أهالي “الجيدور” يمولون تأهيل مستشفى “جاسم الوطني”
درعا – حليم محمد
ينتظر عبد الرحمن (55 عامًا)، القاطن في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، تشغيل أجهزة غسل الكلى في مستشفى “جاسم الوطني”، وتوفير تكلفة نقله لمستشفى مدينة نوى حيث يغسل فيها كليتيه منذ عامين.
مرتان في الأسبوع، يغسل عبد الرحمن كليتيه، ويدفع 200 ألف ليرة سورية (13 دولارًا أمريكيًا) أجور سيارة خاصة إلى مدينة نوى، فضلًا عن صعوبات الانتظار، وعدم الانتظام في تشغيل الأجهزة بمستشفى “نوى الوطني”، بسبب عدم توفر المازوت.
قد يضطر الرجل إلى الذهاب للمستشفى ثلاث مرات في بعض الأحيان، وهو ما يزيد التكلفة عليه، بالإضافة إلى المشقة والتعب الجسدي.
وذكر عبد الرحمن في حديثه ل أنه يأمل بتشغيل قسم الكلى في مستشفى “جاسم”، ما يوفر عليه أعباء مالية وجسدية، لأن المستشفى ضمن مدينته، خاصة مع وجود حملة مؤخرًا من الوجهاء لإعادة تشغيل الأقسام فيها.
حملة “كن بلسمًا”
مطلع تشرين الأول الماضي، أطلق وجهاء في مدينة جاسم حملة تبرعات باسم “كن بلسمًا”، لشراء معدات لمستشفى “جاسم” وترميم عدد من أقسامه، بمشاركة من معظم بلدات منطقة الجيدور في الريف الشمالي من محافظة درعا.
قاسم الشحادات، عضو اللجنة المحلية (لجنة مشتركة بين المجتمع المحلي وكادر المستشفى) قال ل، إن اللجنة ومنذ إطلاق الحملة، جمعت مبالغ قاربت المليارين و900 مليون ليرة سورية (195 ألف دولار أمريكي)، ولا تزال الحملة مستمرة حتى الآن.
وأضاف أن اللجنة المحلية تمكنت من شراء ثلاثة أجهزة غسل كلى، وجهاز تنظير جراحي، وهم في انتظار شحنها إلى المستشفى خلال الأيام المقبلة.
وفي عام 2023، تبرع أحد سكان مدينة جاسم بثمن جهاز غسل كلى، إلا أن إدارة المستشفى رفضت تشغيله لأسباب فنية، إذ يجب توفر جهاز احتياطي لإتمام عملية الغسل.
وأضاف أن الحملة نجحت في ترميم أربع غرف عمليات، وقسم للأمراض النسائية، وشراء جهاز تنظير جراحي، وتفعيل 35 عيادة في المستشفى.
وقال الشحادات، إن اللجنة تستدرج عروض أسعار لشراء جهاز طبقي محوري، وإن من أعمال الترميم التي جرت بجهود الأهالي، تأهيل أربع غرف عمليات، وترميم أقسام الإسعاف والتصوير والنسائية.
وتكلفت اللجنة سابقًا بمد خط كهربائي دائم التشغيل لمحطات ضخ مياه الشرب والمستشفى والدوائر الحكومية، وكان هذا ضمن حملة سابقة في مدينة جاسم أطلق عليها حملة “سقيا ماء”، وأسهم هذا الخط الكهربائي في توفير تكلفة المازوت، إذ يؤمّن كهرباء دائمة للمستشفى على مدار الساعة.
مستشفى واحد بالمنطقة
يعتبر مستشفى “جاسم” الحكومي الوحيد في منطقة الجيدور، ويضم مدن جاسم وإنخل ونمر والحارة، وقرى زمرين وسملين والمال والطيحة وجدية والدلي، ويخدم المستشفى أكثر من 300 ألف نسمة، بحسب ناشطين في المنطقة.
وذكر الشحادات أن حادثة سرقة (تشليح) تعرض لها مريض أدت إلى مقتله خلال عودته من جلسة غسل كلى على الطريق الواصل بين مدينتي نوى- جاسم، كانت دافعًا للمجتمع الأهلي لإطلاق حملة التبرعات، وسرعان ما أسهمت فيها القرى المجاورة المستفيدة أيضًا من تشغيل المستشفى.
ويقدم المستشفى خدماته للمرضى بأجور رمزية، تُجمع في صندوق المستشفى، وترفد عمليات الترميم، ويتقاضى المستشفى من المرضى ثلث تكاليف العملية الجراحية، فمثلًا يتقاضى 5000 ليرة سورية أجور التصوير الشعاعي.
إهمال حكومي
رغم أن المستشفى حكومي ويتبع لمديرية صحة درعا، فإن المديرية لم تقدم سوى بعض المستلزمات الطبية من لوازم العمليات وبعض الأدوية.
وقال مصدر في اللجنة المحلية، إن للمستشفى سيارة إسعاف لا تزال لدى مديرية الصحة، ولم ترسل بعد لإدارة المستشفى، كما أن للمستشفى باص مبيت خاصًا بالممرضين، لا تزال المديرية تتحفظ عليه رغم مطالب سابقة به.
ولم ينكر مسؤولو حكومة النظام السوري دور المجتمع المحلي في ترميم مستشفى “جاسم”، إذ قال مدير صحة درعا، بسام السويدان، لصحيفة “الثورة” الحكومية، إن المجتمع المحلي أسهم في تأهيل مستشفى “جاسم الوطني” عبر شراء أجهزة غسل كلى، وترميم أقسام فيه، وصيانة جهاز الطبقي المحوري، وتجهيز غرف عمليات، وتأهيل قسم الأشعة والإسعاف.
واستطاع المجتمع المحلي، في آب الماضي، إنهاء ترميم مستشفى “الحراك” الحكومي، سبقها، في نيسان الماضي، إنهاء ترميم مستشفى “بصرى الشام الوطني”.
يبلغ عدد المستشفيات العامة في محافظة درعا سبعة، والخاصة 13 مستشفى، وتفتقر المستشفيات الحكومية للدعم، وتعاني من نقص في الكادر الطبي، خاصة بعد هجرة معظم الأطباء، وتعاقد بعضها مع المستشفيات الخاصة، ما يدفع بعض السكان للذهاب مباشرة إلى المستشفيات الخاصة، لتوفر المعدات والكوادر فيها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي