اخر الاخبار

مسؤول بالناتو يحث أوروبا على اللحاق بسباق التسلح العالمي

شدد القائد الأعلى لقيادة التحول في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الأدميرال بيير فاندييه، على حاجة أوروبا لتحمل المزيد من المخاطر، وزيادة الإنفاق، وتقليص البيروقراطية لتحقيق الانتصار في سباق التسلح العالمي الجديد، داعياً أوروبا للتعلم من نهج الولايات المتحدة في التعامل مع التكنولوجيا والابتكار.

وقال فاندييه لمجلة “بوليتيكو” الأميركية، في أول مقابلة صحافية له منذ توليه المنصب في أواخر سبتمبر الماضي: “أوروبا لا يمكنها الانتصار بمعركة التسلح المستقبلية في ظل القواعد التي تفرضها على نفسها اليوم”.

ويرى فاندييه، أن التحديات التي تواجهها مصانع الأسلحة ووكالات التوريد في أوروبا، يمكن تلخيصها فيما يعرف بـ”الإفراط بالامتثال”.

وأعرب الأدميرال الفرنسي عن أمله، بأن تبعث قمة الناتو المقبلة المقرر عقدها بلاهاي في هولندا، رسالة إلى الاتحاد الأوروبي مفادها: “إذا كنتم ترغبون بالبقاء في سباق التسلح، فعليكم بتغيير قواعدكم”.

وتأتي تصريحات فاندييه في وقت تسعى فيه أوروبا إلى إعادة تسليح نفسها، استجابة للغزو الروسي لأوكرانيا، وفقاً للمجلة التي قالت إن دول الاتحاد الأوروبي تعمل على زيادة إنتاج الأسلحة، لكنها لا تزال متأخرة بشكل كبير عن روسيا في إنتاج الذخيرة.

عوائق قانونية

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال ليو بيريا بيجنيه، الباحث في مؤسسة المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية البحثي في باريس، أمام البرلمان الفرنسي إن “القوانين واللوائح الحالية صُممت لوقت السلم”.

ويرى فاندييه، أن “هذا الكم الكبير من اللوائح يأتي في سياق أوسع يتعلق بعقلية أوروبا القائمة على تجنب المخاطر، خاصة عند مقارنتها بالولايات المتحدة”.

واعتبر أن “برامج الأسلحة أيضاً بطيئة جداً وتفتقر إلى المرونة”، وضرب مثلاً بالفرقاطات الفرنسية التي تضطر إلى الانتظار لسنوات لتحديث أنظمتها القتالية، في حين يمكن تحديث بعض السفن الحربية الأميركية يومياً.

وذكر فاندييه، أن “الافتقار إلى السرعة والمرونة مسألة نفسية”، وقال إن “الكثير من الناس يقولون إنه لا يمكن تنفيذ ذلك، فالقواعد القانونية على هذا النحو، وقواعد العقود على نحو آخر”.

ويأمل القائد الأعلى لقيادة التحول، أن “تتعلم أوروبا من نهج الولايات المتحدة في التعامل مع التكنولوجيا والابتكار”، لافتاً إلى أن “حماسهم وقدرتهم على تحمل المخاطر أمر أساسي. أما في أوروبا، لا نتحمل المخاطر”.

ولفت إلى أن “واشنطن ستحتاج إلى صناعة دفاع أوروبية قوية، نظراً لحجم ما يحدث في آسيا”، معرباً عن ثقته بقدرة الشركات الأوروبية على أن تكون أكثر من مجرد “مقاول فرعي” للشركات الأميركية.

وتابع: “أنا متفائل ولدي رسالة: حان الوقت للاستيقاظ. يمكننا فعل أشياء عظيمة، وهذا يعني أنه يجب علينا استخدام الأموال بشكل جيد، وتحمل المزيد من المخاطر، وتجربة المزيد من الأشياء”.

وتأسست قيادة التحول في الناتو، والتي يقع مقرها في نورفولك بولاية فيرجينيا الأميركية، في عام 2003 بهدف تجهيز الحلف لمستقبل الحروب.

وأوضح فاندييه، أن أحد التحديات الرئيسية يكمن في أن “تصميم العمليات العسكرية يتطلب بشكل كبير التنسيق بين بيئات مختلفة، البر والجو والبحر، فضلاً عن الفضاء الإلكتروني ومجال المعلومات”.

ولذلك، أعطى فاندييه الأولوية في السنوات المقبلة لـ”خلق الظروف اللازمة لإنشاء نظام قيادة متعدد البيئات، والأمر يتعلق بتكنولوجيا المعلومات، وأنظمة القيادة والتحكم، وتحويل شبكات الحلف إلى شبكات سحابية”.

وحذر فاندييه أيضاً من أن الفضاء، وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات اللوجستية تمثل “نقاط ضعف” في الوقت الحالي. وقال: “في الفضاء، نحن حقاً بحاجة إلى بذل جهد كبير. وبشكل عام، كنا ننفق أموالنا على عدد صغير من الأقمار الصناعية الثابتة عالية الأداء وطويلة العمر”.

عودة ترمب

ويخطط الاتحاد الأوروبي لتغيير سياسات الإنفاق، لإعادة توجيه محتملة لعشرات المليارات من اليورو إلى قطاعي الدفاع والأمن، في مواجهة زيادة الضغوط على التكتل الذي يضم 27 دولة، وأبرزها عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، لتعزيز الاستثمار، وفق صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وأثار فوز ترمب بالانتخابات قلق الاتحاد الأوروبي نظراً للعلاقات المتوترة عبر الأطلسي في ولايته الأولى، وانتقاداته القوية لحلف شمال الأطلسي، ورؤيته المتأرجحة لمعركة أوكرانيا ضد الغزو الروسي وموقفه من تغير المناخ.

ودفع تهديد ترمب بتقليص العلاقات الأمنية مع أوروبا، الكتلة إلى صياغة استراتيجية دفاعية أكثر استقلالية، والتأكد من استعداد صناعاته للمنافسة مع الشركات الأميركية.

وشدد دبلوماسيون كبار في الاتحاد الأوروبي في تصريحات لـ”بلومبرغ”، على ضرورة أن يدفع فوز ترمب بالانتخابات، أوروبا لاتخاذ خطوات أكثر جدية في مجال الدفاع، لافتين إلى إمكانية أن يؤثر ذلك أمن وازدهار أوروبا.

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، من بين الكثيرين في أوروبا الذين هنأوا ترمب، وعبروا عن أملهم في تعزيز التعاون معه، في حين قال عدد من الوزراء والقادة إن عودته إلى البيت الأبيض ستتطلب من أوروبا تحمل مسؤولية أكبر عن أمنها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *