مسيرات غامضة تقتحم قواعد أميركية ببريطانيا وتثير قلق واشنطن
تحقق السلطات الأميركية والبريطانية في اقتحامات متكررة لطائرات مسيرة مجهولة المصدر، لقاعدة لاكينهيث الرئيسية للقوات الجوية الأميركية في بريطانيا، ضمن سلسلة من الاقتحامات التي تعرضت لها قواعد عسكرية أميركية أخرى، في أوقات سابقة، حسبما نقل موقع The War Zone.
وأصبحت اقتحامات تلك الطائرات المسيرة “الغامضة” للقواعد العسكرية الأميركية، أكثر انتشاراً وحدوثاً، وفق TWZ.
وأكد مسؤول دفاعي أميركي، في تصريحات لـ TWZ، يوم الجمعة الماضي، أن رحلات الطائرات بدون طيار استؤنفت قرب قاعدتين أميركيتين تعرضا لهذه الحوادث.
وبينما تستضيف قاعدة لاكينهيث في المقام الأول أسراباً من مقاتلات F-15E Strike Eagle وF-35A Joint Strike Fighters، تستضيف ميلدنهال طائرات مراقبة استراتيجية وناقلات وقود جوية.
وانتشرت تقارير عن إطلاق طائرات F-15E Strike Eagles للتحقيق من الاقتحامات المثيرة للقلق للطائرات المسيرة قرب قاعدة لاكينهيث.
ولم تكن تلك الحوادث في لاكينهيث “منعزلة”، فقد وقعت غارات مماثلة بطائرات بدون طيار في نفس الوقت تقريباً في قاعدة ميلدنهال الجوية الملكية وقاعدة فيلتويل الجوية الملكية بين 20 و22 نوفمبر، وفقاً لسلاح الجو الأميركي.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تصريحات لـ TWZ، الاثنين الماضي، إن الوزارة تستخدم تدابير حماية متعددة الطبقات وموثوقة للقوات، ولن يتم الدخول في التفاصيل وسيكون من غير المناسب التعليق بشكل أكبر على مسائل الأمن التشغيلي.
وأكدت الوزارة البريطانية، أنه يتم العمل بشكل وثيق مع القوة الأميركية، والشرطة وشركاء آخرين للاستجابة للأحداث الأخيرة.
ولا تزال التفاصيل الإضافية محدودة في الوقت الحالي، ولكن من الواضح أن هذه الأحداث ستؤدي إلى استجابة أكثر شمولاً من جانب القوات الجوية الأميركية والبريطانية.
ولا يزال لا يُعرف الكثير عن تلك الحوادث المتكررة للطائرات المسيرة، إذ تختلف أحجام تلك الطائرات وتكويناتها، فضلاً عن أن نمط عملياتها غير معروف أيضاً بعد.
عمليات توغل بالمسيرات
تأتي هذه الحوادث الأخيرة في بريطانيا، بعد 11 شهراً من حدوث موجة مماثلة من عمليات التوغل بالمسيرات فوق قاعدة لانجلي الجوية بولاية فيرجينيا.
كما أصبحت “محطة 42” التابعة للقوات الجوية الأميركية في بالمديل أيضاً، نقطة ساخنة رئيسية للتوغل بالطائرات المسيرة منذ ذلك الحين.
وقبل أيام حدثت حالة ذعر كبيرة أخرى في منطقة اختبار رئيسية للجيش الأميركي، بعدما انتشرت مخاوف حقيقية من أن روسيا قد تحاول ضرب مطارات الناتو بطائرات بدون طيار، ما أدى إلى تغييرات كبيرة في وضع التأهب في بعض المرافق.
وتعتبر غارات الطائرات المسيرة في لانجلي بمثابة “نقطة تحول من نوع ما”، إذ أصبحت هذه القضية الآن تؤخذ على محمل الجد بعد أن تم تجاهلها إلى حد كبير لسنوات على الرغم من أن التهديد ظهر عدة مرات على بعض المرافق والأصول الأميركية الأكثر حساسية.
وأكد العقيد جاك آر آرثود، قائد الجناح المقاتل رقم 48 في قاعدة لاكينهيث الجوية الملكية، أنه جرى رصد في أكثر من مناسبة الطائرات بدون طيار أو الطائرات الصغيرة بدون طيار في منطقة القواعد الثلاث منذ 20 نوفمبر، لافتاً إلى أنه يتم مراقبتها بنشاط ولم تؤثر على سكان القاعدة أو البنية التحتية.
ويواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، التحقيق في اقتحام طائرة مسيرة لترسانة بيكاتيني، وهي القصة التي كشفت عنها TWZ، الأسبوع الماضي.