذا ما يحدث عندما تلاحقك الآلة. ما رأيته على مدى السنوات العديدة الماضية، هذا ما يبدو عليه الأمر: لا يمكن إيقافه. إنه يواصل المضي قدماً. إنه لا يستسلم”.
