إدلب.. ما سبب ارتفاع إيجار منازل الدانا
صار العثور على منزل للإيجار في مدينة الدانا شمالي إدلب أمرًا بالغ الصعوبة، وسط في الزيادة المتواصلة في أسعار الإيجارات في الأشهر الأخيرة.
هذه الزيادة أثرت بشكل خاص على العائلات النازحة إلى المدينة، التي تجد نفسها أمام تحدٍّ في محاولة تأمين سكن يتناسب مع إمكانياتها المالية المحدودة.
وكان من الممكن إيجاد شقق صغيرة من غرفتين أو غرفة بسعر يتراوح بين 50 إلى 70 دولارًا، لكن حاليًا ارتفعت الأسعار لتتجاوز الـ100 دولار.
أسعار غير مناسبة.. قبول أو إفراغ
مصطفى الناصر، مهجر من ريف حلب الغربي ومقيم في مدينة الدانا، يواجه حاليًا صعوبات في العثور على منزل بعد نزوحه إلى مدينة الدانا.
وحتى عند إيجاد منزل، تكون الإيجارات مرتفعة لدرجة تدفع العائلات للقبول بها على مضض.
ذكر مصطفى، ل، أن إيجار منزل من غرفتين حاليًا يبلغ 125 دولار شهريًا، في حين كان إيجاره قبل شهرين حوالي 60 دولارًا، وهو ما لا يتناسب مع دخله، فهو يعمل في أحد المحال وراتبه لا يغطي سوى جزء من احتياجات المعيشة.
ويعتمد مصطفى على ما يرسله إخوته المقيمون خارج سوريا لدفع الإيجار، فمن دون مساعدتهم لم يكن ليتمكن من تأمين السكن لعائلته، وفق قوله.
المشكلة نفسها يواجهها أيضًا باسم المحمد، المهجر من مدينة حمص، وهو معلم مدرسة وأب لثلاثة أطفال، خاصة مع تراجع عدد المنازل المعروضة للإيجار في الدانا.
وقال باسم إنه صار من الصعب العثور على منزل مناسب، حتى بعد البحث المستمر، فإيجار بيت مكون من غرفتين كان سابقًا لا يتجاوز 50 دولارًا في منطقة جيدة.
أما اليوم فإن الحصول على شقة في الطابق الثالث يتطلب دفع 75 دولارًا على الأقل، بينما يتجاوز إيجار الشقق في الطوابق الأولى 200 دولار، ويوصل إيجار شقة من ثلاث غرف إلى 150 دولارًا.
لا يتناسب إيجار المنزل أيضًا مع دخل باسم الشهري الذي يبلغ 6800 ليرة تركية (196.8 دولار)، إذ يمثل ثلث راتبه تقريبًا، ما يؤثر على معيشة عائلته، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء، إذ يضطر إلى تخصيص جزء كبير من الراتب لدفع الإيجار على حساب شراء الملابس الشتوية ووسائل التدفئة.
لم يستطع مصطفى الانتقال إلى منطقة أخرى بسبب عمله، وعندما طلب من صاحب المنزل تخفيض الإيجار، كان الرد: “إذا لم يعجبك، فافرغ المنزل، هناك من سيستأجر”.
ويجد باسم أيضًا صعوبة في الانتقال إلى مناطق أخرى، مثل المخيمات أو القرى المجاورة، لأن تكلفة المواصلات ستكون عبئًا إضافيًا.
ما سبب الارتفاع
بحسب ما تحدث به سكان في المدينة وأصحاب مكتبين عقاريين، تعود أسباب الأرتفاع لعدة أمور هي:
- موجات النزوح المتكررة من المناطق التي تتعرض لقصف النظام وروسيا مؤخرًا.
- عودة سوريين من تركيا أو ترحيلهم إلى مناطق شمال غربي سوريا، فكلا العاملين زادا من الكثافة السكانية في المدينة.
- عدم وجود إجراءات من السلطات المحلية لضبط سوق الإيجارات، إذ يتحكم بعض أصحاب العقارات بشكل كامل في تحديد الأسعار ومواعيد رفعها.
- العشوائية في العقود المبرمة التي تتفاوت في شروطها، فبعض العقود تتيح رفع الإيجار بعد ستة أشهر، وأخرى كل ثلاثة أشهر، ما أدى إلى زيادات خلال الفترة الأخيرة.
شبح النزوح يعود إلى أذهان السكان شمال غربي سوريا
تفاوت في الأسعار
علي السعد، صاحب مكتب “السعد” في مدينة الدانا، أوضح ل، أن أسعار الإيجارات ومبيع البيوت تتفاوت بين الأحياء القديمة والجديدة في المدينة، وتختلف بشكل ملحوظ.
في الأحياء القديمة، يبلغ إيجار شقة مكونة من غرفتين حوالي 70 دولارًا شهريًا، بينما تصل تكلفة إيجار الشقة ذات الأربع غرف إلى حوالي 125 دولار.
أما في الأحياء الجديدة، التي تتميز بالبناء الحديث و الخاضع للرقابة والتفتيش، فإن إيجار الغرفتين يصل إلى 100 دولار شهريًا، بينما يتجاوز إيجار الأربع غرف 150 دولارًا شهريًا.
وأضاف صاحب المكتب، ل، أنه في الأحياء القديمة، فأسعار الشقق مكونة من غرفتين تبلغ حوالي 5000 دولار، بينما تصل أسعار الشقق ذات الأربع غرف إلى حوالي 10 آلاف دولار أو أكثر.
أما في الأحياء الجديدة، فتبدأ أسعار الشقق المكونة من غرفتين من 9500 دولار، في حين تتجاوز أسعار الشقق ذات الثلاث غرف 14000 دولار.
تتفاوت الأسعار بناءً على المساحة والموقع والاتجاهات، وتُعرض الشقق في الأحياء الجديدة مجهزة بالكامل للسكن.
أشار السعد إلى أن الأحياء الجديدة تجذب العديد من التجار بسبب توافر المحلات التجارية والمولات، إضافة إلى أن البناء الحديث يتم تحت إشراف ورقابة، ما يجعله مفضلًا لدى كثير من السكان.
كما تتباين أسعار الإيجارات بحسب الموقع في المدينة، وحالة الإكساء، وارتفاع الطابق، بحسب ما رصدته.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي