اخر الاخبار

دير الزور.. “الإدارة الذاتية” تطلق انتخابات “غير معلنة”

بدأت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا إجراء انتخابات غير معلنة للبلديات في محافظة دير الزور، بعد تعليق استمر لعدة أشهر.

وبدأ الترويج للانتخابات عبر المجالس المحلية وبين الموظفين والعاملين، دون إعلان رسمي، بدءًا من مناطق سيطرة “الإدارة” في محافظة دير الزور، بحسب ما رصده مراسل.

وأطلقت المجالس المحلية و”الكومينات” (المخاتير) اجتماعات مع الأهالي لإقناعهم بانتخاب مرشحين من “حزب سوريا المستقبل” الذي دخل الانتخابات مع أحزاب أخرى تحت اسم “تحالف الشعوب”، ويضم أحزاب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD) و”حداثة” و”تجمع نساء زنوبيا”.

مصدر مسؤول في “مجلس هجين المحلي” التابع لـ”الإدارة الذاتية” تحفظ على ذكر اسمه كونه غير مخول له بالحديث لوسائل الإعلام، قال ل إن “الإدارة” أطلقت اجتماعات عرضت فيها أسماء مرشحين لانتخابات البلدية ينتمي معظمها لـ”حزب سوريا المستقبل”.

من جانبه ذكر مصدر مسؤول في “حزب سوريا المستقبل” بدير الزور، أن الانتخابات كان من المتوقع إطلاقها، في 10 من تشرين الثاني الحالي، وبعد تأجيلها لأكثر من مرة، تقرر بدؤها اليوم الاثنين، دون أي تغيير في الخطة حتى اللحظة.

وأضاف المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه، كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن الانتخابات تجري على مرحلتين الأولى سيشارك فيها العسكريون، اليوم الاثنين، والثانية للمدنيين تبدأ غدًا الثلاثاء.

ومع بدء اليوم الأول للانتخابات، تنتشر قوى “الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في المناطق التي تسيطر عليها الأخيرة من محافظة دير الزور.

ولم تتلقَ إجابات من مسؤولين في “الإدارة الذاتية” للحصول على تعليق رسمي حول إطلاق انتخابات البلديات.

وحصلت على صور للبطاقات الانتخابية عبر مصادر في الأحزاب المشاركة.

بطاقة انتخاب صادرة عن الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا في محافظة دير الزور- 17 من تشرين الثاني 2024 ()

بطاقة انتخاب صادرة عن الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا في محافظة دير الزور- 17 من تشرين الثاني 2024 ()

ونشرت مواقع إخبارية محلية منها موقع “عين الفرات” المتخصص بتغطية أخبار دير الزور، أن “الإدارة الذاتية” حددت يومي 18 و19 من تشرين الثاني الحالي، موعدًا لإطلاق انتخابات البلديات في محافظة دير الزور شرقي سوريا.

ونشرت غرف إخبارية محلية عبر تطبيق “تيلجرام” (شائع الاستخدام في المنطقة)، منها “الشعيطات الرسمية” و”مراسل الشرقية” صور تظهر جدولًا يوضح عدد البطاقات الانتخابية في منطقة هجين بدير الزور، بعد الانتهاء من انتخابات مشابهة في الرقة.

ولم يرصد مراسلي في الحسكة أي تحركات مشابهة لإطلاق انتخابات حتى لحظة تحرير هذا الخبر.

بعد تأجيل متكرر

في 5 من أيلول الماضي، أعلنت “الإدارة الذاتية” عن بدء التحضيرات لإجراء انتخابات البلديات في مناطق سيطرتها، بعد أكثر من أربعة أشهر على تأجيلها لأول مرة.

وأصدرت “الإدارة” القرار “رقم 7″، قالت فيه إنها فوّضت الهيئة العليا للانتخابات التابعة لها لبدء العمل على إجراء انتخابات البلديات.

ولم يحدد القرار موعد الانتخابات، لكنه أشار إلى أن الانتخابات ستجري في وقت تراه الهيئة العليا مناسبًا، بحسب وضع كل “مقاطعة” على حدة.

وتقسّم “الإدارة الذاتية” مناطق سيطرتها إداريًا إلى “مقاطعات” متجاهلة التقسيم الإداري الأصلي للمحافظات السورية في المنطقة.

وسبق أن أُجِلت انتخابات البلديات لثلاث مرات، الأولى في نهاية أيار، والثانية في حزيران، خرج عقبها رئيس حزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، صالح مسلم، متحدثًا عن تمسك “الإدارة” بإجراء الانتخابات في آب، لكن ذلك لم يحدث.

“الإدارة” لم تعلن تأجيل انتخاباتها للمرة الثالثة، علمًا أنها تجاوزت المدة الزمنية المُعلن عنها سابقًا.

نتيجة ضغوط

بعد أيام على تأجيل الانتخابات للمرة الأولى، علّقت الولايات المتحدة الأمريكية (وهي الداعم الرئيس لـ”الإدارة الذاتية”) على الانتخابات، إذ قالت إن ظروف “الأزمة” في سوريا غير مواتية لإجراء انتخابات شمال شرقي سوريا في الوقت الراهن.

وجاء في إحاطة صحفية للنائب الرئيسي للمتحدث الصحفي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، في 30 من أيار الماضي، أن الولايات المتحدة محافظة على موقفها من أن أي انتخابات تجري في سوريا “يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة”.

ومع التأجيل الثاني، حملت ألمانيا الموقف نفسه على لسان المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفان شنيك، إذ قال عبر “إكس”، إن إجراء انتخابات في سوريا بالوقت الراهن لن يؤدي إلى دفع العملية السياسية إلى الأمام، بل إلى ترسيخ الوضع الراهن المتمثل في الصراع والانقسام الذي طال أمده.

وكان لأنقرة موقف أكثر حدة، إذ دعا زعيم حزب “الحركة القومية” (MHP) التركي، دولت بهشلي، لعملية عسكرية مشتركة تجمع تركيا والنظام السوري للقضاء على “العمال الكردستاني” في سوريا، وفق ما نقلته صحيفة “Cumhuriyet” التركية.

وانتقد بهشلي انتخابات البلديات، معتبرًا أنها مرحلة جديدة قادمة لـ”تقسيم تركيا”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترى في الحوار مع “الإرهابيين” أمرًا ذا أهمية استراتيجية في المكان، في إشارة لـ”الإدارة الذاتية”.

“الإدارة”: لم نتعرض لضغوط

من جانبها قالت الرئيسة المشاركة لهيئة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” إلهام أحمد، في 13 من حزيران الماضي، إن انتخابات البلدية عبارة عن “عملية ترميم للمؤسسات الخدمية التي تعمل على إعادة تأهيل ما دمرته الدولة التركية أمام الصمت الدولي”.

وأضافت أن العملية الانتخابية كانت مطلبًا شعبيًا ظهر كأحد مخرجات “مؤتمر أبناء الجزيرة والفرات” الذي عقد عام 2019 بعد لقاءات تشاورية مع أبناء المنطقة، لكن الشروع بالانتخابات تأجل لأسباب أمنية.

ووفق أحمد، فوجئت “الإدارة الذاتية” بالردود السلبية التي ظهرت من العديد من الأطراف الدولية حيال هذه الخطوة والتي نص عليها القرار الأممي “2254” المتعلق بسوريا.

وتعتبر أنقرة أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وهي الجناح العسكري لـ”الإدارة الذاتية” تشكل امتدادًا لـ”حزب العمال الكردستاني” (PKK) المدرج على “لوائح الإرهاب” لديها، وهو ما تنفيه “قسد” رغم اعترافها سابقًا بوجود مقاتلي من “العمال” في صفوفها.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *